تراجع أعداد الطلبة غير البحرينيين يدعو لمراجعة الواقع

السياحة التعليمية.. جامعاتنا على خارطة المنطقة

التشهير‭ ‬بالجامعات‭ ‬البحرينية‭ ‬أضر‭ ‬بسمعة‭ ‬التعليم

 

عندما‭ ‬حمّل‭ ‬رئيس‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬سمير‭ ‬ناس‭ ‬“التشهير”‭ ‬بالجامعات‭ ‬البحرينية‭ ‬مسؤولية‭ ‬الإضرار‭ ‬بما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ ‬“السياحة‭ ‬التعليمية”‭ ‬،واعتبره‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عزوف‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬جاءت‭ ‬كلماته‭ ‬كمن‭ ‬يلقي‭ ‬الحجر‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الراكدة‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬المهم‭ ‬والواعد،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬الإجابة،‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬“هل‭ ‬البحرين‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬موقعا‭ ‬جاذبا‭ ‬للدارسين‭ ‬والباحثين‭ ‬عن‭ ‬العلم‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة”؟،‭ ‬وما‭ ‬المطلوب‭ ‬لتكون‭ ‬كذلك؟

قال‭ ‬ناس‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتحدث‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المجلس‭ ‬الأسبوعي‭ ‬للغرفة‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬الذي‭ ‬ناقش‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬إنه‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬كان‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قرابة‭ ‬9‭ ‬آلاف‭ ‬طالب‭ ‬كويتي‭ ‬فيما‭ ‬تقلص‭ ‬العدد‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬500‭ ‬فقط،‭ ‬رابطا‭ ‬ذلك‭ ‬بالتشهير‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬الجامعات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬ملاحظات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭.‬

ورأى‭ ‬ناس‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الحري‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ ‬والملاحظات‭ ‬خلف‭ ‬الأبواب‭ ‬الموصدة‭ ‬دون‭ ‬اعتماد‭ ‬وسيلة‭ ‬التشهير‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬الجامعات،‭ ‬وجعل‭ ‬الطلاب‭ ‬يعزفون‭ ‬عنها‭.‬

واعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬خسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ (...) ‬كان‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص‭ ‬يدر‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المداخيل‭ ‬وبالعملة‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬استقطاب‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭.‬

وانتقد‭ ‬ناس‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬بالقول‭: ‬“عوضا‭ ‬عن‭ ‬التقدم‭ ‬نتراجع‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭. ‬هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬أهمها‭ ‬التشهير‭ ‬بالجامعات”‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬مثلا،‭ ‬استقطبت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬150‭ ‬إلى‭ ‬180‭ ‬ألف‭ ‬طالب،‭ ‬فيما‭ ‬أصبحنا‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الخلفية‭ ‬رغم‭ ‬ريادتنا‭.‬

وأيد‭ ‬عاملون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬ومطلعون‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬ناس،‭ ‬مع‭ ‬إبقائهم‭ ‬الباب‭ ‬مفتوحا،‭ ‬بالقول‭ ‬“يمكن‭ ‬لنا‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬السكة”،‭ ‬فالمجال‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمام‭ ‬المنافسة‭.‬

وأضافوا‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬بعض‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬الأسواق،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬موجودة،‭ ‬ولكن‭ ‬بطاقة‭ ‬استيعابية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الطلب‭.‬

وبينوا‭ ‬أن‭ ‬شكل‭ ‬الجامعات‭ ‬و”حرمها”‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير،‭ ‬فمعظم‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لديها‭ ‬مساحة‭ ‬كافية،‭ ‬حيث‭ ‬تكتفي‭ ‬بتأجير‭ ‬عمارات‭ ‬لتدريس‭ ‬الطلبة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يفضل‭ ‬الدارسون‭ ‬والطلبة‭ ‬جامعات‭ ‬كبيرة‭ ‬بمرافق‭ ‬كاملة،‭ ‬مطالبين‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالمساعدة‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الأراضي‭ ‬أو‭ ‬إنشاء‭ ‬مدن‭ ‬تعليمية‭ ‬بخدمات‭ ‬مميزة‭ ‬تضاهي‭ ‬تلك‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭.‬

ويعتبر‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬قادرة،‭ ‬فهي‭ ‬استطاعت‭ ‬استقطاب‭ ‬البنوك‭ ‬وشركات‭ ‬المال‭ ‬والتأمين‭ ‬منذ‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬كما‭ ‬اعتبرت‭ ‬عاصمة‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بلا‭ ‬منازع‭ ‬عندما‭ ‬سنت‭ ‬التشريعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬ووفرت‭ ‬لها‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة،‭ ‬لذا‭ ‬فهي‭ ‬تستطيع‭ ‬تكرار‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬أخرى‭ ‬كالتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬وغيرها،‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬علمنا‭ ‬أنها‭ ‬تفخر‭ ‬بمرور‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬عن‭ ‬أهلها‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬وحب‭ ‬للعلم‭ ‬والتعليم‭.‬