بالكلمة والصوت والصورة وحكايات بين الخيال والواقع

“نوران” تضيئان المعاني الإنسانية لدى الأطفال بقصة “شمس وقمر”

| سعيد محمد من جنوسان

“كان‭ ‬يا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬قديم‭ ‬الزمان،‭ ‬سحابة‭ ‬مظلمة‭ ‬غطت‭ ‬الشمس‭ ‬والأرض‭ ‬بعتمتها،‭ ‬كانت‭ ‬رطبة‭ ‬جدًا،‭ ‬وقد‭ ‬غاصت‭ ‬التربة‭ ‬تحت‭ ‬غزر‭ ‬أمطارها،‭ ‬ذبلت‭ ‬الأشجار‭ ‬وتعب‭ ‬الناس،‭ ‬بدأت‭ ‬أصواتهم‭ ‬ترتفع‭ ‬داعين‭ ‬الإله‭ ‬بعودة‭ ‬الشمس‭ ‬لموقعها‭ ‬الطبيعي”‭. ‬تلك‭ ‬كانت‭ ‬الفقرة‭ ‬التي‭ ‬استهلت‭ ‬بها‭ ‬الكاتبة‭ ‬البحرينية‭ ‬نور‭ ‬النعيمي‭ ‬كتابها‭ ‬الجديد‭ ‬للأطفال‭ ‬“شمس‭ ‬وقمر”‭ ‬برسومات‭ ‬الفنانة‭ ‬البحرينية‭ ‬نور‭ ‬يونس،‭ ‬ودشنته‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬في‭ ‬مكتبة‭ ‬مقهى‭ ‬كلمات‭ ‬بمجمع‭ ‬النخيل‭ ‬في‭ ‬جنوسان‭.‬

وبحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدعوين‭ ‬والضيوف‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬التدشين،‭ ‬تحدثت‭ ‬الكاتبة‭ ‬النعيمي‭ ‬عن‭ ‬مضامين‭ ‬الكتاب‭ ‬بوصفه‭ ‬قصة‭ ‬مبسطة‭ ‬للأطفال‭ ‬فيها‭ ‬ثلاث‭ ‬شخصيات‭ ‬رئيسة،‭ ‬وهي‭: ‬السحابة‭ ‬والشمس‭ ‬والقمر،‭ ‬ويتناول‭ ‬سرد‭ ‬الأحداث‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات،‭ ‬لتغرس‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الأطفال‭ ‬قيم‭ ‬الصداقة‭ ‬ومساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬استخدام‭ ‬الظواهر‭ ‬الطبيعية‭ ‬لزرع‭ ‬تلك‭ ‬المعاني‭ ‬وتنمية‭ ‬الخيال‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭.‬

وتنوعت‭ ‬أساليب‭ ‬الرسومات‭ ‬المرافقة‭ ‬لأحداث‭ ‬القصة‭ ‬بين‭ ‬التعبيرية‭ ‬والخيالية‭ ‬والملهمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬متعة‭ ‬القراءة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬تقول‭ ‬الفنانة‭ ‬نور‭ ‬يونس‭: ‬“لأننا‭ ‬نخاطب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬القراءة‭ ‬المبكرة،‭ ‬فهذه‭ ‬الفئة‭ ‬تنجذب‭ ‬للرسومات‭ ‬والألوان‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬الطفل‭ ‬لحظة‭ ‬القراءة،‭ ‬وهو‭ ‬يطالع‭ ‬مشهدا‭ ‬يلفت‭ ‬انتباهه،‭ ‬وقد‭ ‬أجادت‭ ‬الكاتبة‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الفقرات‭ ‬القصيرة‭ ‬ذات‭ ‬المعنى‭ ‬الواضح،‭ ‬والذي‭ ‬يتكامل‭ ‬مع‭ ‬الرسومات،‭ ‬فقد‭ ‬يستوعب‭ ‬الطفل‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭ ‬الصورة‭ ‬والرسمة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬المطول”‭.‬

وبأسلوب‭ ‬جديد،‭ ‬تم‭ ‬تصميم‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬الغلاف‭ ‬إلى‭ ‬الغلاف‭ ‬باستخدام‭ ‬الورق‭ ‬المقوى،‭ ‬وتعبر‭ ‬الكاتبة‭ ‬النعيمي‭ ‬عن‭ ‬سعادتها؛‭ ‬لأن‭ ‬التصميم‭ ‬أعجب‭ ‬الكثيرين‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬إصدارات‭ ‬الطفل،‭ ‬وحين‭ ‬يصدر‭ ‬بعضها‭ ‬بهذا‭ ‬النمط،‭ ‬يكون‭ ‬المضمون‭ ‬فيها‭ ‬ضعيفا‭ ‬ولا‭ ‬يحقق‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬القصة”،‭ ‬واحتوى‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬غلافه‭ ‬الداخلي‭ ‬على‭ ‬حيز‭ ‬فيه‭ ‬قرص‭ ‬مدمج‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬تسجيل‭ ‬القصة‭ ‬بمؤثرات‭ ‬تمكن‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬القراءة‭ ‬أو‭ ‬الاستماع‭ ‬خصوصًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يتحدثون‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وكذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتمكنون‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬القصة‭ ‬لأطفالهم،‭ ‬فيتم‭ ‬تشغيلها‭ ‬للاستماع”‭.‬

وتعتبر‭ ‬نور‭ ‬النعيمي‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬البحرينيين‭ ‬الشباب‭ ‬الواعدين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬الطفل،‭ ‬وقد‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬وهي‭ ‬شغوفة‭ ‬بالتاريخ‭ ‬والأدب،‭ ‬ولها‭ ‬كتابات‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجلات‭ ‬والصحف‭ ‬المحلية،‭ ‬وأول‭ ‬إصدار‭ ‬لها‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬بعنوان‭ ‬the peark thief‭ ‬تدور‭ ‬أحداثها‭ ‬في‭ ‬عصر‭  ‬الغوص‭. ‬أما‭ ‬نور‭ ‬يونس،‭ ‬فهي‭ ‬فنانة‭ ‬بحرينية‭ ‬بدأت‭ ‬مشوارها‭ ‬كمدربة‭ ‬للفنون‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬مستقلة،‭ ‬وعملت‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬مما‭ ‬منحها‭ ‬الفرصة؛‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الإبداع‭ ‬الفني‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال،‭ ‬وتعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬الخير‭ ‬لخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬بالرياض‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬