أحدهم بلَّغ عن فقدانه سيارة معمم عليها لمشاركتها بالوقائع

تخفيف عقوبة 5 مدانين بارتكاب أعمال شغب

| عباس إبراهيم

خففت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬عقوبة‭ ‬5‭ ‬مستأنفين،‭ ‬مدانين‭ ‬بالتجمهر‭ ‬وارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬تقدر‭ ‬بعدد‭ ‬12‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬دار‭ ‬كليب،‭ ‬واكتفت‭ ‬بسجن‭ ‬3‭ ‬منهم‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬5،‭ ‬وبحبس‭ ‬الآخرين‭ ‬مدة‭ ‬سنتين‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬3،‭ ‬وأيدت‭ ‬مصادرة‭ ‬المضبوطات‭.‬

كان‭ ‬لاحظ‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬النظام‭ ‬تكرار‭ ‬ظهور‭ ‬سيارة‭ ‬قديمة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬وقائع‭ ‬حرق‭ ‬وأعمال‭ ‬شغب‭ ‬بمنطقة‭ ‬داركليب،‭ ‬والتي‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬المتجمهرين‭ ‬والمخربين‭ ‬يستعملونها‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬ونقل‭ ‬أدوات‭ ‬التخريب‭ ‬من‭ ‬خلالها‭.‬

فتم‭ ‬البحث‭ ‬والتحري‭ ‬عن‭ ‬مالك‭ ‬السيارة‭ ‬بعد‭ ‬التعميم‭ ‬على‭ ‬أوصافها‭ ‬وعمن‭ ‬يستعملها‭ ‬فعليا،‭ ‬والتي‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬نيسان‭ ‬موديل‭ ‬العام‭ ‬1994،‭ ‬ولونها‭ ‬أخضر،‭ ‬كما‭ ‬أسفر‭ ‬التحري‭ ‬عن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬هوية‭ ‬أربعة‭ ‬أشخاص،‭ ‬والذين‭ ‬تم‭ ‬توقيفهم‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬تلك‭ ‬الوقائع،‭ ‬وتم‭ ‬توجيه‭ ‬تهم‭ ‬الحرق‭ ‬الجنائي‭ ‬والتجمهر‭ ‬والشغب‭ ‬عليهم‭.‬

والطريف‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬هوية‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الواقعة‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ ‬بعدما‭ ‬اختفت‭ ‬السيارة‭ ‬من‭ ‬حوزته،‭ ‬فتوجه‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬ليقدم‭ ‬بلاغا‭ ‬بفقدانها،‭ ‬حتى‭ ‬يساعده‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬استعادتها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬كون‭ ‬السيارة‭ ‬معمم‭ ‬عليها‭ ‬ومطلوبة‭ ‬للجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬ومطلوب‭ ‬من‭ ‬يستعملها‭.‬

وأثناء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المستأنفين‭ ‬الأربعة‭ ‬الآخرين‭ ‬تم‭ ‬تحريز‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المضبوطات‭ ‬كانت‭ ‬بحوزتهم،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬والتخريب،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬بمنازلهم‭.‬

وأثناء‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ ‬اعترف‭ ‬باشتراكه‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الوقائع‭ ‬المسندة‭ ‬إليهم،‭ ‬وقرر‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬محبوسا‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬قضية‭ ‬مشابهة،‭ ‬وعقب‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬التقى‭ ‬المستأنف‭ ‬الثاني،‭ ‬إذ‭ ‬طلب‭ ‬منهما‭ ‬شخص‭ ‬يتواصلون‭ ‬معه‭ -‬مجهول‭ ‬في‭ ‬القضية‭- ‬شراء‭ ‬سيارة‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الإطارات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الحرق،‭ ‬وبالفعل‭ ‬مولهما‭ ‬بمبلغ‭ ‬150‭ ‬دينارا؛‭ ‬ليتمكنوا‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬السيارة‭ ‬المذكورة‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬حصولهما‭ ‬على‭ ‬السيارة‭ ‬اشتروها‭ ‬بالمبلغ‭ ‬المذكور،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬المجهول‭ ‬كان‭ ‬يتواصل‭ ‬معه‭ ‬لإبلاغه‭ ‬عن‭ ‬موقع‭ ‬وضع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإطارات‭ ‬المستعملة‭ ‬بأعمال‭ ‬التخريب؛‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬نقلها‭ ‬وأخذها‭ ‬ليتم‭ ‬حرقها‭ ‬على‭ ‬الشوارع‭ ‬العامة،‭ ‬مستخدمين‭ ‬السيارة‭ ‬الخضراء‭ ‬المتكرر‭ ‬مشاهدتها‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب،‭ ‬والذي‭ ‬اعترف‭ ‬أنهم‭ ‬شاركوا‭ ‬بالسيارة‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬واقعة‭ ‬حرق‭ ‬إطارات‭.‬

وأفاد‭ ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ ‬أنه‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬وباقي‭ ‬المستأنفين‭ ‬يقومون‭ ‬بحمل‭ ‬الإطارات‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬شهركان‭ ‬ويحرقونها‭ ‬في‭ ‬داركليب‭.‬

إلى‭ ‬أن‭ ‬حدثت‭ ‬مشكلات‭ ‬بين‭ ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ ‬والشخص‭ ‬المجهول‭ ‬الذي‭ ‬أعطاه‭ ‬قيمة‭ ‬تلك‭ ‬السيارة،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أوقف‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الحرق‭ ‬والتجمهر،‭ ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬اكتشف‭ ‬أن‭ ‬السيارة‭ ‬قد‭ ‬اختفت‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬إيقافها،‭ ‬فتوجه‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬الجنوبي،‭ ‬متوقعا‭ ‬أنهم‭ ‬سيساعدونه‭ ‬في‭ ‬استرجاع‭ ‬السيارة‭ ‬بعد‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬اختفائها،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬قبضوا‭ ‬عليه‭ ‬كون‭ ‬السيارة‭ ‬مطلوبة‭ ‬بعدة‭ ‬قضايا‭ ‬وكذلك‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬يستعملها،‭ ‬وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ ‬بمعرفة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬اشترك‭ ‬مع‭ ‬المستأنفين‭ ‬الثلاثة‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬الوقائع‭ ‬البالغ‭ ‬عددها‭ ‬12‭.‬

وقد‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المدانين‭ ‬الخمسة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬2018‭ ‬ارتكبوا‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬أشعلوا‭ ‬وآخرون‭ ‬مجهولون‭ ‬حريقا‭ ‬في‭ ‬المنقولات‭ ‬المبينة‭ ‬بالأوراق،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬والأموال‭ ‬ووسائل‭ ‬النقل‭ ‬العامة‭ ‬للخطر،‭ ‬بأن‭ ‬قاموا‭ ‬بتجهيز‭ ‬الأدوات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬جرائمهم‭ ‬من‭ ‬بترول‭ ‬وإطارات‭ ‬وأضرموا‭ ‬فيها‭ ‬النيران‭ ‬بوقائع‭ ‬مختلفة‭.‬

ثانيا‭: ‬اشتركوا‭ ‬في‭ ‬تجمهر‭ ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أشخاص‭ ‬الغرض‭ ‬منه‭ ‬الإخلال‭ ‬بالأمن‭ ‬العام‭ ‬وتعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬والأموال‭ ‬العامة‭ ‬للخطر‭ ‬مستخدمين‭ ‬العنف‭ ‬لتحقيق‭ ‬غايتهم‭.‬