توافق بين السلطتين على تمويل “التقاعد الاختياري”

“الشورى” يوقع على شيك “التعطل” الأحد

| مروة خميس

يصوت‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬المقبل‭ ‬للموافقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬78‭)‬‭ ‬لسنة‭ ‬2006م‭ ‬بشأن‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬المرافق‭ ‬للمرسوم‭ ‬رقم‭ (‬18‭) ‬لسنة‭ ‬2019م‭.‬

ويهدف‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬تنشيط‭ ‬الحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬رفع‭ ‬الحدين‭ ‬الأدنى‭ ‬والأقصى‭ ‬لإعانة‭ ‬وتعويض‭ ‬التعطل‭ ‬لمواجهة‭ ‬ارتفاع‭ ‬مؤشر‭ ‬المستهلك‭ ‬والزيادة‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬متوسط‭ ‬أجور‭ ‬البحرينيين‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬والتأهيلية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬وتهيئة‭ ‬السبل‭ ‬أمامهم‭ ‬للالتحاق‭ ‬بعمل‭ ‬يلائم‭ ‬قدراتهم‭ ‬وبأجر‭ ‬مناسب‭.‬

كما‭ ‬يهدف‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬السماح‭ ‬باستخدام‭ ‬فائض‭ ‬حساب‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬لتمويل‭ ‬برنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬وإعطاء‭ ‬موظفي‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬الفرصة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬خبراتهم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬وأنشطة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭ ‬لتوسعة‭ ‬دائرة‭ ‬المشاركة‭ ‬فيه‭ ‬لموظفي‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬غير‭ ‬الخاضعين‭ ‬لأنظمة‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الانعكاس‭ ‬الإيجابي‭ ‬لهذا‭ ‬البرنامج‭.‬

وبينت‭ ‬مرئيات‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬والأقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬أن‭ ‬الكلفة‭ ‬التقديرية‭ ‬لبرنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬تقدر‭ ‬بـ‭ (‬230‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭) ‬سيتم‭ ‬تعويضه‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬القادمة،‭ ‬وسيستقطع‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬فائض‭ ‬حساب‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل،‭ ‬وإن‭ ‬المبلغ‭ ‬المذكور‭ ‬يتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬استحقاقات‭ ‬الموظفين‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬البرنامج،‭ ‬حيث‭ ‬يخصص‭ ‬جزء‭ ‬منه‭ ‬لشراء‭ ‬عددٍ‭ ‬من‭ ‬سنوات‭ ‬الخدمة‭ ‬الإضافية،‭ ‬والجزء‭ ‬الآخر‭ ‬يُدفع‭ ‬كمكافأة‭ ‬نهاية‭ ‬الخدمة‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يسمح‭ ‬للحكومة‭ ‬باستخدام‭ ‬فائض‭ ‬حساب‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬لتمويل‭ ‬برنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬وهو‭ ‬يعد‭ ‬خيارًا‭ ‬تمويلياً‭ ‬هامـًا‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬وتقليص‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة،‭ ‬وبالأخص‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬لم‭ ‬تطرأ‭ ‬عليه‭ ‬أية‭ ‬تعديلات‭ ‬منذ‭ ‬إنشائه‭ ‬في‭ ‬2006م‭.‬

وبينت‭ ‬لجنة‭ ‬خدمات‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬مرئياتها‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المواطنين‭ ‬المسجلين‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل،‭ ‬حيث‭ ‬تضمن‭ ‬تعديلاً‭ ‬على‭ ‬المادة‭ (‬11‭) ‬الفقرة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬78‭) ‬لسنة‭ ‬2006م‭ ‬بشأن‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬بزيادة‭ ‬مضاعفة‭ ‬في‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬الذي‭ ‬يصرف‭ ‬للمؤمن‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬معدل‭ ‬أجره‭ ‬الشهري‭ ‬خلال‭ ‬الاثني‭ ‬عشر‭ ‬شهرًا‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬تعطله،‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يجاوز‭ ‬مبلغ‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬للتعويض‭ ‬لا‭ ‬يجاوز‭ ‬مبلغ‭ ‬خمسمائة‭ ‬دينار‭ ‬شهريـًا‭.‬

وكذلك‭ ‬أحدث‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للتعويض،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يقل‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للتعويض‭ ‬عن‭ ‬مائتي‭ ‬دينار‭ ‬شهريـًا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬مائة‭ ‬وخمسين‭ ‬دينارًا‭ ‬شهريـًا‭.‬

كما‭ ‬إن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬تعديل‭ ‬أحكام‭ ‬المادة‭ (‬18‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬النافذ‭ ‬وأحدث‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬مقدار‭ ‬إعانة‭ ‬التعطل،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬الإعانة‭ ‬لذوي‭ ‬المؤهلات‭ ‬الجامعية‭ ‬بواقع‭ ‬مائتي‭ ‬دينار‭ ‬شهريـًا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬بواقع‭ ‬مائة‭ ‬وخمسين‭ ‬دينارًا‭ ‬شهريـًا،‭ ‬وأصبحت‭ ‬بواقع‭ ‬مائة‭ ‬وخمسين‭ ‬دينارًا‭ ‬للعاطلين‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬حملة‭ ‬المؤهلات‭ ‬الجامعية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مائة‭ ‬وعشرين‭ ‬دينارًا‭ ‬شهريـًا‭.‬

وإن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬أجرى‭ ‬تعديلاً‭ ‬مهمـًا‭ ‬على‭ ‬المادتين‭ (‬14‭) ‬و‭ (‬19‭) ‬المتعلقتين‭ ‬بالمدة‭ ‬القصوى‭ ‬لصرف‭ ‬التعويض‭ ‬والإعانة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬المدة‭ ‬القصوى‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬أربعة‭ ‬وعشرين‭ ‬شهرًا‭ ‬متصلة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬المدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬أربعة‭ ‬وعشرين‭ ‬شهرًا‭ ‬متصلة‭.‬

وناقشت‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬الشورية‭ ‬برئاسة‭ ‬جهاد‭ ‬الفاضل،‭ ‬وبحضور‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬واستمعت‭ ‬لمبررات‭ ‬الحكومة‭ ‬للتقدم‭ ‬به‭ ‬وإحالته‭ ‬بصفة‭ ‬الاستعجال‭ ‬للسلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وانعكاسه‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ردود‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬على‭ ‬التساؤلات‭ ‬التي‭ ‬أثارها‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭.‬