قطر لم تغير سياستها... ورسائل واضحة لإيران

وزير الخارجية يدعو دول العالم لتصنيف حزب الله بجناحيه منظمة إرهابية

| المنامة - وزارة الخارجية

دعا‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬قناة‭ ‬“سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية”‭ ‬أمس،‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والعالم‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذو‭ ‬بريطانيا‭ ‬التي‭ ‬صنفت‭ ‬“حزب‭ ‬الله”‭ ‬اللبناني‭ ‬بجناحيه‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية؛‭ ‬لأن‭ ‬البريطانيين‭ ‬لا‭ ‬يطلقون‭ ‬الكلام‭ ‬على‭ ‬عواهنه،‭ ‬ويعرفون‭ ‬جيدا‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬“حزب‭ ‬الله”‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية‭ ‬واغتيالات‭. ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الوزير‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬وجهت‭ ‬رسائل‭ ‬واضحة‭ ‬تطالب‭ ‬إيران‭ ‬بوقف‭ ‬دعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬اللقاء‭:‬

ما‭ ‬السبيل‭ ‬لتفعيل‭ ‬دور‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلام‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬آلية‭ ‬إسلامية‭ ‬فعالة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الأزمات‭ ‬والقضايا‭ ‬والملفات‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة؟

هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬مهمة‭ ‬جدا،‭ ‬وتأسست‭ ‬قبل‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬ونحتفل‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بذكراها‭ ‬الخمسين‭. ‬وتعاملت‭ ‬المنظمة‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الأمة‭ ‬وأهمها‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬ومسألة‭ ‬القدس‭ ‬بالذات،‭ ‬وتركز‭ ‬جميع‭ ‬الوفود‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المواضيع‭ ‬ومواضيع‭ ‬أخرى‭ ‬تخص‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ولكني‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الموضوع‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬طرح‭ ‬نفسه‭ ‬بقوة‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬ودعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬وإيوائه،‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭.‬

 

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يبقى‭ ‬الخطر‭ ‬الإرهابي‭ ‬والتطرف‭ ‬ملحا‭ ‬ويفرض‭ ‬نفسه،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يجادل‭ ‬بأن‭ ‬تنظيم‭ ‬“داعش”‭ ‬انتهى‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬يسمى‭ ‬“داعش”‭. ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يسهم‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ويسهل‭ ‬تناوله‭ ‬في‭ ‬المؤتمر؟

“داعش”‭ ‬موضوع‭ ‬تنظيم‭ ‬واحد‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬آخر‭ ‬أعاد‭ ‬نفسه‭ ‬البارحة‭ ‬برسالة‭ ‬جديدة‭ ‬لاستهداف‭ ‬دول‭ ‬حليفة‭ ‬لنا‭. ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬العالمية‭ ‬هناك‭ ‬تنظيمات‭ ‬عدة،‭ ‬المسلمون‭ ‬متهمون‭ ‬الآن‭ ‬بأنهم‭ ‬أناس‭ ‬مزروع‭ ‬في‭ ‬وسطهم‭ ‬الإرهاب،‭ ‬كيف‭ ‬ندافع‭ ‬عن‭ ‬أنفسنا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التهمة؟‭ ‬كيف‭ ‬نرد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬الجائر؟‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬اثنين،‭ ‬بل‭ ‬المسألة‭ ‬تتعلق‭ ‬بشبكة‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬تدعمهم‭ ‬دول،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يدعمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بطرقهم‭ ‬الخبيثة،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬نهج‭ ‬تتولاه‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭.‬

 

بما‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يسيء‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬وبقية‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬تتأثر‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة،‭ ‬العديد‭ ‬يشيرون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابي‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬المشكلة‭ ‬لكل‭ ‬التنظيمات‭ ‬التي‭ ‬تفرعت‭ ‬عنه‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬“القاعدة”،‭ ‬“داعش”‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭.. ‬ألا‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬أساس‭ ‬مواجهة‭ ‬التطرف؟‭ ‬وإلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يفرض‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬نفسه‭ ‬ويطرح‭ ‬خلال‭ ‬تناول‭ ‬عملية‭ ‬محاربة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب؟

تنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬من‭ ‬الأساسات‭ ‬المهمة‭ ‬لما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬تنظيمات‭ ‬إرهابية‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬“القاعدة”‭ ‬و‭ ‬“داعش”،‭ ‬تنظيم‭ ‬“الجهاد‭ ‬الإسلامي”،‭ ‬وتنظيم‭ ‬“التكفير‭ ‬والهجرة”،‭ ‬وآخرها‭ ‬ما‭ ‬نتعامل‭ ‬معه‭ ‬الآن‭ ‬“داعش”‭ ‬و‭ ‬“بوكو‭ ‬حرام”‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولذلك‭ ‬النظرة‭ ‬الشاملة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات،‭ ‬ومنها‭ ‬تنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬واضحين‭ ‬فيها‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬نتوارى‭ ‬خلف‭ ‬الكلمات،‭ ‬وخلف‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية،‭ ‬الإرهاب‭ ‬إرهاب،‭ ‬والسياسة‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬شيء‭ ‬آخر،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭.‬

 

بما‭ ‬أننا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الإرهاب،‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬جديد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تطلعنا‭ ‬عليه‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقطر؟

ليس‭ ‬هناك‭ ‬جديد،‭ ‬الوضع‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مع‭ ‬قطر،‭ ‬قطر‭ ‬لم‭ ‬تغير‭ ‬من‭ ‬سياستها،‭ ‬ولم‭ ‬تأخذ‭ ‬أي‭ ‬خطوة‭ ‬تجاه‭ ‬إيقاف‭ ‬دعمها‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وإيوائها‭ ‬للإرهابيين،‭ ‬قطر‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬تسند‭ ‬بالمال‭ ‬وبالسلاح‭ ‬منظمات‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬جديد‭ ‬أطلعكم‭ ‬عليه،‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬قطر‭ ‬مستمر‭ ‬للآن،‭ ‬ونتطلع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬وإلا‭ ‬فنحن‭ ‬لن‭ ‬نتعامل‭ ‬معها‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭.‬

 

أشرتم‭ ‬سابقا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تمثلها،‭ ‬وأيضا‭ ‬التهديدات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬أو‭ ‬شق‭ ‬إيران‭ ‬وسياساتها‭ ‬ودعمها‭ ‬لعدم‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭. ‬كيف‭ ‬السبيل‭ ‬لمنظمة‭ ‬كمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬وغيرها‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬أن‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬لتغيير‭ ‬سلوكها؟

إيران‭ ‬تمثل‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬إرهاب‭ ‬الدولة،‭ ‬أو‭ ‬الإرهاب‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتوقف،‭ ‬بلدي‭ ‬البحرين‭ ‬عانى،‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬عانت‭ ‬منه،‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬شكلت‭ ‬لجنة‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬سمع‭ ‬الوفد‭ ‬الإيراني‭ ‬كلاما‭ ‬واضحا،‭ ‬سمع‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬زايد،‭ ‬سمع‭ ‬من‭ ‬الوفود‭ ‬الأخرى،‭ ‬بأننا‭ ‬لن‭ ‬نتهاون‭ ‬ولن‭ ‬نقبل‭ ‬المواقف‭ ‬بدعم‭ ‬المذهبية‭ ‬وبدعم‭ ‬الطائفية‭ ‬والإرهاب،‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬سمعوه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الوفود،‭ ‬فأرجو‭ ‬أن‭ ‬تصلهم‭ ‬الرسالة‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬لديه‭ ‬موقف‭ ‬واحد‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬وأنهم‭ ‬متهمون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬بدعمهم‭ ‬لمنظمات‭ ‬إرهابية‭ ‬مثل‭: ‬حزب‭ ‬الله”،‭ ‬و‭ ‬“العصائب”،‭ ‬و‭ ‬“الحشد‭ ‬الشعبي”‭.‬

 

ما‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموقف‭ ‬البريطاني‭ ‬الأخير‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوضع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬بجميع‭ ‬أجنحته‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب؟

البحرين‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬أعلنت‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية،‭ ‬وحدث‭ ‬هذا‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السنوات‭. ‬والآن‭ ‬سمعنا‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬أنهم‭ ‬يتعاملون‭ ‬مع‭ ‬الشق‭ ‬العسكري‭ ‬أنه‭ ‬إرهابي‭ ‬ومع‭ ‬الشق‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الجناح‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬ماذا‭ ‬يسمونه‭ ‬بأنه‭ ‬غير‭ ‬إرهابي،‭ ‬وهذا‭ ‬كلام‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭. ‬الإرهاب‭ ‬له‭ ‬جناحان‭ ‬سياسي‭ ‬وعسكري‭. ‬الموقف‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬موقف‭ ‬مرحب‭ ‬به‭ ‬جدًا‭ ‬ونرى‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬معرفتهم‭. ‬البريطانيون‭ ‬لا‭ ‬يقولون‭ ‬الكلام‭ ‬على‭ ‬عواهنه،‭ ‬بل‭ ‬بعد‭ ‬معرفتهم‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬الإرهابي‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬ومن‭ ‬تهديد‭ ‬ومن‭ ‬اغتيالات‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬فهذا‭ ‬الموقف‭ ‬نرحب‭ ‬فيه،‭ ‬وندعو‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يتخذوا‭ ‬نفس‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬ونرحب‭ ‬بها‭ ‬جدًا‭.‬

 

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬اليمن،‭ ‬كيف‭ ‬السبيل‭ ‬لدفع‭ ‬الميليشيات‭ ‬الحوثية‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الأجندة‭ ‬الإيرانية‭ ‬للالتزام‭ ‬بالاتفاقات‭ ‬الدولية؟‭ ‬كيف‭ ‬السبيل‭ ‬لتفعيل‭ ‬ذلك؟

على‭ ‬الدول‭ ‬وعلى‭ ‬المبعوث‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يوصل‭ ‬لهم‭ ‬رسالة‭ ‬بكل‭ ‬وضوح،‭ ‬وقد‭ ‬يكونوا‭ ‬هم‭ ‬سمعوها‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني‭ ‬الموجود‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشأن‭ ‬اليمني‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصلهم‭ ‬الرسالة‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭. ‬طبقوا‭ ‬ما‭ ‬توقعون‭ ‬عليه‭ ‬والتزموا‭ ‬به‭. ‬أما‭ ‬التهرب‭ ‬وتغيير‭ ‬الكلام‭ ‬وتغيير‭ ‬الوقائع‭ ‬وعدم‭ ‬الالتزام،‭ ‬فهذا‭ ‬شيء‭ ‬نعرفه‭ ‬وليس‭ ‬بجديد‭ ‬عليهم‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتركوه‭ ‬وإلا‭ ‬سيواجهون‭ ‬بمواقف‭ ‬أشد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

 

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالملف‭ ‬السوري‭ ‬نريد‭ ‬رأيكم‭ ‬في‭ ‬التطورات‭ ‬والحراك‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬التركية،‭ ‬ومن‭ ‬الحراك‭ ‬الأخير‭ ‬للمبعوث‭ ‬الدولي‭. ‬هناك‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭ ‬العازلة‭ ‬عن‭ ‬قوى‭ ‬أوروبية،‭ ‬وربما‭ ‬البعض‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬قوى‭ ‬إقليمية‭ ‬هناك،‭ ‬كيف‭ ‬تقيمون‭ ‬الوضع‭ ‬هناك؟

نحن‭ ‬ندعو‭ ‬لتعاون‭ ‬دولي‭ ‬أكبر‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاستقرار‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬ولتنسيق‭ ‬واضح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬روسيا،‭ ‬وهما‭ ‬الدولتان‭ ‬القادرتان‭ ‬على‭ ‬تثبيت‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭. ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الدول‭ ‬الإقليمية‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬الدول‭ ‬الإقليمية‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المشكلة‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬جيرانا‭ ‬لسوريا‭ ‬أو‭ ‬غيرهم‭ ‬أو‭ ‬إيران‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭. ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬وهذا‭ ‬الدور‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭. ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬مهم‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬سيحقق‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬يحقق‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬اتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬1،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬قمة‭ ‬ثلاثية‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬فهذه‭ ‬ليست‭ ‬حلول،‭ ‬هذا‭ ‬تثبيت‭ ‬لأمر‭ ‬واقع‭ ‬مرفوض‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مرفوضة‭ ‬إقليميا‭. ‬الحل‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الدولتين‭ ‬الكبيرتين‭.‬

 

‭ ‬هناك‭ ‬تأكيد‭ ‬أيضا‭ ‬لجانب‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين،‭ ‬وقبل‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مقابلة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬كبير‭ ‬مستشاري‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬جاريد‭ ‬كوشنر‭ ‬كشف‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬ملامح‭ ‬خطة‭ ‬السلام‭ ‬المقترحة‭ ‬أميركيا‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬أبريل‭ ‬المقبل‭. ‬كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنه؟

زارنا‭ ‬كوشنر‭ ‬ومعه‭ ‬وفد‭ ‬مهم،‭ ‬وتكلمنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬ومسألة‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين،‭ ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأوسع‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭.‬‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أمور‭ ‬طرحت،‭ ‬لكن‭ ‬العمل‭ ‬ليس‭ ‬مكتملا،‭ ‬وليس‭ ‬لدينا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬الصورة‭ ‬الكاملة‭ ‬عما‭ ‬يفكرون‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬كثيرة‭. ‬بل‭ ‬جاءوا‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬الأولية‭ ‬معنا‭ ‬واجتمعوا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وأبدينا‭ ‬لهم‭ ‬رأينا‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬والملتزم‭ ‬بالمبادرة‭ ‬العربية‭ ‬للسلام‭ ‬وبقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬