تظاهرات حاشدة... وقادة الاحتجاج يطلبون من الجيش الحياد

أنباء عن قرب تنحي بوتفليقة عن الحكم

| الجزائر ـ وكالات

قالت‭ ‬قناة‭ ‬النهار‭ ‬الجزائري،‭ ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬إعلامية‭ ‬محلية،‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بوتفليقة‭ ‬سيعلن‭ ‬قريبا‭ ‬تنحيه‭ ‬عن‭ ‬الحكم‭.  ‬وأضافت‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬بوتفليقة‭ ‬سيغادر‭ ‬الحكم‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬أبريل‭. ‬وخرج‭ ‬ألوف‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬وأساتذة‭ ‬الجامعات‭ ‬والعاملين‭ ‬بالقطاع‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬أمس‭ ‬لمطالبة‭ ‬بوتفليقة‭ ‬بالتنحي‭ ‬فيما‭ ‬دعت‭ ‬مجموعة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬يقودها‭ ‬نشطاء‭ ‬ورموز‭ ‬معارضة‭ ‬الجيش‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السياسي‭.‬

وفي‭ ‬أول‭ ‬رسالة‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬أفرزتهم‭ ‬احتجاجات‭ ‬حاشدة‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬بوتفليقة،‭ ‬قالت‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير‭ ‬إنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬”ضمان‭ ‬مهامه‭ ‬الدستورية‭ ‬دون‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬خيارات‭ ‬الشعب“‭.‬

واستجاب‭ ‬بوتفليقة‭ ‬الذي‭ ‬يحكم‭ ‬الجزائر‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬للاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬وأعلن‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يترشح‭ ‬لولاية‭ ‬خامسة‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬كرسيه‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬سيبقى‭ ‬في‭ ‬المنصب‭ ‬لحين‭ ‬إقرار‭ ‬دستور‭ ‬جديد‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬عمليا‭ ‬تمديد‭ ‬رئاسته‭.‬

ولم‭ ‬تؤد‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬لوقف‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬بخروج‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭ ‬واستمرت‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭.‬

مسؤولية‭ ‬الجيش

ظل‭ ‬الجيش‭ ‬ملازما‭ ‬لثكناته‭ ‬أثناء‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لكن‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬الجيش‭ ‬الفريق‭ ‬أحمد‭ ‬قايد‭ ‬صالح‭ ‬لمح‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬عليه‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬سريع‭ ‬للأزمة‭.‬

وعادة‭ ‬ما‭ ‬يدير‭ ‬الجيش‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الستار‭ ‬لكن‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬حاسمة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬العام‭ ‬1992‭ ‬حين‭ ‬ألغى‭ ‬انتخابات‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬بها‭ ‬حزب‭ ‬إسلامي‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬حربا‭ ‬أهلية‭ ‬استمرت‭ ‬10‭ ‬سنوات‭.‬

وأصدر‭ ‬زعماء‭ ‬الاحتجاج‭ ‬بيانهم‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ ‬”أرضية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬الجزائر“،‭ ‬طالبوا‭ ‬فيه‭ ‬بوتفليقة‭ ‬بالتنحي‭ ‬لدى‭ ‬نهاية‭ ‬فترته‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬أبريل‭ ‬واستقالة‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬الفور‭.‬

جولة‭ ‬لعمامرة

وبدأ‭ ‬رمطان‭ ‬لعمامرة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬عينه‭ ‬بوتفليقة‭ ‬حديثا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬زيارات‭ ‬لدول‭ ‬حليفة‭ ‬سعيا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬دعم‭. ‬

وذكرت‭ ‬الإذاعة‭ ‬الحكومية‭ ‬إن‭ ‬جولة‭ ‬لعمامرة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬في‭ ‬موسكو‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬”طمأنة‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬للجزائر“‭.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي‭ ‬سيرجي‭ ‬لافروف‭ ‬إن‭ ‬روسيا،‭ ‬الحليف‭ ‬الوثيق‭ ‬منذ‭ ‬أمد‭ ‬بعيد‭ ‬للجزائر،‭ ‬قلقة‭ ‬من‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬”وترى‭ ‬محاولات‭ ‬لزعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬الوضع،‭ ‬وترفض‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العملية“‭.‬

ودافع‭ ‬لعمامرة‭ ‬عن‭ ‬مقترحات‭ ‬الحكومة‭ ‬للإصلاح‭. ‬وقال‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬لافروف‭ ‬إن‭ ‬بوتفليقة‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬تسليم‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬منتخب‭ ‬وإنه‭ ‬سيكون‭ ‬مسموحا‭ ‬للمعارضة‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭.‬

وحث‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬فليس،‭ ‬أحد‭ ‬زعماء‭ ‬المعارضة،‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تدويل‭ ‬الشأن‭ ‬الجزائري‭. ‬وينادي‭ ‬المحتجون‭ ‬بجيل‭ ‬من‭ ‬الزعماء‭ ‬الجدد‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬نخبة‭ ‬حاكمة‭ ‬يهيمن‭ ‬عليها‭ ‬الجيش‭ ‬وكبار‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬صلة‭ ‬بزعماء‭ ‬حرب‭ ‬التحرير‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬بين‭ ‬1954‭ ‬و1962‭.‬

وتتصدى‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬دوما‭ ‬بحنكة‭ ‬لمعارضة‭ ‬ضعيفة‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬التنظيم‭ ‬لكن‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الكبيرة‭ ‬أكسبت‭ ‬شخصيات‭ ‬معروفة‭ ‬الجرأة‭ ‬لقيادة‭ ‬مسعى‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬ويعطي‭ ‬جزائريون‭ ‬كثيرون‭ ‬أولوية‭ ‬للاستقرار‭ ‬بسبب‭ ‬ذكرياتهم‭ ‬السيئة‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬التسعينات‭ ‬وأودت‭ ‬بحياة‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭.‬