شريك المتوفى الآسيوي باعها لشريك مواطن مستغلا حيازته التوكيل

القضاء يعيد فيلا قيمتها نصف مليون لورثة رجل أعمال خليجي

ذكر‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬بومطيع‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬الثالثة‭ ‬أعادت‭ ‬ملكية‭ ‬فيلا‭ ‬بمنطقة‭ ‬العدلية‭ ‬يتجاوز‭ ‬ثمنها‭ ‬النصف‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬ورثة‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬خليجي،‭ ‬بعدما‭ ‬استولى‭ ‬عليها‭ ‬شريكه‭ ‬الآسيوي‭ ‬وباعها‭ ‬على‭ ‬شريكهما‭ ‬الآخر‭ ‬“مواطن”،‭ ‬مستغلا‭ ‬الآسيوي‭ ‬حيازته‭ ‬التوكيل‭ ‬من‭ ‬المتوفى؛‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬نزاع‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬حول‭ ‬ملكيتها،‭ ‬إذ‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بتأييد‭ ‬بطلان‭ ‬عقد‭ ‬البيع‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬الآسيوي‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬مما‭ ‬يعيد‭ ‬ملكيتها‭ ‬للورثة‭.‬

وأوضح‭ ‬بومطيع‭ ‬أنه‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬الدعوى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الورثة‭ ‬الخليجيين‭ ‬أفادوا‭ ‬بأن‭ ‬والدهم‭ -‬مورثهم‭- ‬كان‭ ‬شريكا‭ ‬مع‭ ‬بحريني‭ ‬وآخر‭ ‬آسيوي‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬أسسوها‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وقام‭ ‬والدهم‭ ‬المتوفى‭ ‬بعمل‭ ‬توكيل‭ ‬عام‭ ‬للآسيوي‭ ‬لمباشرة‭ ‬أعماله‭ ‬بسبب‭ ‬تواجده‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬بلدهم‭ ‬الخليجي،‭ ‬وخلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬قرر‭ ‬شراء‭ ‬فيلا‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬دورين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬العدلية‭ ‬بمساحة‭ ‬328‭ ‬مترا‭ ‬مربعا،‭ ‬وأرسل‭ ‬المبلغ‭ ‬لشريكه‭ ‬الآسيوي،‭ ‬والذي‭ ‬أنهى‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بشراء‭ ‬الفيلا‭ ‬مستعملا‭ ‬ذلك‭ ‬التوكيل‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬مورثهم‭ ‬أصيب‭ ‬بمرض‭ ‬عضال‭ ‬انتهى‭ ‬بوفاته‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2013،‭ ‬فاستغل‭ ‬الآسيوي‭ ‬ذلك‭ ‬التوكيل‭ ‬بسوء‭ ‬نية‭ ‬وقام‭ ‬بإبرام‭ ‬عقد‭ ‬بيع‭ ‬للفيلا‭ ‬لصالح‭ ‬شريكهما‭ ‬الثالث،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬فيما‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2014،‭ ‬وقاما‭ ‬بتسجيل‭ ‬العقار‭ ‬في‭ ‬سجلات‭ ‬جهاز‭ ‬المساحة‭ ‬والتسجيل‭ ‬العقاري‭ ‬باسم‭ ‬الشريك‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬علمهما‭ ‬بوفاة‭ ‬شريكهما‭ ‬وانتهاء‭ ‬سند‭ ‬وكالة‭ ‬المستأنف‭ ‬الآسيوي‭.‬

ولفت‭ ‬بومطيع‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تصدى‭ ‬للشريك‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬بعدما‭ ‬أقام‭ ‬دعوى‭ ‬صحة‭ ‬ونفاذ‭ ‬عقد‭ ‬بيع‭ ‬العقار‭ ‬وإصدار‭ ‬وثيقة‭ ‬ملكية‭ ‬له،‭ ‬إذ‭ ‬قررت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬إحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬للتحقيق،‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬حكمها‭ ‬ببطلان‭ ‬عقد‭ ‬البيع‭ ‬مع‭ ‬إلزام‭ ‬جهاز‭ ‬المساحة‭ ‬والتسجيل‭ ‬العقاري‭ ‬بإعادة‭ ‬الحالة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬تاريخ‭ ‬البيع‭ ‬ونقل‭ ‬الملكية‭ ‬وإجراء‭ ‬التعديل‭ ‬في‭ ‬سجلاتها‭ ‬وقيودها‭ ‬الرسمية‭ ‬وإصدار‭ ‬وثيقة‭ ‬للمدعين‭ ‬بذلك‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الشريك‭ ‬المواطن‭ ‬حاول‭ ‬استرداد‭ ‬تلك‭ ‬الفيلا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بالطعن‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬بالاستئناف،‭ ‬لكنه‭ ‬باعتباره‭ ‬وكيلا‭ ‬عن‭ ‬الورثة‭ ‬دفع‭ ‬بمطابقة‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬لصحيح‭ ‬القانون،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬شهادة‭ ‬الشهود‭ ‬بما‭ ‬يفيد‭ ‬أن‭ ‬والد‭ ‬الورثة‭ ‬هو‭ ‬المالك‭ ‬الحقيقي‭ ‬للفيلا،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بسداد‭ ‬ثمن‭ ‬العقار‭ ‬من‭ ‬ماله‭ ‬بمبلغ‭ ‬يعادل‭ ‬550‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحويلات‭ ‬بنكية‭ ‬لصالح‭ ‬الشريك‭ ‬الآسيوي،‭ ‬وكانت‭ ‬التحويلات‭ ‬تتم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬بنك‭ ‬في‭ ‬بلادهم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إيجارات‭ ‬العقار‭ ‬طوال‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة‭ ‬لعقد‭ ‬البيع‭ ‬الباطل‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬تحويلها‭ ‬لمورثهم،‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬بملكية‭ ‬مورث‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهم‭ ‬للفيلا‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬البيع‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬أكتوبر‭ ‬2014‭ ‬عقد‭ ‬باطل؛‭ ‬وذلك‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تحريره‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬صفة‭ ‬وممن‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬التصرف‭ -‬المستأنف‭- ‬لأنه‭ ‬وقت‭ ‬تحريره‭ ‬لهذا‭ ‬العقد‭ ‬كان‭ ‬سند‭ ‬وكالته‭ ‬قد‭ ‬انتهى‭ ‬بوفاة‭ ‬مورث‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهم،‭ ‬وكان‭ ‬المستأنف‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬تام‭ ‬بذلك‭ ‬هو‭ ‬والشريك‭ ‬الآسيوي،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قاما‭ ‬بتحرير‭ ‬العقد،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬ثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬تزوير‭ ‬المواطن‭ ‬لعقد‭ ‬مديونية‭ ‬بقيمة‭ ‬تعادل‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لصالحه‭ ‬تجاه‭ ‬مورث‭ ‬موكليه‭ ‬الخليجيين‭.‬