برأته محكمة أول درجة وآخرين من تهمة غسل الأموال

تغريم مواطن 500 دينار لجمعه أموالا من دون ترخيص

| محرر الشؤون المحلية

قضت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬بتأييد‭ ‬تغريم‭ ‬مواطن‭ ‬500‭ ‬دينار؛‭ ‬وذلك‭ ‬لإدانته‭ ‬واثنين‭ ‬آخرين‭ ‬بجمع‭ ‬أموال‭ ‬لذبح‭ ‬الأضاحي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭.‬وكانت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬قد‭ ‬برأت‭ ‬المستأنف‭ ‬واثنين‭ ‬آخرين‭ -‬أحدهم‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬إيران‭- ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬بتهمة‭ ‬غسيل‭ ‬أموال‭ ‬وإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬تنزانيا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنها‭ ‬تبرعات،‭ ‬حيث‭ ‬أوضح‭ ‬المستأنف‭ -‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بالقضية‭- ‬أنها‭ ‬لذبح‭ ‬الأضاحي‭ ‬من‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬لصالح‭ ‬الفقراء‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬البلد،‭ ‬واعتبرتها‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بقصد‭ ‬الثواب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬وليس‭ ‬منفعة‭ ‬شخصية‭ ‬لهم،‭ ‬لكنها‭ ‬أمرت‭ ‬بمصادرة‭ ‬المبالغ‭ ‬المضبوطة‭ ‬بحوزة‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني؛‭ ‬لإدانتهم‭ ‬بجمع‭ ‬أموال‭ ‬بدون‭ ‬ترخيص‭ ‬وعاقبتهم‭ ‬بتغريم‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬مبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭.‬وقالت‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬إنها‭ ‬تطمئن‭ ‬للأدلة‭ ‬التي‭ ‬ساقتها‭ ‬النيابة‭ ‬بشأن‭ ‬جمع‭ ‬المتهمين‭ ‬لأموال‭ ‬بدون‭ ‬ترخيص‭ ‬واعترافاتهم‭ ‬بها،‭ ‬ولا‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬به‭ ‬الدفاع‭ ‬بجهل‭ ‬المتهمين‭ ‬بالقانون،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬القوانين‭ ‬الجزائية‭ ‬لا‭ ‬يعتد‭ ‬فيها‭ ‬بالجهل‭ ‬بالقانون‭.‬

أما‭ ‬بشأن‭ ‬براءتهم‭ ‬من‭ ‬غسيل‭ ‬الأموال،‭ ‬فذكرت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬تقوم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬فاعلها‭ ‬بإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬مالية‭ ‬تتعلق‭ ‬بعائد‭ ‬جريمة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعتقد‭ ‬أنها‭ ‬متحصلة‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬إجرامي،‭ ‬ولتوفر‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬العام‭ ‬يجب‭ ‬توفر‭ ‬القصد‭ ‬الخاص‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬الإخفاء‭ ‬أو‭ ‬التمويه‭ ‬لطبيعة‭ ‬أو‭ ‬مصدر‭ ‬الأموال،‭ ‬وكان‭ ‬المتهمين‭ ‬لم‭ ‬يقصدوا‭ ‬إخفاء‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تجميعها‭ ‬من‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬التبرع‭ ‬وإرسالها‭ ‬لمناطق‭ ‬أشد‭ ‬احتياجا‭ ‬فقام‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬بتحويلها‭ ‬لجمعية‭ ‬خيرية‭ ‬بتنزانيا‭ ‬بإيعاز‭ ‬من‭ ‬الثالث،‭ ‬ولم‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬منفعة‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬النشاط،‭ ‬وإنما‭ ‬قصدوا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬نيل‭ ‬المثوبة‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تقضي‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬بالبراءة‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭.‬

وكانت‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المتهمين‭ ‬الثلاثة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الأعوام‭ ‬من‭ ‬2015‭ ‬وحتى‭ ‬2018،‭ ‬ارتكبوا‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬المتهمان‭ ‬الأول‭ ‬“المستأنف”‭ ‬والثاني‭:‬

-1‭ ‬تلقيا‭ ‬واحتفظا‭ ‬بعائد‭ ‬جريمة‭ ‬وأخفيا‭ ‬مصدره‭ ‬وأجريت‭ ‬عليه‭ ‬عمليات‭ ‬تحويل‭ ‬ونقل‭ ‬مع‭ ‬علمهما‭ ‬بأنها‭ ‬متحصله‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬إجرامي‭ ‬بأن‭ ‬قاما‭ ‬بجمع‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬33‭ ‬ألفا‭ ‬و،41‭ ‬دينارا‭ ‬و320‭ ‬فلسا‭ ‬بدون‭ ‬ترخيص‭ ‬وأجريا‭ ‬عمليات‭ ‬تحويل‭ ‬ونقل‭ ‬لجهة‭ ‬خارجية‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬تنزانيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬شركات‭ ‬الصرافة‭ ‬والنقل‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تلقيا‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بدفعها‭ ‬لهما‭ ‬واحتفظا‭ ‬بها‭ ‬ثم‭ ‬اخفيا‭ ‬طبيعتها‭ ‬ومصدرها‭ ‬وطريقة‭ ‬تصرفهما‭ ‬فيها‭ ‬وحركتها‭ ‬ثم‭ ‬قاما‭ ‬بتحويلها‭ ‬وإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الجهة‭ ‬على‭ ‬دفعات‭ ‬لإخفاء‭ ‬مصدرها‭ ‬مع‭ ‬علمهما‭ ‬بأنها‭ ‬متحصله‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬إجرامي‭.‬

‭ ‬2‭ - ‬جمعا‭ ‬أمولا‭ ‬لغير‭ ‬الأغراض‭ ‬العامة‭ ‬وبدون‭ ‬ترخيص‭.‬

ثانيا‭: ‬المتهم‭ ‬الثالث‭: ‬اشترك‭ ‬بطريقي‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭ ‬مع‭ ‬المتهمان‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمتين‭ ‬موضوع‭ ‬التهمتين‭ ‬بأن‭ ‬اتحدت‭ ‬إرادته‭ ‬معهما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وساعدهما‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بإرسال‭ ‬أرقام‭ ‬التواصل‭ ‬معهما‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الرسائل‭ ‬أنهما‭ ‬يتوليان‭ ‬مسؤولية‭ ‬جمع‭ ‬الأموال‭ ‬لإحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية،‭ ‬كما‭ ‬اتفق‭ ‬معهما‭ ‬وساعدهما‭ ‬في‭ ‬إخفاء‭ ‬مصدر‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬وإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬تحويل‭ ‬ونقل‭ ‬لها،‭ ‬فتمت‭ ‬الجريمتين‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق،‭ ‬وتلك‭ ‬المساعدة‭.‬

وتتمثل‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬ورود‭ ‬بلاغ‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة،‭ ‬مفاده‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬ضبط‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بني‭ ‬جمرة‭ ‬يقوم‭ ‬بجمع‭ ‬الأموال‭ ‬بدون‭ ‬ترخيص‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إعلانات‭ ‬ينشرها‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬بموقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“الإنستغرام”‭ ‬مرفقا‭ ‬به‭ ‬رقم‭ ‬هاتفه‭ ‬النقال،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يقوم‭ ‬بإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البحرين،‭ ‬عبر‭ ‬شركات‭ ‬الصرافة‭ ‬إلى‭ ‬تنزانيا،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬يمارس‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أقنعه‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بذات‭ ‬الفعل‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬“المستأنف”‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬التحويلات‭ ‬تتم‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬تنزانيا،‭ ‬وأن‭ ‬تلك‭ ‬الجمعية‭ ‬تدار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬يقطن‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬جمعها‭ ‬كتبرعات،‭ ‬يتم‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬تنزانيا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التبرع‭ ‬لبناء‭ ‬المساجد‭ ‬وحفر‭ ‬آبار‭ ‬المياه‭ ‬وكفالة‭ ‬الأيتام‭ ‬وذبح‭ ‬الأضاحي‭ ‬وكذلك‭ ‬عقائق‭ ‬المواليد‭.‬

وبين‭ ‬المتهم‭ ‬أن‭ ‬دوره‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الأموال‭ ‬للأغراض‭ ‬المذكورة‭ ‬والأهداف‭ ‬الدينية،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ (‬الواتس‭ ‬آب‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بتزويده‭ ‬بأسماء‭ ‬المستفيدين‭ ‬الذين‭ ‬سيستلمون‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية،‭ ‬وكلهم‭ ‬من‭ ‬الجنسية‭ ‬التنزانية،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬بإرسال‭ ‬الأموال‭ ‬على‭ ‬فترات‭ ‬متفاوتة،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭.‬