مستعد لدفع المال للطلاب إذا كان سيشكل لهم حافزًا للقراءة

عبدالأمير زهير: أريد أن أموت وبيدي الكتاب

عبدالأمير‭ ‬محسن‭ ‬زهير،‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬جدحفص‭ ‬العام‭ ‬1956،‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬دكتوراه‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الخرطوم‭ ‬سنة‭ ‬2004‭ ‬م،‭ ‬متقاعد‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ابتعد‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬وأنهى‭ ‬مرحلة‭ ‬الإعدادي‭ ‬والثانوي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نظام‭ ‬“المنازل”،‭ ‬فيما‭ ‬يدرس‭ ‬الآن‭ ‬رغم‭ ‬تقاعده‭ ‬بعض‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭.‬

كيف‭ ‬كانت‭ ‬بدايتك‭ ‬في‭ ‬الدراسة؟

كانت‭ ‬مدرسة‭ ‬جدحفص‭ ‬الابتدائية‭ ‬للبنين‭ ‬مدرستي‭ ‬التي‭ ‬قضيت‭ ‬فيها‭ ‬سنوات‭ ‬دراستي‭ ‬للمرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬وكنت‭ ‬محاطًا‭ ‬بإعجاب‭ ‬الأساتذة‭ ‬نتيجة‭ ‬تفوقي،‭ ‬وبعد‭ ‬انتهائي‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بدأت‭ ‬حياة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬منعطف‭ ‬كبير‭ ‬تمثل‭ ‬بخروجي‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭.‬

 

ما‭ ‬الدوافع‭ ‬التي‭ ‬دفعتك‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة؟

أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬الجماعة‭ ‬التي‭ ‬تتعايش‭ ‬معهم‭ ‬يؤثرون‭ ‬فيك‭ ‬مثل‭ ‬الأساتذة‭ ‬علي‭ ‬جواد‭ ‬ومهدي‭ ‬زهير،‭ ‬كانوا‭ ‬أساتذة‭ ‬وأنا‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أقل‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬والمعرفة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬نقطة‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬عدم‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬من‭ ‬المدرسة،‭ ‬فأصبح‭ ‬دافعًا‭ ‬عندي‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬الإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬المنازل‮»‬‭.‬

 

كيف‭ ‬كنت‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬الدراسة‭ ‬والعمل؟

استطعت‭ ‬الموازنة‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬بالمرور‭ ‬نهارًا‭ ‬إلى‭ ‬الساعة‭ ‬1،‭ ‬وكنت‭ ‬أيضًا‭ ‬أدرس‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬بريتش‭ ‬كونسل،‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬المنازل‮»‬‭ ‬بالمدرسة‭ ‬استطعت‭ ‬أن‭ ‬أجتاز‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬والثانوية‭.‬

 

ما‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬أثناء‭ ‬التعليم؟

منزلنا‭ ‬كان‭ ‬منزلاً‭ ‬للعائلة‭ ‬ويقع‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬حييّن‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬ممر‭ ‬للأهالي‭ ‬للانتقال‭ ‬من‭ ‬الحي‭ ‬للحي‭ ‬الآخر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفعني‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬للساحل‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شي‭ ‬من‭ ‬الهدوء،‭ ‬وتعرضت‭ ‬لظروف‭ ‬مالية‭ ‬صعبة‭ ‬نتيجة‭ ‬قيامي‭ ‬ببناء‭ ‬المنزل‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬باستطاعتي‭ ‬شراء‭ ‬الكتب‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬نظرًا‭ ‬للأسعار‭ ‬المرتفعة،‭ ‬فالحل‭ ‬كان‭ ‬استعارة‭ ‬الكتاب‭ ‬وأقوم‭ ‬بنسخ‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬400‭ ‬صفحة‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬وفضلاً‭ ‬عن‭ ‬إصابتي‭ ‬بالديسك‭ ‬وارتباطي‭ ‬بعائلة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الصعاب‭.‬

 

ما‭ ‬المؤهلات‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها؟

حصلت‭ ‬شهادة‭ ‬دكتوراه‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬التربية،‭ ‬وشهادتين‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬بريتش‭ ‬كونسل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إتقاني‭ ‬لثلاث‭ ‬لغات‭ ‬الانجليزية‭ ‬والهندية‭ ‬والفارسية‭.‬

 

ما‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬بها؟

‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬خروجي‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بمقاولات‭ ‬بناء،‭ ‬وثم‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬الوالد‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬محل‭ ‬صغير‭ ‬لبيع‭ ‬الخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬نظرًا‭ ‬لكثرة‭ ‬تعامل‭ ‬الوالد‭ ‬مع‭ ‬الجالية‭ ‬الهندية‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬إتقان‭ ‬اللغة‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬وعلى‭ ‬إثرها‭ ‬توظفت‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الهندية،‭ ‬ثم‭ ‬توظفت‭ ‬بإدارة‭ ‬المرور‭ ‬بداية‭ ‬كدورية‭ ‬عملت‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬ثم‭ ‬خرجت‭ ‬لأفتتح‭ ‬مقاولات‭ ‬بناء‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬أنجح،‭ ‬ورجعت‭ ‬المرور‭ ‬لأعمل‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬التقارير‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬الحوادث،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬عملت‭ ‬معلمًا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬حتى‭ ‬تقاعدت‭ ‬عام‭ ‬2012‭. ‬

 

ما‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬تجهّز‭ ‬بها‭ ‬نفسك؟‭ ‬

كنت‭ ‬دائمًا‭ ‬أعطي‭ ‬نفسي‭ ‬حافزًا‭ ‬بحيث‭ ‬إذا‭ ‬أنجح‭ ‬أكافئ‭ ‬نفسي‭ ‬وأخرج‭ ‬مع‭ ‬زوجتي‭ ‬وأولادي‭.‬

 

ما‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬ساعدتك‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النجاح؟

القراءة‭ ‬المستمرة‭. ‬

 

مَنْ‭ ‬الكاتب‭ ‬الذي‭ ‬تعتبره‭ ‬مثلك‭ ‬الأعلى‭ ‬وتعجبك‭ ‬كتاباته؟

أنيس‭ ‬منصور،‭ ‬إحسان‭ ‬عبد‭ ‬القدوس،‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ،‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬وعباس‭ ‬العقاد‭.‬

 

أول‭ ‬كتاب‭ ‬ألفته؟

أول‭ ‬كتاب‭ ‬ألفته‭ ‬هو‭ ‬تطور‭ ‬اللهجات‭ ‬البحريني‭. ‬

 

أكثر‭ ‬شيء‭ ‬ندمت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬مسيرتك؟

ترك‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬صغيرة‭ ‬حرمني‭ ‬من‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بحياة‭ ‬الطالب‭. ‬

 

هل‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬هناك‭ ‬طموحات‭ ‬وتطلعات‭ ‬مستقبلية؟

بعد‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬كان‭ ‬عندي‭ ‬خوف‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬يتحدثون‭ ‬أني‭ ‬فشلت‭ ‬بالأمور‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعملية‭ ‬ونجحت‭ ‬بالأمور‭ ‬الدراسية‭ ‬فقط،‭ ‬الآن‭ ‬أريد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الناجح‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬ناجح‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭. ‬

 

متى‭ ‬ستتوقف‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬والقراءة؟

لن‭ ‬أتوقف‭ ‬أبدًا،‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أموت‭ ‬وبيدي‭ ‬الكتاب‭. ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬عصارة‭ ‬عقل‭ ‬فكيف‭ ‬لي‭ ‬التفريط‭ ‬بالقراءة‭!‬

 

كلمة‭ ‬توجهها‭ ‬للجيل‭ ‬القادم؟

لا‭ ‬تستهينوا‭ ‬بالكتاب‭ ‬وألا‭ ‬تكتفوا‭ ‬بالقراءة‭ ‬في‭ ‬الهاتف‭. ‬

 

حسين‭ ‬الشمروخ

طالب‭ ‬إعلام‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين