الثقافة الأمنية

كن‭ ‬واعيـًا‭ ‬ضد‭ ‬الاحتيال

دائمًا‭ ‬يتعيّن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نلتزم‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬عند‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬ما،‭ ‬فقد‭ ‬يقع‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬تدعي‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬ما،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬عدم‭ ‬التسرع‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬أي‭ ‬صفقة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الاطمئنان‭ ‬للشخص‭ ‬أو‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬وأخذ‭ ‬رأي‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬كالجهات‭ ‬القانونية‭ ‬أو‭ ‬الأمنية‭ ‬والأصدقاء‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الخبرة‭ ‬أو‭ ‬الأقارب،‭ ‬كما‭ ‬ينصح‭ ‬بعدم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأشخاص‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬ترخيص‭ ‬رسمي‭.‬

لذلك،‭ ‬تعطي‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬والأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإلكتروني‭ ‬أولوية‭ ‬كبيرة‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬حيث‭ ‬بذلت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره‭. ‬ومثال‭ ‬ذلك‭ ‬قيام‭ ‬الإدارة‭ ‬بالتصدي‭ ‬لجرائم‭ ‬الاحتيال‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬شركات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الوهمية‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وقد‭ ‬وقع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬جراء‭ ‬استجابتهم‭ ‬لتلك‭ ‬الشركات،‭ ‬حيث‭ ‬تستخدم‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬للتسويق‭ ‬مثل‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬والإعلانية،‭ ‬الإعلانات‭ ‬عبر‭ ‬التلفاز،‭ ‬الرسائل‭ ‬نصية‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف،‭ ‬وحتى‭ ‬الإعلان‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬الإنترنت،‭ ‬متخذةً‭ ‬أسلوبًا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجلب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إغرائهم‭ ‬بعبارات‭ ‬الربح‭ ‬المضاعف‭ ‬لأموالهم‭.‬

فتلك‭ ‬الشركات‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مكاتب‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬مختلفة‭ ‬تقوم‭ ‬بتجميع‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬دون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تراخيص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬حيث‭ ‬يزعمون‭ ‬أنهم‭ ‬يجمعون‭ ‬الأموال‭ ‬لغرض‭ ‬الاستثمار‭ ‬سواء‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬أو‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المالية،‭ ‬وذلك‭ ‬مقابل‭ ‬نسب‭ ‬فائدة‭ ‬محددة،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬آلية‭ ‬واضحة‭ ‬تبين‭ ‬طبيعة‭ ‬الاستثمار‭ ‬وكيفية‭ ‬إدارته،‭ ‬وأيضًا‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬الاستثمارات‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الضمانات‭ ‬القانونية‭ ‬المعتمدة‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬للشخص‭ ‬استرداد‭ ‬قيمة‭ ‬رأسماله‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬جزءًا‭ ‬منه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬النواحي‭ ‬سواء‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬المالية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬اشتراك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬حيث‭ ‬تنتج‭ ‬عنها‭ ‬مشاكل‭ ‬كبيرة‭ ‬وكلها‭ ‬متعلقة‭ ‬بالتلاعب‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أموالهم‭ ‬وذلك‭ ‬عند‭ ‬قيام‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬بإعلان‭ ‬الإفلاس‭ ‬أو‭ ‬الخسارة‭.‬

وتنص‭ ‬المادة‭ ‬“391”‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭:‬

1‭) ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬وبغرامة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬ولا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬مثلي‭ ‬ما‭ ‬جمعه‭ ‬أو‭ ‬تلقاه‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مستحق‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬أو‭ ‬تلقى‭ ‬أموالاً‭ ‬من‭ ‬الغير‭ ‬بقصد‭ ‬استثمارها‭ ‬أو‭ ‬إدارتها‭ ‬أو‭ ‬توظيفها‭ ‬دون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الإدارية‭ ‬المختصة‭ ‬بمزاولة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬جمع‭ ‬أو‭ ‬تلقي‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬أجلها‭.‬

ويحكم‭ ‬على‭ ‬الجاني‭ ‬برد‭ ‬الأموال‭ ‬إلى‭ ‬صاحبها‭ ‬ومصادرة‭ ‬عائدات‭ ‬الجريمة‭ ‬وللمحكمة‭ ‬أن‭ ‬تأمر‭ ‬بنشر‭ ‬ملخص‭ ‬الحكم‭ ‬بالإدانة‭ ‬أو‭ ‬منطوقه‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬محلية‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭.‬

2‭) ‬يعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬وبغرامة‭ ‬لا‭ ‬تجاوز‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بصفته‭ ‬وكيلاً‭ ‬أو‭ ‬وسيطًا‭ ‬أو‭ ‬مندوبًا‭ ‬أو‭ ‬بأي‭ ‬صفة‭ ‬كانت‭ ‬بجمع‭ ‬أو‭ ‬تلقي‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬الغير‭ ‬لمصلحة‭ ‬طرف‭ ‬غير‭ ‬مرخص‭ ‬له‭ ‬بمزاولة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬جمع‭ ‬وتلقى‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بذلك‭.‬

3‭) ‬يعاقب‭ ‬على‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬البندين‭ (‬1،‭ ‬2‭) ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬بنصف‭ ‬العقوبة‭ ‬المقررة‭ ‬للجريمة‭ ‬التامة‭.‬

4‭) ‬تنقضي‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية‭ ‬إذا‭ ‬بادر‭ ‬الجاني‭ ‬في‭ ‬البندين‭ (‬1،‭ ‬2‭) ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬جمعها‭ ‬أو‭ ‬تلقاها‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مستحق‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬التحقيق،‭ ‬وللمحكمة‭ ‬إعفاء‭ ‬الجاني‭ ‬من‭ ‬العقوبة‭ ‬إذا‭ ‬تحقق‭ ‬الأثر‭ ‬ذاته‭ ‬أثناء‭ ‬مرحلة‭ ‬المحاكمة‭.‬