قمبر: لا لوقف مكافأة حفظ الجزء الواحد وعلم القراءات

“العدل” تخفض مكافآت القرآنيين 16 دينارًا

استغرب‭ ‬النائب‭ ‬عمار‭ ‬سامي‭ ‬قمبر‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬بحجة‭ ‬خفض‭ ‬الميزانية‭ ‬وطالت‭ ‬مكافآت‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خصم‭ ‬المكافأة‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭ % (‬16‭ ‬دينارا‭) ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬المكافأة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استلامها‭ ‬تبلغ‭ ‬80‭ ‬دينارًا‭ ‬فقط،‭ ‬وهي‭ ‬مكافأة‭ ‬رمزية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قورنت‭ ‬بحجم‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬تحفيظ‭ ‬طلبة‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬فضلا‭ ‬عما‭ ‬يتم‭ ‬تداوله‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬أخرى‭ ‬بوقف‭ ‬مكافأة‭ ‬حفظ‭ ‬الجزء‭ ‬الواحد‭ ‬للطلبة،‭ ‬ومكافآت‭ ‬علم‭ ‬القراءات‭.‬

وقال‭ ‬قمبر‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭: ‬“ليس‭ ‬من‭ ‬المنطق‭ ‬أبدًا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المكافآت‭ ‬الزهيدة‭ ‬التي‭ ‬يتقاضها‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬تدريس‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬الكريم‭ ‬بهذا‭ ‬الأسلوب،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬بالذات،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأنسب‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬المكافأة؛‭ ‬تقديرًا‭ ‬للمعلمين‭ ‬الذين‭ ‬يقضون‭ ‬وقتهم‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المسائية‭ ‬في‭ ‬تدريس‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬الكريم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬مرفوض‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلا‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬أبدا‭ ‬بربطه‭ ‬بتوجهات‭ ‬الحكومة‭ ‬وببرنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يمس‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬التزاماتهم‭ ‬المعيشية،‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المكافأة‭ ‬تعد‭ ‬رافدا‭ ‬من‭ ‬الروافد‭ ‬المالية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬لإعانتهم‭ ‬على‭ ‬مصروفات‭ ‬الحياة‭ ‬المتعددة”‭.‬

وبين‭ ‬قمبر‭ ‬أن‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اعتمادها‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البنود‭ ‬الهامشية،‭ ‬والتي‭ ‬يصرف‭ ‬لها‭ ‬ملايين‭ ‬الدنانير‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يطالها‭ ‬الترشيد،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬الجوهرية‭ ‬دون‭ ‬تخطيط‭ ‬وتنفذ‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬دون‭ ‬إشعار‭ ‬مسبق‭.‬

واستنكر‭ ‬قمبر‭ ‬لغة‭ ‬التعميم‭ ‬رقم‭ ‬3‭ ‬للعام‭ ‬2019‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وتم‭ ‬تعميمه‭ ‬على‭ ‬العاملين،‭ ‬حيث‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬احتساب‭ ‬الأجر‭ ‬والمثوبة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وورد‭ ‬فيه‭: ‬“فعملكم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬لا‭ ‬يكافئه‭ ‬أجر‭ ‬دنيوي،‭ ‬ولا‭ ‬يجازيه‭ ‬مقابل‭ ‬مادي،‭ ‬فالعاملون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬الإخلاص‭ ‬ومضرب‭ ‬مثل‭ ‬في‭ ‬احتساب‭ ‬العمل‭ ‬لوجه‭ ‬الله‭ ‬تعالى”،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬إجراءات‭ ‬ضبط‭ ‬الأعمال‭ ‬المختلفة،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تأطيرها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مؤسسي‭ ‬واضح‭ ‬منعًا‭ ‬من‭ ‬التسرب‭ ‬وضعف‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬التطوعية‭ ‬والخيرية‭ ‬التي‭ ‬مردها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬الأجر‭ ‬والمثوبة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

وطالب‭ ‬قمبر‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬التدخل‭ ‬لوقف‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬المجحف‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعليم‭ ‬وتدريس‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬الكريم‭ ‬وعلومه‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬أنفسهم‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬وتوجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬برعاية‭ ‬ودعم‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬كتاب‭ ‬الله،‭ ‬ودعم‭ ‬البرامج‭ ‬القرآنية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتبني‭ ‬جلالته‭ ‬مسابقة‭ ‬سنوية‭ ‬لحفظ‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭.‬