الثورة الإيرانية أسوأ ما شهدته المنطقة

عبدالله بن أحمد: البحرين تصنع مستقبلها ولا تتهاون في أمنها

| المنامة - بنا

الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬ولد‭ ‬مشوها‭ ‬وعاش‭ ‬كسيحا‭ ‬ويقبع‭ ‬في‭ ‬موت‭ ‬سريري المؤشرات‭ ‬القطرية‭ ‬لا‭ ‬تدل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬لحل‭ ‬أزمتها

 

شارك‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ (‬دراسات‭) ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬مائدة‭ ‬مستديرة‭ ‬بمعهد‭ ‬“الشرق‭ ‬الأوسط”،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أقدم‭ ‬مركز‭ ‬بحثي‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬المنطقة،‭ ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬أبرز‭ ‬الباحثين‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالمعهد‭. ‬

وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬كلمته‭ ‬“إن‭ ‬الحضور‭ ‬الدولي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬الكبرى،‭ ‬وانضمامها‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬هو‭ ‬انعكاس‭ ‬لرؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬ومستنيرة‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬بأن‭ ‬المملكة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تصنع‭ ‬مستقبلها‭ ‬وتحدد‭ ‬مصيرها،‭ ‬ولا‭ ‬تتهاون‭ ‬في‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬كما‭ ‬تنخرط‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الرئيسة‭ ‬والحيوية،‭ ‬كطرف‭ ‬أصيل‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وتواجه‭ ‬بمسؤولية‭ ‬التحديات‭ ‬والأخطار‭ ‬المتربصة‭ ‬بمنطقتنا‭ ‬والعالم،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬التدخلات‭ ‬والأطماع‭ ‬الخارجية،‭ ‬وعولمة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب”‭.‬

وأشاد‭ ‬بالشراكة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرات‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬المتنامية‭ ‬والوثيقة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬معربًا‭ ‬عن‭ ‬ترحيبه‭ ‬بأهداف‭ ‬ورؤية‭ ‬“التحالف‭ ‬الستراتيجي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط”‭ ‬وثقته‭ ‬بأن‭ ‬يساهم‭ ‬إيجابًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬أمن‭ ‬وازدهار‭ ‬المنطقة‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬“السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬تتحرك‭ ‬وفق‭ ‬نهج‭ ‬ثابت‭ ‬ومبادئ‭ ‬راسخة،‭ ‬وطبقا‭ ‬لمبدأ‭ (‬الأمن‭ ‬والتنمية‭ ‬للجميع‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬رسمت‭ ‬المملكة‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬لنظام‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬بشكل‭ ‬مستدام‭ ‬ومتوازن،‭ ‬قوامها‭ ‬مواصلة‭ ‬الإصلاح‭ ‬كعملية‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون،‭ ‬وأن‭ ‬الأمن‭ ‬والتنمية‭ ‬صنوان‭ ‬متلازمان،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي”‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬“الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬هي‭ ‬أسوأ‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬الماضية،‭ ‬فهي‭ ‬أصل‭ ‬كل‭ ‬بلاء،‭ ‬ومعظم‭ ‬كوارث‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬إرهاب‭ ‬وصراعات‭ ‬وأزمات‭. ‬كما‭ ‬تشكل‭ ‬إيران‭ ‬خطرًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتهديدًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬للسلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين”‭.‬

وبيّن‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد”أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬سمح‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الفاسد،‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬شعبه،‭ ‬واستغلال‭ ‬العائد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬لزيادة‭ ‬أنشطته‭ ‬المزعزعة‭ ‬لاستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬تطوير‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية،‭ ‬ودعم‭ ‬الجماعات‭ ‬والمليشيات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬ولد‭ ‬مشوها،‭ ‬وعاش‭ ‬كسيحا،‭ ‬والآن‭ ‬يقبع‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬موت‭ ‬سريري”‭.‬

وقال‭ ‬“إن‭ ‬انسحاب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬وإعادة‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬يعكس‭ ‬التزاما‭ ‬بالتصدي‭ ‬للسياسات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ومحاولاتها‭ ‬المستمرة‭ ‬لتصدير‭ ‬الإرهاب‭. ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح،‭ ‬لكنها‭ ‬غير‭ ‬كافية،‭ ‬وينبغي‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لردع‭ ‬الممارسات‭ ‬الإيرانية‭ ‬المناهضة‭ ‬للمواثيق‭ ‬والقوانين‭ ‬الدولية”‭.‬

وأكد‭ ‬“أهمية‭ ‬استجابة‭ ‬قطر‭ ‬للمطالب‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬الدول‭ ‬الأربع،‭ ‬والالتزام‭ ‬باتفاقي‭ ‬الرياض‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬كي‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬جماعات‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وكبح‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والتحريض،‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى”‭.‬

وشدّد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬“قطر‭ ‬تدرك‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬وأن‭ ‬عليها‭ ‬الالتزام‭ ‬التام‭ ‬بالاتفاقات‭ ‬والبنود‭ ‬المقررة،‭ ‬لكن‭ ‬المؤشرات‭ ‬القطرية‭ ‬لا‭ ‬تدل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬لحل‭ ‬أزمتها”‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬استعرض‭ ‬رئيس‭ ‬“دراسات”‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬بالمشاركة‭ ‬كعضو‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬“التحالف‭ ‬العربي‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن”‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الالتزام‭ ‬بوحدة‭ ‬اليمن‭ ‬واحترام‭ ‬سيادته‭ ‬واستقلاله،‭ ‬ورفض‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونه‭ ‬الداخلية،‭ ‬مشيدا‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬ورجالها‭ ‬البواسل‭ ‬مع‭ ‬أشقائها‭ ‬في‭ ‬مهامهم‭ ‬تجاه‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬النبيلة‭ ‬لحماية‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬من‭ ‬عدوان‭ ‬المليشيات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الأخوية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عملية‭ ‬“إعادة‭ ‬الأمل”؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عودة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الشرعية‭ ‬والتوافق‭ ‬الوطني‭.‬

ودعا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التوصل‭ ‬لحل‭ ‬سياسي‭ ‬للأزمة‭ ‬السورية،‭ ‬بمشاركة‭ ‬عربية،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬تمكين‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬سيطرتها‭ ‬وسيادتها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أراضيها،‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بأشكالها‭ ‬كافة،‭ ‬ومنع‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بسوريا‭ ‬حاضرًا‭ ‬ومستقبلًا؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬طموحات‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة‭. ‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬أكد‭ ‬ضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقًا‭ ‬لمبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬وقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬العرب‭ ‬المركزية،‭ ‬ويجب‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سلمية‭ ‬شاملة‭ ‬وعادلة‭.‬