في ظل أزمة المعروض وتضارب المصالح العالمية

هل يمكـن التنبـؤ بأسعـار النفـط في 2019؟

| دبي - أرقام:

توقع‭ ‬“ستاندرد‭ ‬تشارترد”‭ ‬في‭ ‬أحدث‭ ‬تقرير‭ ‬له‭ ‬توازن‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬نسبيا‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬“المخاطر‭ ‬السياسية”‭ ‬ستكون‭ ‬المحرك‭ ‬الرئيسي‭ ‬لأسعار‭ ‬النفط،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬نقله‭ ‬موقع‭ ‬“أويل‭ ‬برايس”‭. ‬وبدأ‭ ‬“برنت”‭ ‬العام‭ ‬بالتعافي‭ ‬من‭ ‬خسائره‭ ‬القوية‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬2018،‭ ‬وتوقع‭ ‬“ستاندرد‭ ‬تشارترد”‭ ‬ارتفاع‭ ‬الخام‭ ‬إلى‭ ‬متوسط‭ ‬74‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬الصعود‭ ‬إلى‭ ‬متوسط‭ ‬83‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬2020‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التوقعات‭ ‬تتوقف‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية‭ ‬الرئيسية‭.‬

‭ ‬خطة‭ ‬“أوبك”‭ ‬وأزمة‭ ‬المعروض

‭ ‬سيتعيّن‭ ‬على‭ ‬“أوبك”‭ ‬وشركائها‭ ‬المستقلين‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تخفيض‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬تحتاج‭ ‬مجموعة‭ ‬“أوبك‭ +‬”‭ ‬إلى‭ ‬تقييد‭ ‬الإنتاج‭ ‬عند‭ ‬مستويات‭ ‬يناير‭.‬

إذا‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬مخزونات‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬لن‭ ‬ترتفع‭ ‬إلا‭ ‬بمقدار‭ ‬طفيف‭ ‬يبلغ‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬حسب‭ ‬“ستاندرد‭ ‬تشارترد”‭.‬

وهذا‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لوضع‭ ‬أفضل‭ ‬لـ‭ ‬“أوبك‭ +‬”‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النمو‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنظمة‭ ‬محدودا،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتباطأ‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬الأميركية‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭.‬

وتوقع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬“إميلي‭ ‬أشفورد”‭ ‬و”بول‭ ‬هورشنيل”‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬“ستاندرد‭ ‬تشارترد”‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬“أوبك”‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬الإنتاج‭ ‬بمقدار‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميا‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬دون‭ ‬الإخلال‭ ‬بتوازن‭ ‬السوق‭.‬

“ترامب”‭ ‬وتضارب‭ ‬المصالح

‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬هادئ‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬رئاسة‭ ‬“دونالد‭ ‬ترامب”،‭ ‬غرّد‭ ‬الرئيس‭ ‬13‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬حول‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬منخفضة‭ ‬للنفط‭ ‬وكذلك‭ ‬تغيرات‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬وفنزويلا‭. ‬وهناك‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الوضوح‭ ‬حول‭ ‬حجم‭ ‬الإنتاج‭ ‬الذي‭ ‬سيتأثر‭ ‬في‭ ‬فنزويلا‭ ‬وإيران،‭ ‬حيث‭ ‬تضغط‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬فنزويلا‭ ‬بأقصى‭ ‬ما‭ ‬تستطيع،‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬استيراد‭ ‬النفط‭ ‬الفنزويلي‭.‬

وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬“نيويورك‭ ‬تايمز”‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬ترسل‭ ‬بعض‭ ‬شحنات‭ ‬الوقود‭ ‬إلى‭ ‬فنزويلا‭ ‬لمساعدة‭ ‬شركة‭ ‬“بي‭.‬دي‭.‬في‭.‬إس‭.‬إيه”‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬خامها‭ ‬الثقيل‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الخسائر‭ ‬الكارثية‭.‬

وفيما‭ ‬أوضحت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تخطط‭ ‬لإصدار‭ ‬أي‭ ‬إعفاءات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬بهدف‭ ‬معلن‭ ‬هو‭ ‬خفض‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬التي‭ ‬تسجل‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًّا‭ ‬إلى‭ ‬الصفر،‭ ‬ما‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬خسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المعروض‭.‬