قراءة في عروض مهرجان أوال الدولي الثاني عشر
| أسامة الماجد / تصوير: يوسف سلطان
تعرض اليوم وضمن فعاليات مهرجان أوال المسرحي الدولي الثاني عشر مسرحية “تنصيص” لفرقة مسرح الطائف من المملكة العربية السعودية، من تأليف فهد الحارثي وإخراج سامي صالح الزهراني وتمثيل كل من احمد عدنان الخمري، بدر علي الغامدي، عبدالاله السحيمي، عبدالرحمن المالكي، مطر زايد السواط، ممدوح حميد الغشمري، والسينوغرافيا، والإضاءة عبدالله احمد دواري. وقد تحدث مخرج المسرحية ومدير فرقة مسرح الطائف سامي الزهراني عن العرض في وسائل الإعلام السعودية بالقول: مسرحية “تنصيص” ستعرض في مملكة البحرين بعد ان تم عرضها في مهرجان الدن العربي في دورته الثالثة وحازت على ثلاث جوائز جائزة للتأليف وجائزة السينوغرافيا وجائزة أفضل فريق جماعي، وتمنى الزهراني التوفيق للمنظمين ولكل المشاركين ولفريق عمل تنصيص التوفيق وان ينال العرض استحسان جمهور مملكة البحرين الكريم. وتعالج مسرحية “ تنصيص” قضية الفساد التي امتدت من ردهات المشاريع المتعثرة لتطال المؤسسات الثقافية التي عجزت عن تحقيق تطلعات المبدعين.
عموما يعتبر كاتب المسرحية فهد الحارثي من الأصوات المهمة في الساحة المسرحية والثقافية في المملكة العربية السعودية وتتميز كتاباته المسرحية برسم معين من الشخصيات تتميز بواقعيتها العارية أحيانا وحنانها وفرحها ورضاها أحيانا أخرى. كاتب يسمح لنا بأن نحكم على المحيط الأخلاقي والروحي للشخصيات من أول طلة على المسرح، وفي حقيقة الأمر يمكن القول إن الحارثي يجيد انتقاء الشخصيات من التجمعات البشرية، من خلال حضوره الحسي والحي الذي لا يمكن ان نجد له نظيرا.
وفي إطلالة سريعة على عروض المهرجان، مسرحية “فلانة” من العراق للمخرج حاتم عودة وتأليف هوشنك وزيري والتي عرضت يوم الثلاثاء 5 فبراير، ومسرحية “مفقود” من سلطنة عمان من تأليف نصر سامي، وإخراج مرشد راقي والتي عرضت يوم أمس الأربعاء، ومن قبلها مسرحية “لحن التماثيل” لمسرح أوال من تأليف احمد العبيدي وإخراج طاهر محسن والتي عرضت يوم الاثنين 4 فبراير، وعرض الافتتاح الايطالي “ماكينة بينوكيو”.
يمكننا القول إننا أمام صورة متكاملة من الإبداع والمدارس المختلفة، فكل الصور المسرحية التي أنتجها المخرجون تمثل ثورة حقيقية في عالم الإخراج المسرحي من المفترض التوقف عندها، عروض قدمت عناصر مختلفة من الفنون ونجمها الأوحد حسب تقديري هو المخرج، ولعلي سأتوقف قليلا عند تجربة الفنان طاهر محسن مخرج مسرحية “لحن التماثيل”، فطاهر قدم لنا لوحة بيضاء صور فيها ما شاء من الإبداع وأشكال الانبهار، وساعده في ذلك وجود أسماء لامعة في التمثيل أهمها “الداهية” خليفة العريفي الذي أتحفنا بميكانيكية في الأداء تفوق الوصف. لقد كانت مسرحية “لحن التماثيل” أشبه بالرؤية وإيجاد نوع جديد من التعامل مع جمهور المسرح من خلال الرمزية تجسدت في هروب مجموعة من التماثيل في يوم الافتتاح، وكما قال عنها المخرج طاهر، الرمزية كانت مصدر بحث من خلال جميع أدوات العرض من النص والديكور والملابس وغيرها خضعت الى فلسفة كيفية وصول العرض إلى المتلقي من خلال إحداث التأثير المباشر في تقبل هذه الفلسفة. يجدر بالذكر ان لجنة اختيار عروض المهرجان مكونة من الفنان القدير خليفة العريفي والفنان القدير يعقوب يوسف والفنان طاهر محسن والفنان حسين العصفور، أما لجنة التحكيم فمكونة من كاظم مؤنس من العراق رئيسا وعضوية الفنان جمال الصقر والفنان عبد الناصر فتح الله من المغرب، وسيعلن عن الفائزين وتوزيع الجوائز يوم السبت المقبل الموافق 9 فبراير، وبعدها سيطير مسرح أوال إلى الشارقة وذلك لتمثيل مملكة البحرين في مهرجان الشارقة المسرحي الخليجي بمسرحية “نوح العين” من تأليف جمال الصقر وإخراج أنور أحمد وتمثيل أحمد مبارك، ومنى فيروز، وحسن عبدالرحيم، ويعقوب القوز، وحمد عتيق وغيرهم.