الكاتب الكبير علي أمين هو من خصص اليوم للعرب

لماذا نحتفل بـ “عيد الأم”؟

| محرر مسافات

يحتفل‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بـ‭ ‬“عيد‭ ‬الأم”،‭ ‬وفيه‭ ‬يحتفل‭ ‬الأولاد‭ ‬بأمهاتهم‭ ‬ويكرمونهن؛‭ ‬للتفاني‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬بذلنه‭ ‬تجاه‭ ‬أطفالهن،‭ ‬كما‭ ‬يقدمون‭ ‬لهن‭ ‬أسمى‭ ‬التهنئات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الهدايا،‭ ‬شاكرين‭ ‬لهن‭ ‬على‭ ‬إنجابهم،‭ ‬وتربيتهم،‭ ‬والعناية‭ ‬بهم‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأمثل‭.. ‬فيا‭ ‬ترى‭ ‬من‭ ‬اين‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬ومتى‭ ‬بدأ‭ ‬ولماذا‭ ‬يختلف‭ ‬يوم‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬العالم؟

الفراعنة

يعتبر‭ ‬“الفراعنة”‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الأمم‭ ‬التي‭ ‬قدست‭ ‬الأم،‭ ‬فخصصوا‭ ‬يوماً‭ ‬للاحتفال‭ ‬بها،‭ ‬وجعلوا‭ ‬من‭ ‬“إيزيس”‭ ‬رمزاً‭ ‬للأمومة،‭ ‬وكانت‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬مواكب‭ ‬من‭ ‬الزهور‭ ‬تطوف‭ ‬المدن‭ ‬المصرية،‭ ‬ورأى‭ ‬قدماء‭ ‬المصريين‭ ‬أن‭ ‬تمثال‭ ‬“إيزيس”‭ ‬وهي‭ ‬ترضع‭ ‬ابنها‭ ‬“حورس”‭ ‬دليلٌ‭ ‬قوي‭ ‬على‭ ‬الحماية‭ ‬والأمومة‭.‬

أما‭ ‬عند‭ ‬“الإغريق”،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأم،‭ ‬خلال‭ ‬احتفالات‭ ‬الربيع‭ ‬المهداة‭ ‬إلى‭ ‬الإله‭ ‬الأم‭ ‬“ريا”‭ ‬زوجة‭ ‬“كرونس”‭ ‬الإله‭ ‬الأب،‭ ‬مثلهم‭ ‬احتفل‭ ‬الرومان،‭ ‬وكان‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأم‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬مارس،‭ ‬وهذه‭ ‬الأيام‭ ‬توافق‭ ‬احتفال‭ ‬الربيع‭ ‬لديهم‭ ‬المسمى‭ ‬بـ‭ ‬“هيلاريا”‭.‬

العرب

يعود‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬بـ‭ ‬“عيد‭ ‬الأم”‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬مقالة‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬علي‭ ‬أمين،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬“لم‭ ‬لا‭ ‬نتفق‭ ‬على‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬السنة‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ (‬يوم‭ ‬الأم‭) ‬ونجعله‭ ‬عيداً‭ ‬قومياً‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وبلاد‭ ‬الشرق”‭.‬

‭ ‬“وفي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يقدم‭ ‬الأبناء‭ ‬لأمهاتهم‭ ‬الهدايا‭ ‬الصغيرة‭ ‬ويرسلون‭ ‬للأمهات‭ ‬خطابات‭ ‬صغيرة‭ ‬يقولون‭ ‬فيها‭ ‬شكراً‭ ‬أو‭ ‬ربنا‭ ‬يخليكِ،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نشجع‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬يعامل‭ ‬كلٌّ‭ ‬منهم‭ ‬أمه‭ ‬كملكة‭ ‬فيمنعوها‭ ‬من‭ ‬العمل‭. ‬ويتولوا‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬كل‭ ‬أعمالها‭ ‬المنزلية‭ ‬بدلاً‭ ‬منها‭ ‬ولكن‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬نجعله‭ (‬عيد‭ ‬الأم‭)‬؟”‭.‬

بمجرد‭ ‬قراءة‭ ‬هذه‭ ‬المقالة‭ ‬انهالت‭ ‬خطابات‭ ‬القراء‭ ‬المرحبة‭ ‬بهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬إلى‭ ‬جريدة‭ ‬“أخبار‭ ‬اليوم”‭ ‬المصرية،‭ ‬واتفقت‭ ‬كافة‭ ‬الخطابات‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬مارس،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬يوماً‭ ‬للأم،‭ ‬واحتفل‭ ‬المصريون‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬بأمهاتهم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1956‭.‬

العالم

عالميا‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬تم‭ ‬فيها‭ ‬تخصيص‭ ‬يومٍ‭ ‬للاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأم،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬تحديداً‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الـ‭ ‬17،‭ ‬حيث‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬يوم‭ ‬نهاية‭ ‬صيام‭ ‬الـ‭ ‬40‭ ‬يوماً،‭ ‬وأن‭ ‬يذهب‭ ‬كافة‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬الكنائس‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بأمهاتهم‭ ‬وإعطائهم‭ ‬الهدايا‭ ‬والزهور‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬حبهم‭ ‬وتقديرهم‭ ‬لهم‭.‬

أتت‭ ‬بعدها،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬السكان‭ ‬الإنكليز‭ ‬فيها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بالقليلة‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬نسوا‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هاجروا‭ ‬حتى‭ ‬طالبت‭ ‬امرأة‭ ‬أميركية‭ ‬تدعى‭ ‬جوليا‭ ‬وارد‭ ‬هاو‭ ‬بأن‭ ‬يخصص‭ ‬يومٌ‭ ‬للاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬الجرائد‭ ‬عام‭ ‬1870،‭ ‬لكن‭ ‬جهودها‭ ‬لم‭ ‬تكلل‭ ‬بالنجاح،‭ ‬وأعادت‭ ‬نداءها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬عامين،‭ ‬واقترحت‭ ‬تخصيص‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬يوليو،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬توفق‭ ‬أيضاً‭.‬

وفي‭ ‬اليابان‭ ‬يحتفل‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬مايو،‭ ‬حيث‭ ‬يقيم‭ ‬الأطفال‭ ‬معرضاً‭ ‬للصور‭ ‬باسم‭ ‬“أمي”‭. ‬وفي‭ ‬الهند‭ ‬يحتفل‭ ‬به‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬أيام،‭ ‬ويطلقون‭ ‬عليه‭ ‬“درجا‭ ‬بوجا”‭ ‬وهو‭ ‬اسم‭ ‬أحد‭ ‬الآلهة‭ ‬التي‭ ‬تبعد‭ ‬عنهم‭ ‬الشر،‭ ‬وفي‭ ‬

إسبانيا‭ ‬يحتفل‭ ‬بعيد‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مايو،‭ ‬حيث‭ ‬يرتبط‭ ‬لديهم‭ ‬بالاحتفال‭ ‬بتكريم‭ ‬السيدة‭ ‬مريم‭ ‬العذراء‭.‬

تحتفل‭ ‬كندا‭ ‬بـ‭ ‬“عيد‭ ‬الأم”‭ ‬في‭ ‬الأحد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مايو،‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬بعد‭ ‬الكريسماس‭ ‬وعيد‭ ‬الحب،‭ ‬وفيه‭ ‬يهدي‭ ‬الأبناء‭ ‬أمهاتهم‭ ‬باقات‭ ‬الورود‭ ‬المصحوبة‭ ‬ببطاقات‭ ‬التهنئة‭.‬