“الإسكان” طالبت بتعويض معنوي وقيمة الأرض وإيجارها

سيدة تعتدي على أملاك خاصة للدولة

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬الأولى‭ (‬الدائرة‭ ‬الإدارية‭) ‬بإلزام‭ ‬سيدة‭ ‬تملك‭ ‬استراحة‭ ‬وبركة‭ ‬سباحة‭ ‬بأن‭ ‬تدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬17442‭ ‬دينارا‭ ‬كتعويض‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬عقب‭ ‬استيلائها‭ ‬على‭ ‬قطعة‭ ‬أرض‭ ‬بمساحة‭ ‬151‭.‬5‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬مملوكة‭ ‬للوزارة‭ ‬تقع‭ ‬بمنطقة‭ ‬البحير،‭ ‬كما‭ ‬أمرت‭ ‬بإلزام‭ ‬الوزارة‭ ‬والسيدة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بالمناسب‭ ‬من‭ ‬المصروفات‭.‬

وأشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬تقدمت‭ ‬بلائحة‭ ‬دعوى‭ ‬ضد‭ ‬المدعى‭ ‬عليها،‭ ‬ذكرت‭ ‬فيها‭ ‬أنها‭ ‬قامت‭ ‬بإنشاء‭ ‬مشروع‭ ‬سكني‭ ‬بمنطقة‭ ‬البحير‭ ‬على‭ ‬عقار‭ ‬مملوك‭ ‬لها‭ ‬بموجب‭ ‬وثيقة،‭ ‬وقد‭ ‬ثبت‭ ‬للمختصين‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬صاحبة‭ ‬بركة‭ ‬سباحة،‭ ‬تعدت‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العقار‭ ‬المخصص‭ ‬لإنشاء‭ ‬المشروع‭ ‬الإسكاني‭ ‬بمساحة‭ ‬قدرها‭ ‬151‭.‬5‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬سند‭ ‬قانوني‭.‬

وبينت‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬مخاطبة‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الثانية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬إزالة‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬العقار‭ ‬المملوك‭ ‬للمدعية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إفادتها‭ ‬بأنه‭ ‬يصعب‭ ‬إزالة‭ ‬التعدي‭ ‬بالطريق‭ ‬الإداري‭ ‬لوجود‭ ‬ممتلكات‭ ‬خاصة‭ ‬داخل‭ ‬الأرض،‭ ‬وأن‭ ‬الأرض‭ ‬موضوع‭ ‬التداعي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الأملاك‭ ‬الحكومية‭ ‬الخاصة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يجب‭ ‬حمايتها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجهة‭ ‬الحكومية‭ ‬المالكة‭ ‬لها‭.‬

وأمام‭ ‬المحكمة‭ ‬طلبت‭ ‬الوزارة‭ ‬بوضع‭ ‬إشارة‭ ‬قيد‭ ‬على‭ ‬العقار‭ ‬والمملوك‭ ‬للمدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى؛‭ ‬منعا‭ ‬من‭ ‬التصرف‭ ‬فيه‭ ‬للغير‭ ‬قبل‭ ‬إزالة‭ ‬التعدي،‭ ‬وإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الثانية‭ - ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬بإزالة‭ ‬التعدي‭ ‬مع‭ ‬تحميل‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬مصاريف‭ ‬الإزالة،‭ ‬وكذلك‭ ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬بتعويض‭ ‬الوزارة‭ ‬عن‭ ‬الضرر‭ ‬المادي‭ ‬بمبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬9999‭ ‬دينارا‭ ‬كمقابل‭ ‬إيجار‭ ‬شهري‭ ‬منذ‭ ‬تاريخ‭ ‬التعدي‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬2007‭ ‬وحتى‭ ‬تاريخ‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى‭ ‬مع‭ ‬إلزامها‭ ‬بمبالغ‭ ‬إضافية‭ ‬تقدر‭ ‬بمبلغ‭ ‬75‭.‬750‭ ‬دينار‭ ‬شهريا‭ ‬ولحين‭ ‬انتهاء‭ ‬الدعوى‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الحكم،‭ ‬وتعويضها‭ ‬معنويا‭ ‬بمبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬5000‭ ‬دينار،‭ ‬وإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصاريف‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إلى‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬19‭ ‬لسنة‭ ‬2002‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة‭ ‬ملكية‭ ‬خاصة‭ ‬والمادة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬القانون،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬النص‭ ‬فيهما‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأراضي‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة‭ ‬بموجب‭ ‬وثائق‭ ‬ملكية‭ ‬عقارية‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬طبيعي‭ ‬أو‭ ‬اعتباري‭ ‬أن‭ ‬يحوز‭ ‬أو‭ ‬يضع‭ ‬اليد‭ ‬عليها‭ ‬بأي‭ ‬صفة‭ ‬كانت‭ ‬بغير‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬القانون‭.‬

وأوضحت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬تعدت‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بإقامة‭ ‬سرداب‭ ‬فوقه‭ ‬مظلة‭ ‬خشبية‭ ‬كاستراحة‭ ‬لبركة‭ ‬السباحة‭ ‬التابعة‭ ‬للعقار‭ ‬المملوك‭ ‬لها‭.‬

وقد‭ ‬انتهى‭ ‬تقرير‭ ‬قسم‭ ‬الرقابة‭ ‬والتفتيش‭ ‬على‭ ‬التراخيص‭ ‬التابع‭ ‬لبلدية‭ ‬المنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المخالفة‭ ‬قائمة‭ ‬وتشكل‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬ملك‭ ‬الغير،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يصعب‭ ‬إزالتها‭ ‬بالطريق‭ ‬الإداري‭ ‬لوجود‭ ‬ممتلكات‭ ‬خاصة‭ ‬داخل‭ ‬الأرض،‭ ‬وقالت‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬التعويض‭ ‬بمقابل،‭ ‬وذلك‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬بأن‭ ‬تؤدي‭ ‬للمدعية‭ ‬قيمة‭ ‬المساحة‭ ‬المعتدى‭ ‬عليها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعويض‭ ‬المدعية‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬انتفاعها‭ ‬بهذا‭ ‬الجزء‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬انتقال‭ ‬ملكية‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬المدعية‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬أغسطس‭ ‬2017‭ ‬حسبما‭ ‬هو‭ ‬ثابت‭ ‬بوثيقة‭ ‬ملكية‭ ‬العقار‭ ‬موضوع‭ ‬التداعي‭ ‬وحتى‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى‭.‬

وبالاستعانة‭ ‬بالخبير‭ ‬العقاري،‭ ‬فقد‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تثمين‭ ‬قيمة‭ ‬الجزء‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬بمبلغ‭ ‬16306‭ ‬دنانير،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعويض‭ ‬الوزارة‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الانتفاع‭ ‬بهذا‭ ‬الجزء‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬أغسطس‭ ‬2017،‭ ‬تاريخ‭ ‬تسجيل‭ ‬الأرض‭ ‬باسم‭ ‬المدعية‭ ‬وحتى‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى،‭ ‬والذي‭ ‬تقدره‭ ‬المحكمة‭ ‬بمبلغ‭ ‬1136‭ ‬دينارا،‭ ‬ليكون‭ ‬إجمالي‭ ‬المبلغ‭ ‬المستحق‭ ‬للمدعية‭ ‬هو‭ ‬17442‭ ‬دينارا‭.‬