توجه لتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية عالمية

مسؤول أميركي: سنمنع تصدير نفط إيران لقطع تمويل الإرهاب

| واشنطن ـ وكالات

تتجه‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬إلى‭ ‬تصنيف‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬بكامل‭ ‬تشكيلاته‭ ‬ومؤسساته‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬عالمية‭. ‬وأفادت‭ ‬صحيفة‭ ‬“نيويورك‭ ‬تايمز”،‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركي،‭ ‬مايك‭ ‬بومبيو،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬جولة‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬أوصى‭ ‬بتصنيف‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬أجنبية‭.‬

ويجري‭ ‬بومبيو‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬وإسرائيل‭ ‬ولبنان‭ ‬حول‭ ‬احتواء‭ ‬إيران‭.‬

وذكرت‭ ‬الصحيفة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سلسلة‭ ‬جهود‭ ‬إدارة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لجم‭ ‬السلوك‭ ‬الإيراني‭ ‬العدائي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والذي‭ ‬سيشمل‭ ‬تصنيف‭ ‬الميليشيات‭ ‬والجماعات‭ ‬العراقية‭ ‬الموالية‭ ‬لطهران‭.‬

وقال‭ ‬مسؤولون‭ ‬عسكريون‭ ‬وأمنيون‭ ‬أميركيون‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬قد‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬تحركات‭ ‬قوات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬البالغ‭ ‬عددها‭ ‬5200‭ ‬عنصر‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬

وأكدت‭ ‬“نيويورك‭ ‬تايمز”‭ ‬أنه‭ ‬بموجب‭ ‬الخطط‭ ‬التي‭ ‬أوصى‭ ‬بها‭ ‬بومبيو‭ ‬وبعض‭ ‬مسؤولي‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬تصنيف‭ ‬قوات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬أجنبية‭. ‬الى‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬ديفيد‭ ‬بيمان،‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشؤون‭ ‬المالية‭ ‬والعقوبات‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية،‭ ‬إن‭ ‬واشنطن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ ‬الإيراني‭ ‬لقطع‭ ‬شريان‭ ‬النظام‭ ‬لاستمرار‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتسليح‭ ‬الميليشيات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وأكد‭ ‬بيمان‭ ‬وهو‭ ‬المسؤول‭ ‬الأميركي‭ (‬إيراني‭ ‬الأصل‭) ‬عن‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬“صوت‭ ‬أميركا‭ ‬VOA”‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدم‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬القناة‭ ‬المالية‭ ‬“إينستكس”‭ ‬للتعامل‭ ‬التجاري‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬

وأوضح‭ ‬بيمان‭ ‬أن‭ ‬“القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وقد‭ ‬رأينا‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬شركة‭ ‬أوروبية‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬الإيراني”‭.‬

وأضاف‭: ‬“لقد‭ ‬تحدثت‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬مع‭ ‬مجموعات‭ ‬صناعية‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ولم‭ ‬أرَ‭ ‬أي‭ ‬رغبة‭ ‬أو‭ ‬اهتمام‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وعزى‭ ‬المسؤول‭ ‬الأميركي‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬لسببين‭:‬

أولاً،‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬رغبة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬ترعى‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومسؤولة‭ ‬عن‭ ‬قتل‭ ‬الأميركيين‭ ‬وتحتجز‭ ‬حاليًا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرهائن‭ ‬الأميركيين‭ ‬وكذلك‭ ‬شنت‭ ‬هجمات‭ ‬إرهابية‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬والخريف‭ ‬الماضيين‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬والدنمارك‭. ‬ثانيا،‭ ‬فضلت‭ ‬الشركات‭ ‬الأوروبية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والشركات‭ ‬الأميركية‭ ‬والتعامل‭ ‬بالدولار‭ ‬واستخدام‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬الأميركي،‭ ‬تفاديا‭ ‬لعواقب‭ ‬انتهاك‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭. ‬وأكد‭ ‬بيمان‭ ‬أن‭ ‬“نية‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬ليست‭ ‬معاقبة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬ولذلك‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬إعفاءات‭ ‬للسلع‭ ‬الإنسانية‭ ‬مثل‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء”‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬دفع‭ ‬النظام‭ ‬للتغيير‭ ‬سلوكه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬بـ‭ ‬12‭ ‬مادة‭ ‬من‭ ‬الطلبات‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬مايك‭ ‬بومبيو،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركي،‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬وقال‭ ‬بيمان‭ ‬إن‭ ‬أميركا‭ ‬ستراقب‭ ‬السفن‭ ‬وناقلات‭ ‬النفط‭ ‬والموانئ‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬انتهاك‭ ‬العقوبات‭ ‬النفطية‭ ‬لقطع‭ ‬شريان‭ ‬النظام‭ ‬لتمويل‭ ‬الإرهاب‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفساد‭ ‬مستشر‭ ‬لدى‭ ‬قادة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬حيث‭ ‬تملأ‭ ‬شخصيات‭ ‬النظام‭ ‬الفاسدة‭ ‬جيبوها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نهب‭ ‬أموال‭ ‬الناس‭. ‬وأضاف‭ ‬أنهم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬إنفاق‭ ‬أموال‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬فإنهم‭ ‬ينفقونها‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬حيث‭ ‬يمنحون‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويا،‭ ‬كما‭ ‬تتلقى‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

وأكد‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشؤون‭ ‬المالية‭ ‬والعقوبات‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬“أنفقت‭ ‬16‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬بالوكالة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأبرياء‭ ‬ودعمت‭ ‬المتمردين‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن”‭.‬