تحويل التدريس التقليدي إلى “إلهام وابتكار”

النعيمي: تلاشي 40 % من الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي

| مدينة عيسى - وزارة التربية والتعليم

أقيم‭ ‬امس‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬منتدى‭ ‬التعليم‭ ‬العالمي‭ ‬الثاني‭ ‬عشر،‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬والذي‭ ‬عقد‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ (‬نُلهم‭.. ‬نُمكّن‭.. ‬نزدهر‭)‬،‭ ‬بمشاركة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬دولة،‭ ‬و200‭ ‬مؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وخلال‭ ‬جلسة‭ ‬افتتاح‭ ‬المنتدى،‭ ‬قدم‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي‭ ‬ورقة‭ ‬أشار‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬يواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تطور‭ ‬المعارف‭ ‬والعلوم‭ ‬وثورة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال،‭ ‬والتغيّرات‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وسوق‭ ‬العمل،‭ ‬حيث‭ ‬أنّ‭ ‬أجيال‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬ستنشأ‭ ‬وتتعلّم‭ ‬وتعيش‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬وسياقات‭ ‬أكثر‭ ‬ذكاءً،‭ ‬واعتمادًا‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬والمعارف،‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬إعدادها‭ ‬للتأقلم‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬البيئات‭ ‬والسياقات،‭ ‬وأن‭ ‬النجاح‭ ‬فيها‭ ‬يُمثّل‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬للتعليم‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬تغيّر‭ ‬مهارات‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬الحياة‭ ‬التفاعلية،‭ ‬وتغيّر‭ ‬نوعية‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الكفايات‭ ‬والمهارات‭ ‬المنشودة‭ ‬للعمل،‭ ‬والاندماج‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة،‭ ‬وتغيّر‭ ‬غايات‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬تخريج‭ ‬أجيال‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬المعارف‭ ‬والتقنيات‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬الحلول‭ ‬البديلة‭ ‬المبتكرة‭.‬

وأضاف‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬الدراسة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المكتب‭ ‬الدولي‭ ‬للتربية‭ ‬عام‭ ‬2017م،‭ ‬حول‭ ‬التصنيف‭ ‬المقترح‭ ‬للكفايات‭ ‬المطلوبة‭ ‬للثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬قد‭ ‬شملت‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الكفايات‭ ‬المهمة،‭ ‬منها‭ ‬القرائية‭ ‬اللغوية‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬والتعلّم‭ ‬المستمر‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬والتشارك‭ ‬والعالمية،‭ ‬والتفكير‭ ‬الناقد‭ ‬وحلّ‭ ‬المشكلات،‭ ‬والإبداعية‭ ‬والابتكار،‭ ‬والقيادة‭ ‬وصنع‭ ‬القرار،‭ ‬والريادة‭ ‬والمبادرة‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬إدخال‭ ‬أبنائنا‭ ‬للمستقبل‭ ‬إدخالًا‭ ‬آمنًا‭ ‬ناجحًا،‭ ‬وإكسابهم‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬وظائفه‭ ‬وأعماله‭ ‬من‭ ‬كفايات‭ ‬ومهارات،‭ ‬يتطلب‭ ‬التحوّل‭ ‬بطرائق‭ ‬التدريس‭ ‬وأساليبه‭ ‬إلى‭ ‬الإلهام‭ ‬والابتكار،‭ ‬بحيث‭ ‬يقوم‭ ‬التعليم‭ ‬على‭ ‬ركائز‭ ‬الذكاء‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والخيال‭ ‬والقيم،‭ ‬ويهتم‭ ‬بالتدريب‭ ‬على‭ ‬تصميم‭ ‬الحلول‭ ‬البديلة‭ ‬المبتكرة،‭ ‬ويتحوّل‭ ‬معه‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬والتنمية‭ ‬من‭ ‬استهلاكي‭ ‬تنافسي‭ ‬إلى‭ ‬ذكي‭ ‬مستدام،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المعلمين‭ ‬الملهمين‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يُعلّمون‭ ‬طلبتهم‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬منها،‭ ‬التساؤل‭ ‬والاستكشاف،‭ ‬المثابرة‭ ‬والمسئولية‭ ‬والالتزام،‭ ‬والاستقلالية‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬والشغف‭ ‬بالتحدّي‭ ‬والطموح‭ ‬إلى‭ ‬التميّز‭.‬

وتحدّث‭ ‬الوزير‭ ‬عن‭ ‬دعائم‭ ‬التعليم‭ ‬الإلهامي،‭ ‬ملقيًا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬التمكيني‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬الانتماء،‭ ‬وتحقيق‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة،‭ ‬وتطوير‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء،‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخبراء‭ ‬يؤكدون‭ ‬تلاشي‭ ‬أكثر‭ ‬الوظائف‭ ‬الحالية‭ ‬وظهور‭ ‬وظائف‭ ‬جديدة،‭ ‬ويصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬40‭% ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬ستتلاشى‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬بسبب‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الروبوتات‭ ‬ستحل‭ ‬محل‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وبالتالي‭ ‬ستقوم‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬أعماله‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬كلمته،‭ ‬دعا‭ ‬الوزير‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والأمور‭ ‬التي‭ ‬تتعلّق‭ ‬بالمعلمين‭ ‬والمتعلمين‭ ‬حاضرًا‭ ‬ومستقبلًا،‭ ‬شاملًا‭ ‬هذا‭ ‬تمكين‭ ‬القادة‭ ‬التربويين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التطور‭ ‬المنشود،‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬المعرفة‭ ‬واقتصادات‭ ‬الذكاء‭ ‬ومنظومات‭ ‬الاستدامة‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬المنتدى‭ ‬تضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المعلمين‭ ‬والمناهج‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الشؤون‭ ‬التعليمية‭.‬