يتقاسم شواغرهم “الدخلاء” على التخصص

خريجو الإعلام... مبدعون بلا هوية

| سيدعلي المحافظة

إن‭ ‬صحّ‭ ‬اعتبار‭ ‬الإعلام‭ ‬مهنة‭ ‬إبداعية،‭ ‬فإن‭ ‬خريجي‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬البحريني‭ ‬أصبحوا‭ ‬مبدعين‭ ‬بلا‭ ‬هوية،‭ ‬يتقاسم‭ ‬كعكة‭ ‬شواغرهم‭ ‬الوظيفية‭ ‬أبناء‭ ‬التخصصات‭ ‬الأخرى؛‭ ‬لغياب‭ ‬التعريف‭ ‬الدقيق‭ ‬لهذا‭ ‬التخصص‭ ‬لدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬

ويشير‭ ‬أحد‭ ‬الإحصاءات‭ ‬المعلنة‭ ‬عن‭ ‬أعداد‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬تخصص‭ ‬الإعلام‭ ‬المسجلين‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬نحو‭ ‬290‭ ‬إعلاميًّا‭ ‬عاطلاً‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3400‭ ‬منشأة‭ ‬ومؤسسة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬لديها‭ ‬أنشطة‭ ‬إعلامية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬قالت‭ ‬خريجة‭ ‬الصحافة‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬ضحى‭ ‬الغسرة‭ ‬إنها‭ ‬أصبحت‭ ‬“سائحة”‭ ‬بين‭ ‬معارض‭ ‬التوظيف‭ ‬ومواقع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ومباني‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التجارية،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سئمت‭ ‬من‭ ‬تجاربها‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بمؤسسات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تدفع‭ ‬لها‭ ‬مرتبها‭ ‬الشهري‭.‬

وأضافت‭: ‬“دعيت‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬إلى‭ ‬مقابلة‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬لأفاجأ‭ ‬بأن‭ ‬المقابلة‭ ‬لشاغر‭ ‬واحد‭ ‬دعي‭ ‬له‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬شخص،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬لي‭ ‬نصيب‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬تقدمت‭ ‬على‭ ‬شاغر‭ ‬آخر‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬مجال‭ ‬تخصصي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬موظف‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬رفض‭ ‬استلام‭ ‬طلبي‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الوظيفة‭ ‬لحاملي‭ ‬الدبلوم‭ ‬فقط”‭.‬

واقترحت‭ ‬لعلاج‭ ‬بطالة‭ ‬خريجي‭ ‬الإعلام،‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التربوي،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬استثمارها‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬الإذاعة‭ ‬المدرسية،‭ ‬وتعليم‭ ‬مقررات‭ ‬الصحافة،‭ ‬وتولي‭ ‬مسؤولية‭ ‬المسرح‭ ‬المدرسي،‭ ‬وتصميم‭ ‬المطبوعات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مهام‭ ‬تغطية‭ ‬الفعاليات‭ ‬المدرسية،‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إيعازها‭ ‬لمن‭ ‬ليسوا‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاختصاص‭. ‬من‭ ‬جهتها،‭ ‬تحدثت‭ ‬خريجة‭ ‬الإعلام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬مريم‭ ‬أحمد‭ ‬عن‭ ‬تجربتها‭ ‬في‭ ‬التقديم‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬اختصاصي‭ ‬وسائل‭ ‬سمعية‭ ‬وبصرية‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الموظف‭ ‬المعني‭ ‬بالديوان‭ ‬رفض‭ ‬استلام‭ ‬طلبها؛‭ ‬مدّعيًا‭ ‬أن‭ ‬تخصصها‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬الشاغر‭ ‬المعروض‭.‬

وتابعت‭: ‬تواصلت‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬أساتذتي‭ ‬بالجامعة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬مطابقة‭ ‬التخصص‭ ‬مع‭ ‬الوظيفة‭ ‬المعروضة،‭ ‬فأكدت‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬التخصص‭ ‬مطابق‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الوظيفة،‭ ‬وأنه‭ ‬بإمكاني‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬القسم‭ ‬تشرح‭ ‬التخصص‭ ‬لجهة‭ ‬العمل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الموظف‭ ‬عاد‭ ‬ليؤكد‭ ‬رفضه‭ ‬استلام‭ ‬طلبها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أرفقت‭ ‬معه‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة،‭ ‬مدّعيًا‭ ‬وجود‭ ‬أوامر‭ ‬لديه‭ ‬بعدم‭ ‬رغبتهم‭ ‬بخريجي‭ ‬هذا‭ ‬التخصص”‭.‬

وأما‭ ‬خريجة‭ ‬الإعلام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬حوراء‭ ‬رضي‭ ‬فقد‭ ‬اختزلت‭ ‬تجربتها‭ ‬بالقول‭: ‬وُلدت‭ ‬لأكون‭ ‬شيئًا‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فبعد‭ ‬كل‭ ‬المعاناة‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬بتخصصات‭ ‬متعددة‭ ‬وبرواتب‭ ‬متدنية،‭ ‬أتطلع‭ ‬إلى‭ ‬الأمان‭ ‬الوظيفي،‭ ‬وتقديم‭ ‬ما‭ ‬بوسعي‭ ‬لخدمة‭ ‬الوطن‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تنقلها‭ ‬بين‭ ‬عدة‭ ‬وظائف‭ ‬شملت‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والتصميم‭ ‬والسياحة‭ ‬وإعداد‭ ‬البرامج،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬مؤهلات‭ ‬وخبرات‭ ‬عملية‭. ‬وأضافت‭: ‬كنت‭ ‬أقبل‭ ‬ببعض‭ ‬الوظائف‭ ‬المتدنية‭ ‬الدخل‭ ‬والتي‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بمجال‭ ‬تخصصي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العبارة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬يرددونها‭ ‬حين‭ ‬اطلاعهم‭ ‬على‭ ‬سيرتي‭ ‬الذاتية،‭ ‬أن‭ ‬الشاغر‭ ‬المتوفر‭ ‬لا‭ ‬يتلاءم‭ ‬ومستوى‭ ‬خبرتي‭ ‬ومؤهلاتي‭ ‬العالية”‭.‬