غيّرت القيد والوصف للضرب المفضي إلى موت

تخفيف عقوبة قاتل باحتفالية “الناصفة”

خفّفت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬عقوبة‭ ‬شاب‭ ‬“19‭ ‬عامًا”‭ ‬قتل‭ ‬آخر‭ ‬عمدًا‭ ‬خلال‭ ‬احتفالية‭ ‬النصف‭ ‬من‭ ‬شعبان‭ ‬“الناصفة”،‭ ‬بواسطة‭ ‬سكين‭ ‬غرزها‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬“22‭ ‬عامًا”،‭ ‬واكتفت‭ ‬بسجنه‭ ‬لمدة‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬المخففة‭ ‬سابقًا‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭.‬

وأوضحت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية‭ ‬أنه‭ ‬استقر‭ ‬في‭ ‬يقينها‭ ‬أن‭ ‬المدان‭ ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬باستخدام‭ ‬مطواة‭ ‬ولم‭ ‬يقصد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قتله‭ ‬ولكنه‭ ‬أفضي‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬وبذلك‭ ‬تقضي‭ ‬المحكمة‭ ‬بتعديل‭ ‬عقوبته،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكدت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬أنها‭ ‬تيقنت‭ ‬أن‭ ‬القاتل‭ ‬ارتكب‭ ‬جريمته‭ ‬بدافع‭ ‬الانتقام،‭ ‬وأن‭ ‬نيته‭ ‬اتجهت‭ ‬لإزهاق‭ ‬روح‭ ‬الضحية؛‭ ‬لأنه‭ ‬استل‭ ‬السكين‭ ‬وانتظر‭ ‬لحين‭ ‬تفرق‭ ‬المجتمعين،‭ ‬ثم‭ ‬توجّه‭ ‬للضحية‭ ‬رافعًا‭ ‬السكين‭ ‬وهدّد‭ ‬بها‭ ‬شاهدين‭ ‬وآخر‭ ‬مجهول،‭ ‬أثناء‭ ‬محاولتهم‭ ‬منعه‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬للمقتول،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬اقترب‭ ‬منه‭ ‬رفع‭ ‬السكين‭ ‬للأعلى‭ ‬ليهوي‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬بأنها‭ ‬سلاح‭ ‬قاتل،‭ ‬وحاول‭ ‬استرداد‭ ‬السكين‭ ‬ولم‭ ‬يفلح،‭ ‬ولاذ‭ ‬بالفرار‭ ‬بعدما‭ ‬تيقن‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬لابد‭ ‬وأنه‭ ‬هالك،‭ ‬ونفت‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المدان‭ ‬بحالة‭ ‬دفاع‭ ‬شرعي‭.‬

وكانت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬حكمت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬بسجن‭ ‬المدان‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬سنة‭ ‬وبمصادرة‭ ‬أداة‭ ‬الجريمة،‭ ‬فطعن‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬بالاستئناف‭ ‬وتم‭ ‬تخفيفه‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وعقب‭ ‬طعنه‭ ‬عليه‭ ‬بالتمييز‭ ‬ونقض‭ ‬الحكم‭ ‬وإعادته‭ ‬لمحكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬قضت‭ ‬مجددًا‭ ‬المحكمة‭ ‬بتخفيفها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬واكتفت‭ ‬بسجنه‭ ‬لمدة‭ ‬7‭ ‬سنوات‭.‬

وتعود‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬حراس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬جاسم‭ ‬كانو‭ ‬الصحي‭ ‬بمنطقة‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬دوار‭ ‬17،‭ ‬أبلغ‭ ‬بأن‭ ‬شخصًا‭ ‬تم‭ ‬جلبه‭ ‬للمركز‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬9‭:‬58‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬1‭/‬6‭/‬2015‭ ‬وهو‭ ‬مطعون،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬فارق‭ ‬الحياة،‭ ‬وبه‭ ‬آثار‭ ‬طعنة‭ ‬في‭ ‬جسمه،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬حضر‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬به‭ ‬إصابات‭ ‬ونزيف‭ ‬برأسه،‭ ‬وأفاد‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تشاجر‭ ‬مع‭ ‬الشخص‭ ‬المقتول،‭ ‬وأقرّ‭ ‬بأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بطعنه‭ ‬بواسطة‭ ‬سكين‭ ‬أثناء‭ ‬تلك‭ ‬المشاجرة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬دوار‭ ‬22‭ ‬بمنطقة‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭.‬

وثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬أن‭ ‬الإصابة‭ ‬الموصوفة‭ ‬على‭ ‬يسار‭ ‬الصدر‭ ‬قد‭ ‬أحدثت‭ ‬تمزقات‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬وصاحبها‭ ‬أنزفه‭ ‬دموية‭ ‬حدثت‭ ‬من‭ ‬المطواة‭ ‬المضبوطة،‭ ‬والتي‭ ‬نفذ‭ ‬نصلها‭ ‬في‭ ‬الصدر،‭ ‬وأن‭ ‬الوفاة‭ ‬حدثت‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬الإصابة‭ ‬الطعنية‭ ‬في‭ ‬الصدر‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أدانت‭ ‬المحكمة‭ ‬المتهم‭ ‬بعدما‭ ‬غيرت‭ ‬القيد‭ ‬والوصف‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬القتل‭ ‬العمد‭ ‬إلى‭ ‬الضرب‭ ‬المفضي‭ ‬إلى‭ ‬موت،‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬1‭ ‬يونيو‭ ‬2015،‭ ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬طعنه‭ ‬بالمطواة‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يقصد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قتلا‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أودت‭ ‬بحياته‭.‬