ندوة مجلس النائب هاشم: توظيف العاطلين والمفصولين أولوية

فائض‭ ‬“التعطل”‭ ‬يوجب‭ ‬خفض‭ ‬اشتراكات‭ ‬“التأمين”

| سعيد محمد من المقشع

دعا‭ ‬النائب‭ ‬فلاح‭ ‬هاشم‭ ‬لاستثمار‭ ‬فائض‭ ‬صندوق‭ ‬“التعطل”‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬لتوظيف‭ ‬“العاطلين”،‭ ‬فيما‭ ‬دعا‭ ‬النقابي‭ ‬يحيى‭ ‬المخرق‭ ‬إلى‭ ‬مساءلة‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬طرح‭ ‬برنامج‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬“أي‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري”‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬التمويل‭ ‬بدءًا‭. ‬وتحدث‭ ‬هاشم‭ ‬والمخرق‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬نقاشية‭ ‬بعنوان‭ :‬”تمويل‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل”‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النائب‭ ‬هاشم‭ ‬مساء‭ ‬الإثنين‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬العضو‭ ‬السابق‭ ‬بمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمحاضر‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬حسن‭ ‬الماضي‭ ‬الذي‭ ‬تعذر‭ ‬حضوره‭ ‬لدواعي‭ ‬السفر‭.‬

وعقدت‭ ‬الفعالية‭ ‬عشية‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬والتي‭ ‬قررت‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬برنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬بتمويل‭ ‬من‭ ‬فائض‭ ‬حساب‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭.‬

مغامرة‭ ‬التعطل

وتطرق‭ ‬هاشم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمويل‭ ‬“الاختياري”‭ ‬من‭ ‬“التعطل”‭ ‬بمثابة‭ ‬مغامرة‭ ‬بأموال‭ ‬الناس،‭ ‬وكأنما‭ ‬يراد‭ ‬تحميل‭ ‬صندوق‭ ‬التعطل‭ ‬تبعات‭ ‬التكلفة‭ ‬وسد‭ ‬العجز‭ ‬المترتب‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تحدد‭ ‬مصادر‭ ‬تمويله‭ ‬قبل‭ ‬تنفيذه،‭ ‬وإن‭ ‬تمرير‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬سيفتح‭ ‬المجال‭ ‬لتغطية‭ ‬“بؤر‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬أخرى”،‭ ‬فيما‭ ‬الأجدر‭ ‬هو‭ ‬استثمار‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬التعطل‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.‬

واستدرك‭ ‬بالقول‭: ‬“يوميًا‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ورؤوس‭ ‬الأموال،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬بإرضاء‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬والأموال‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬العاطلين،‭ ‬وقد‭ ‬تفاجأنا‭ ‬بتقديم‭ ‬القانون‭ ‬بصفة‭ ‬الاستعجال”‭.‬

مقارنة‭ ‬المخرق

وأجرى‭ ‬النقابي‭ ‬يحيى‭ ‬المخرق‭ ‬مقارنة‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬عدة‭ ‬بين‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬وبين‭ ‬برنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬الأول‭ ‬صدر‭ ‬بشأنه‭ ‬مرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬78‭) ‬لسنة‭ ‬2006‭ ‬بشأن‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬قدمته‭ ‬الحكومة‭ ‬بصفة‭ ‬الاستعجال‭ ‬في‭ ‬الإجازة‭ ‬التشريعية‭ ‬وقتذاك‭ ‬وتم‭ ‬إقراره‭ ‬دون‭ ‬تعديل،‭ ‬فيما‭ ‬برنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬أعلن‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬وشكله‭ ‬“غير‭ ‬معروف”‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي،‭ ‬فيما‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬“التعطل”‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬أحد‭ ‬أنواع‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لمن‭ ‬يتعطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وإعانة‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬فيما‭ ‬هدف‭ ‬“الاختياري”‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬الحكوميين‭ ‬لتقليص‭ ‬النفقات‭ ‬المتكررة‭ ‬“بند‭ ‬الرواتب”‭ ‬ودخول‭ ‬الموظف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال؛‭ ‬ليساهم‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭. ‬

وشدد‭ ‬المخرق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬وفق‭ ‬نص‭ ‬القانون‭ ‬هو‭ ‬إعانة‭ ‬أو‭ ‬تعويض‭ ‬المفصولين‭ ‬تعسفيًا،‭ ‬وليس‭ ‬تمويل‭ ‬“أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر”،‭ ‬وكان‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬تمويل‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬قبل‭ ‬طرحه،‭ ‬وليس‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬التمويل‭ ‬بعد‭ ‬إتمام‭ ‬البرنامج،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الحكومة‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬الصندوق‭ ‬“زائد‭ ‬عن‭ ‬الحاجة”،‭ ‬ويمكن‭ ‬التصرف‭ ‬فيه‭ ‬دون‭ ‬إخلال‭ ‬الصندوق‭ ‬بواجباته،‭ ‬فالأجدر‭ ‬أن‭ ‬تطبق‭ ‬المادة‭ (‬25‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬وتخفيض‭ ‬نسب‭ ‬الاشتراكات‭ ‬والتخفيف‭ ‬على‭ ‬العمال‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تبديد‭ ‬الفوائض‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬المخصص‭ ‬لها‭.‬