هم ينكرون والآراء تجاههم مختلفة

بعض عمال النظافة.. هل هم “متسولون متخفون”؟

| سعيد محمد

لا‭ ‬ينكر‭ ‬عامل‭ ‬النظافة‭ ‬الآسيوي‭ ‬“موسى”‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يجر‭ ‬عربته‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬بحرينيين‭ ‬وغير‭ ‬بحرينيين،‭ ‬يقدمون‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬النقود‭ ‬أحيانًا،‭ ‬لكنه‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتسول،‭ ‬وليس‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يطلب‭ ‬المال‭ ‬منهم‭! ‬بل‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يعطونه‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬أنفسهم؛‭ ‬تقديرًا‭ ‬لجهدهم‭ ‬ولقليل‭ ‬من‭ ‬الطعام‭.‬

وليس‭ ‬ذلك‭ ‬العامل‭ ‬هو‭ ‬وحده‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬رؤيته‭ ‬وهو‭ ‬يتسلم‭ ‬بعض‭ ‬النقود‭ ‬من‭ ‬سيارات‭ ‬المارة،‭ ‬سواء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬أو‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الإشارات‭ ‬الضوئية‭ ‬وفي‭ ‬مواقع‭ ‬كثيرة،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬هو‭ :‬”هل‭ ‬هؤلاء‭ ‬العمال‭ ‬متسولون‭ ‬متخفون؟‭ ‬أم‭ ‬إنهم‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الدراهم‭ ‬اليسيرة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬كإكرامية‭ ‬لهم؟”،‭ ‬وهنا‭ ‬تختلف‭ ‬الآراء،‭ ‬فالبعض‭ ‬يرى‭ ‬فيهم‭ ‬متسولون‭ ‬يتركون‭ ‬عملهمن‭ ‬ويهملون‭ ‬تنظيف‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توزيعهم‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬شركات‭ ‬النظافة،‭ ‬ويتفرغون‭ ‬للتسول‭ ‬واستعطاف‭ ‬الناس‭ ‬وربما‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬غسيل‭ ‬السيارات،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ ‬تلك‭ ‬“الخردة”‭ ‬برضا‭ ‬خاطر؛‭ ‬تقديرًا‭ ‬لعملهم‭ ‬وتطييبًا‭ ‬لخواطرهم‭ ‬وكمساعدة‭ ‬لهم‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬القليل‭ ‬لشراء‭ ‬وجبة‭ ‬إفطار‭ ‬أو‭ ‬غداء‭.‬

أمام‭ ‬المنازل‭ ‬أيضًا

ويمكن‭ ‬مشاهدة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة،‭ ‬يبقى‭ ‬بعضهم‭ ‬جالسًا‭ ‬أمام‭ ‬أحد‭ ‬البيوت‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬أهل‭ ‬المنزل‭ ‬منحه‭ ‬بعض‭ ‬النقود‭ ‬أو‭ ‬الطعام‭ ‬حال‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬صباحًا،‭ ‬وهناك‭ ‬مشاهد‭ ‬أخرى،‭ ‬لاسيما‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الإشارات‭ ‬الضوئية‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬طابور‭ ‬السيارات‭ ‬متوقفًا‭ ‬خصوصًا‭ ‬أثناء‭ ‬الزحام،‭ ‬حيث‭ ‬يتحرك‭ ‬عامل‭ ‬النظافة‭ ‬بمقشته‭ ‬ببطء‭ ‬بين‭ ‬السيارات،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ ‬البعض‭ ‬ما‭ ‬تجود‭ ‬به‭ ‬يداه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يمارس‭ ‬التسول‭ ‬بالفعل‭.‬

ملاحظة‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬الشمالية

ويمكن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة‭ ‬بمجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أثار‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬النظافة‭ ‬والجهاز‭ ‬التنفيذي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬لاحظ‭ ‬بعض‭ ‬الأعضاء‭ ‬أن‭ ‬عمال‭ ‬تلك‭ ‬الشركة،‭ ‬وبموجب‭ ‬استبانة‭ ‬للرأي،‭ ‬يتسكّعون‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عمل،‭ ‬وفئة‭ ‬كبيرة‭ ‬منهم‭ ‬يمارسون‭ ‬التسول‭ ‬عند‭ ‬الإشارات‭ ‬الضوئية‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬دوامهم‭ ‬الرسمي،‭ ‬وتم‭ ‬طرح‭ ‬مقترح‭ ‬بتوفير‭ ‬مفتشين‭ ‬لمراقبة‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬ومستوى‭ ‬أدائهم،‭ ‬ومراقبة‭ ‬تسكعهم‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬دون‭ ‬عمل‭ ‬فعلي‭ ‬ووقوفهم‭ ‬أمام‭ ‬السيارات‭ ‬للتسول،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬تنظيف‭ ‬الشوارع‭ ‬وغسل‭ ‬الحاويات،‭ ‬وعدم‭ ‬تنظيف‭ ‬الطرقات‭ ‬داخل‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭.‬

ويطالب‭ ‬البعض‭ ‬بتشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬عمال‭ ‬النظافة؛‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬بالفعل‭ ‬يعملون‭ ‬لدى‭ ‬شركات‭ ‬معتمدة،‭ ‬وألا‭ ‬يكون‭ ‬بعضهم‭ ‬يستغل‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬للتسول،‭ ‬ففي‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬كالسعودية‭ ‬والكويت،‭ ‬تم‭ ‬ضبط‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬يرتدون‭ ‬ملابس‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬للتسول‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭ ‬والشوارع‭ ‬والميادين‭ ‬الرئيسة‭ ‬وبالقرب‭ ‬من‭ ‬الإشارات‭ ‬المرورية‭ ‬وأماكن‭ ‬تجمع‭ ‬العائلات،‭ ‬ويختارون‭ ‬مواقع‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الصرافة‭ ‬للبنوك‭ ‬والمجمعات‭ ‬التجارية‭.‬