لماذا لا تُسوّق الرواية البحرينية في معارض الكتاب الخارجية؟

الشروقي: لا تظلموا الجيل الجديد من مؤلفي الروايات البحرينية

دعا‭ ‬فواز‭ ‬الشروقي‭ ‬إلى‭ ‬إنصاف‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬مؤلفي‭ ‬الروايات‭ ‬البحرينية‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والرعاية‭ ‬والاهتمام‭ ‬الإعلامي‭ ‬لهم‭ ‬وتسويق‭ ‬أعمالهم‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬والمحافل‭ ‬الثقافية‭ ‬المحلية‭ ‬والعربية،‭ ‬ليكون‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬امتداداً‭ ‬للجيل‭ ‬المؤسس‭ ‬للرواية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬53‭ ‬عاماً

وقال‭ ‬الشروقي‭ ‬في‭ ‬محاضرته‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬بمركز‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬بعنوان‭ ‬“الرواية‭ ‬البحرينية‭ ‬بين‭ ‬جيلين”‭ ‬إن‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬مؤلفي‭ ‬الروايات‭ ‬البحرينية‭ ‬متهم‭ ‬باستسهال‭ ‬الكتابة‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬السريع‭ ‬والانتشار‭ ‬الإعلامي‭ ‬غير‭ ‬المستحق،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاتهام‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الروايات‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يظلم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الروايات‭ ‬البحرينية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬الانتشار‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بها‭.‬

وأضاف‭: ‬أن‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬مؤلفي‭ ‬الروايات‭ ‬البحرينية‭ ‬متهم‭ ‬أيضاً‭ ‬بأنه‭ ‬مفرغ‭ ‬من‭ ‬القضايا،‭ ‬ومتهم‭ ‬بالسطحية‭ ‬وقلة‭ ‬القراءة‭ ‬وغياب‭ ‬العمق‭ ‬في‭ ‬كتاباته،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬روايات‭ ‬بحرينية‭ ‬جديدة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬روايات‭ ‬بحرينية‭ ‬جديدة‭ ‬تناقش‭ ‬قضايا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬العمق‭ ‬الفكري‭ ‬والفلسفي‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬أتيح‭ ‬له‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الرواية‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬أتيح‭ ‬للجيل‭ ‬المؤسس،‭ ‬نظراً‭ ‬لسهولة‭ ‬الحصول‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬الروايات‭ ‬العربية‭ ‬والمترجمة،‭ ‬والتي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬تقنيات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معهودة‭ ‬في‭ ‬الروايات‭ ‬التي‭ ‬أتيحت‭ ‬للجيل‭ ‬السابق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استفاد‭ ‬منه‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي،‭ ‬وانعكس‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬كتابته‭.‬

ودعا‭ ‬الشروقي‭ ‬إلى‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بفؤاد‭ ‬عبيد‭ ‬مؤلف‭ ‬أول‭ ‬رواية‭ ‬بحرينية‭ ‬بعنوان‭ ‬“ذكريات‭ ‬على‭ ‬الرمال”‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1966م،‭ ‬وتقدير‭ ‬الجيل‭ ‬المؤسس‭ ‬من‭ ‬الروائيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الأعلام،‭ ‬مثل‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الملك‭ ‬وعبد‭ ‬الله‭ ‬خليفة‭ ‬وفوزية‭ ‬رشيد‭ ‬وفريد‭ ‬رمضان‭ ‬وعبد‭ ‬القادر‭ ‬عقيل‭ ‬وأمين‭ ‬صالح‭ ‬وغيرهم،‭ ‬لأن‭ ‬لهم‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الرواية‭ ‬البحرينية،‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬الرواية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬تشهد‭ ‬طفرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عدد‭ ‬المطبوع‭ ‬منها‭ ‬للشباب‭ ‬أو‭ ‬أصحاب‭ ‬التجارب‭ ‬الأولى،‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بجيل‭ ‬الريادة‭ ‬والجيل‭ ‬الحالي‭ ‬كما‭ ‬تهتم‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬بمبدعيها‭ ‬ومؤلفيها‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬تقوم‭ ‬بدور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المؤلفين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬والروائيين‭ ‬منهم،‭ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬دور‭ ‬موازٍ‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬دورها‭ ‬خجولاً‭ ‬ومحدوداً‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المؤلفين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬منتظراً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الدعم‭ ‬الأهلي‭ ‬المقدم‭ ‬للروائيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬نشر‭ ‬مؤلفاتهم‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬ومعارض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها‭.‬

ونوه‭ ‬الشروقي‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الصفحات‭ ‬الثقافية‭ ‬بالصحف‭ ‬المحلية،‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإصدارات‭ ‬الحديثة‭ ‬للرواية‭ ‬البحرينية،‭ ‬مشيداً‭ ‬بالاجتهادات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الصفحات،‭ ‬منها‭ ‬الجهد‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحافي‭ ‬أسامة‭ ‬الماجد،‭ ‬ولكن‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬من‭ ‬الصفحات‭ ‬الثقافية‭ ‬بالصحف‭ ‬المحلية‭ ‬كلها،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مستمراً‭ ‬ومسلطاً‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الإصدارات‭ ‬وقت‭ ‬صدورها

كما‭ ‬أشاد‭ ‬الشروقي‭ ‬بإذاعة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخصيص‭ ‬برنامج‭ ‬كامل‭ ‬خلال‭ ‬دورتين‭ ‬بعنوان‭ ‬“رواية‭ ‬على‭ ‬الأثير”‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬وتقديم‭ ‬الإعلامية‭ ‬سبيكة‭ ‬الشحي‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الروايات‭ ‬البحرينية‭ ‬الصادرة‭ ‬حديثاً،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬إجراء‭ ‬لقاءات‭ ‬إذاعية‭ ‬معهم‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استضافتهم‭ ‬لإجراء‭ ‬لقاء‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحسب‭ ‬لإذاعة‭ ‬البحرين‭.‬

وبعد‭ ‬المحاضرة،‭ ‬أدارت‭ ‬وجدان‭ ‬فهد‭ ‬النقاش،‭ ‬الذي‭ ‬تمحور‭ ‬حول‭ ‬هواجس‭ ‬التجربة‭ ‬الروائية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬الجيل‭ ‬المؤسس‭ ‬والجيل‭ ‬الجديد‭ ‬وجوانب‭ ‬الدعم‭ ‬الغائبة‭ ‬لمؤلفي‭ ‬الروايات‭ ‬وللمثقفين‭ ‬البحرينيين‭ ‬عموما،‭ ‬والجهد‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تبذله‭ ‬المجالس‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحركة‭ ‬الثقافية،‭ ‬وهو‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬الأهلية‭.‬