“البلاد” تنفرد بنشر مبدأ حديث لمحكمة التمييز

العامل غير المرخص... عقده باطل وبلا حقوق

| راشد الغائب

أرست‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬مبدأ‭ ‬جديدا‭ ‬بإبطال‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬العامل‭ ‬غير‭ ‬المرخص‭ ‬رسميا‭ ‬وجهة‭ ‬العمل،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬إسقاط‭ ‬جميع‭ ‬مطالبات‭ ‬العامل‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬فصله‭ ‬أو‭ ‬انتهت‭ ‬مدة‭ ‬التعاقد‭. ‬وأكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬مبدأ‭ ‬عدم‭ ‬مشروعية‭ ‬عمل‭ ‬العامل‭ ‬الأجنبي‭ ‬دون‭ ‬استصدار‭ ‬تصريح‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ (‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بطلان‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬بطلانا‭ ‬مطلقا،‭ ‬بما‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬اعتباره‭ ‬معدوما‭ ‬وزوال‭ ‬آثاره‭ ‬كعقد‭ ‬عمل‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مبدأ‭ ‬لمحكمة‭ ‬التمييز‭ ‬حديث‭ ‬نطق‭ ‬به‭ ‬قضاء‭ ‬المحكمة‭ ‬بجلسة‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬ديسمبر‭ ‬2018،‭ ‬وتنفرد‭ ‬بنشره‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭.‬

القصة

أيدت‭ ‬المحكمة‭ ‬حكمًا‭ ‬أوليًا‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬دعوى‭ ‬أقامتها‭ ‬عاملة‭ ‬أجنبية‭ ‬للمطالبة‭ ‬بمستحقاتها‭ ‬العمالية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الوقائع‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الطاعنة‭ ‬أقامت‭ ‬على‭ ‬المطعون‭ ‬ضده‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬عملت‭ ‬لديه‭ ‬بعقد‭ ‬محدد‭ ‬المدة‭ ‬بسنتين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المطعون‭ ‬ضده‭ ‬فصلها‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬انتهاء‭ ‬العقد‭.‬

وأقر‭ ‬طرفا‭ ‬النزاع‭ ‬بأن‭ ‬العاملة‭ ‬عملت‭ ‬دون‭ ‬استصدار‭ ‬تصريح‭ ‬عمل‭ ‬لها،‭ ‬إذ‭ ‬حكمت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى،‭ ‬وعلى‭ ‬إثره‭ ‬طعنت‭ ‬المدعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬بطريق‭ ‬التمييز‭.‬

الأسباب

الطعن‭ ‬أقيم‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬حاصلها‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬والإخلال‭ ‬بحق‭ ‬الدفاع،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬قد‭ ‬اعتمد‭ ‬الإفادة‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬غيبتها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البطلان‭ ‬المترتب‭ ‬على‭ ‬عملها‭ ‬دون‭ ‬تصريح‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حقيقته‭ ‬بطلان‭ ‬نسبي،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬تقضي‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسها،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬حرمانها‭ ‬من‭ ‬حقوقها‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تقصير‭ ‬المطعون‭ ‬ضده‭ ‬في‭ ‬استخراج‭ ‬ذلك‭ ‬التصريح؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعيب‭ ‬الحكم‭ ‬ويستوجب‭ ‬نقضه‭.‬

البطلان

وأشارت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬رقم‭ ‬19‭ ‬لسنة‭ ‬2006‭ ‬قد‭ ‬حظر‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬23‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬العامل‭ ‬الأجنبي‭ ‬العمل‭ ‬دون‭ ‬تصريح‭ ‬عمل،‭ ‬كما‭ ‬حظرت‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬استخدامه‭ ‬دون‭ ‬صدور‭ ‬تصريح‭ ‬عمل‭ ‬بشأنه‭ ‬طبقا‭ ‬لأحكام‭ ‬ذلك‭ ‬القانون،‭ ‬كما‭ ‬نصت‭ ‬المادة‭ ‬36‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬عقوبة‭ ‬العامل‭ ‬وصاحب‭ ‬العمل‭ ‬المخالفين‭ ‬لأحكام‭ ‬المادة‭ ‬23‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر،‭ ‬فيكون‭ ‬مؤدى‭ ‬ذلك‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬ترتبه‭ ‬المادتان‭ ‬3‭ ‬و‭ ‬4‭ ‬من‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬23‭ ‬لسنة‭ ‬1976‭ ‬وهو‭ ‬عدم‭ ‬مشروعية‭ ‬عمل‭ ‬العامل‭ ‬الاجنبي‭ ‬الذي‭ ‬يخالف‭ ‬هذه‭ ‬الاحكام‭ ‬الآمرة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالنظام‭ ‬العام،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بطلان‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬بطلانا‭ ‬مطلقا،‭ ‬بما‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬اعتباره‭ ‬معدوما‭ ‬وزوال‭ ‬آثاره‭ ‬كعقد‭ ‬عمل‭. ‬

وقالت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬إنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ذلك،‭ ‬وكان‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬قد‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬بطلان‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬المبرم‭ ‬بين‭ ‬الطاعنة‭ ‬غير‭ ‬البحرينية‭ ‬والمطعون‭ ‬ضده‭ ‬لرفض‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬إصدار‭ ‬تصريح‭ ‬عمل‭ ‬للأولى‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬الشروط‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك‭ ‬ورتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬رفض‭ ‬طلباتها‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬العمل،‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬التزم‭ ‬صحيح‭ ‬القانون،‭ ‬ويكون‭ ‬النعي‭ ‬عليه‭ ‬بأسباب‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬أساس‭.‬