إشادة دولية بجهود البحرين في مجال تعزيز حماية وصون حقوق الطفولة

سمو رئيس الوزراء اهتم بتنشئة الأطفال

| المنامة - بنا

توفير‭ ‬الحماية‭ ‬للأطفال‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والإيذاء‭ ‬النفسي‭ ‬والجسدي‭ ‬والجنسي الطفل‭ ‬البحريني‭ ‬يتمتع‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشة‭ ‬عالٍ‭ ‬حسب‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية

 

أكدت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطفولة؛‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬الطفل‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية،‭ ‬لبناء‭ ‬بحرين‭ ‬المستقبل‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنميتها‭ ‬وازدهارها‭ ‬وريادتها‭. ‬ونوّه‭ ‬المنسق‭ ‬المقيم‭ ‬لأنشطة‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لدى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أمين‭ ‬الشرقاوي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬الثلاثين‭ ‬لاعتماد‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬بما‭ ‬حظيت‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إشادة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفولة،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬استعراضها‭ ‬تقريرها‭ ‬الدوري‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ضمن‭ ‬اجتماعات‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬80‭ ‬للجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬بجنيف‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة،‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬البحرين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬واليونيسيف‭ ‬للفترة‭ ‬2013‭ - ‬2017،‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬كبير‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحماية‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والمشاركة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنها‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬ركائز‭ ‬أساسية‭ ‬قوامها‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬وأبرزها‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬واتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬نفسها‭.  ‬

كما‭ ‬نوّه‭ ‬إلى‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬المنعقدة‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2018،‭ ‬على‭ ‬تمديد‭ ‬العمل‭ ‬بالاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للأعوام‭ ‬الخمسة‭ ‬القادمة؛‭ ‬بهدف‭ ‬تغطية‭ ‬أو‭ ‬استكمال‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تحقيقه‭ ‬بعد‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬ومبادرات‭ ‬خاصة‭ ‬بالطفولة‭.‬

ودعا‭ ‬الشرقاوي‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تجديد‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وتمديد‭ ‬أمدها‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وذلك‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬أجندة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭ ‬وأهدافها‭ ‬السبعة‭ ‬عشر،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬اليونيسيف‭ ‬ومكتب‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

واعتبر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬تأتي‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬الطفل‭ ‬البحريني،‭ ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬الطفولة‭ ‬المختلفة،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يستجد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬متسارعة،‭ ‬تتطلب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬والمواكبة؛‭ ‬والاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬ومؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وربطها‭ ‬بالاستراتيجية‭ ‬المحدّثة‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2030،‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬جعل‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬عمليات‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬‭ ‬

وكشف‭ ‬المنسق‭ ‬المقيم‭ ‬لأنشطة‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬مساعي‭ ‬إلى‭ ‬افتتاح‭ ‬مكتب‭ ‬لمنظمة‭ ‬اليونيسيف‭ ‬في‭ ‬البحرين؛‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬واستدامة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الطفولة‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وجعله‭ ‬مواكبًا‭ ‬لجميع‭ ‬المستجدات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬اتفاقية‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬وقعتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2017‭ ‬مع‭ ‬ممثلي‭ ‬16‭ ‬وكالة‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة؛‭ ‬بغرض‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬السياسات‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

إن‭ ‬اهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬بتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬يحتل‭ ‬أولوية‭ ‬متقدمة‭ ‬لضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬هادفة‭ ‬تضمنتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬جهودها‭ ‬لبلوغ‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬17‭ ‬هدفًا‭ ‬مترابطًا،‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬تنفيذها‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنًا‭ ‬للأطفال‭ ‬وبيئة‭ ‬مستدامة‭ ‬لتحسين‭ ‬ظروفهم‭ ‬الحياتية‭ ‬وتجنيبهم‭ ‬المخاطر،‭ ‬لاسيما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الأهداف‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الأطفال‭.‬

وقد‭ ‬لاقى‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام،‭ ‬تقديرًا‭ ‬عالميًّا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المنظمات‭ ‬والأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بحقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬والذي‭ ‬تجسد‭ ‬مؤخرًا‭ ‬خلال‭ ‬جلسات‭ ‬استعراض‭ ‬ومناقشة‭ ‬تقرير‭ ‬البحرين‭ ‬الدوري‭ ‬وإجراءاتها‭ ‬بشأن‭ ‬صون‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬ضمن‭ ‬اجتماعات‭ ‬الدورة‭ (‬80‭) ‬للجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬بجنيف‭ ‬يناير‭ ‬2019،‭ ‬تقديرًا‭ ‬لما‭ ‬حققته‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬رعاية‭ ‬وحماية‭ ‬الطفل،‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بتفعيل‭ ‬المعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬تأكيدًا‭ ‬على‭ ‬إيمانها‭ ‬الراسخ‭ ‬بأن‭ ‬ضمان‭ ‬وصيانة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬عمومًا‭ ‬تشكل‭ ‬ركنًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭.‬

وجاء‭ ‬التقدير‭ ‬الدولي‭ ‬كترجمة‭ ‬حقيقية‭ ‬لواقع‭ ‬الطفولة‭ ‬المتميز‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فالطفل‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬أولوية‭ ‬اهتمامات‭ ‬الحكومة،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭ ‬بقيمة‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستقبل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬محركًا‭ ‬لجهود‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬وتنشئة‭ ‬الطفل‭ ‬البحريني،‭ ‬وتهيئة‭ ‬البيئة‭ ‬السليمة‭ ‬لنموه‭ ‬وتطوره،‭ ‬حيث‭ ‬يحث‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأطفال‭ ‬وتوفير‭ ‬كافة‭ ‬المتطلبات‭ ‬الضرورية‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬حقوقهم،‭ ‬وتنشئتهم‭ ‬بصورة‭ ‬سليمة‭ ‬ليكونوا‭ ‬عناصر‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬وازدهاره‭.‬

ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مظاهر‭ ‬اهتمام‭ ‬سموه‭ ‬بالطفولة،‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة‭ (‬2013-2017‭)‬،‭ ‬وخطتها‭ ‬التنفيذية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تتبنى‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للطفولة‭ ‬التزامًا‭ ‬باحترام‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬ولتلبية‭ ‬مختلف‭ ‬احتياجاته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬4‭ ‬محاور‭ ‬رئيسة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والبقاء،‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬وتنمية‭ ‬القدرات،‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬الحماية،‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭. ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تفعيل‭ ‬نفاذ‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬التي‭ ‬كفلتها‭ ‬له‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وأكدتها‭ ‬المواثيق‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭. ‬

كما‭ ‬وافق‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مايو‭ ‬2018،‭ ‬على‭ ‬تمديد‭ ‬خطة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة،‭ ‬وذلك‭ ‬للأعوام‭ ‬الخمس‭ ‬القادمة‭ ‬لاستكمال‭ ‬تنفيذ‭ ‬المتبقي‭ ‬من‭ ‬الخطة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬النتائج‭ ‬والمكاسب‭ ‬المتحققة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تنمية‭ ‬الطفولة‭ ‬وحمايتها،‭ ‬وبما‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬لتوسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الخطة،‭ ‬كما‭ ‬وجه‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬هي‭ ‬المرجعية‭ ‬عند‭ ‬إصدار‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬لتقاريرها‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالطفولة‭.‬

وقد‭ ‬نجحت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الآليات‭ ‬ومبادرات‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالطفولة،‭ ‬بالتوافق‭ ‬مع‭ ‬خطة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة‭ (‬2013-2018‭)‬،‭ ‬وبلغ‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬نحو‭ ‬79‭ % ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬المرصود‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة،‭ ‬ومكنت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬خارطة‭ ‬الطفولة‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬للتنسيق‭ ‬الفعال‭ ‬لجميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الطفل‭. ‬

ونتيجة‭ ‬لتلك‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬الملموسة،‭ ‬فإن‭ ‬الطفل‭ ‬البحريني‭ ‬أصبح‭ ‬يتمتع‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشة‭ ‬عالٍ‭ ‬نسبيًّا‭ ‬بحسب‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬للعام‭ ‬2017‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬إذ‭ ‬احتلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المركز‭ ‬43‭ ‬في‭ ‬التصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬189‭ ‬دولة،‭ ‬وارتفع‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بزيادة‭ ‬13‭.‬4‭ %‬،‭ ‬بين‭ ‬الأعوام‭ ‬1990‭ ‬و2017،‭ ‬ليرتفع‭ ‬بذلك‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬للفرد،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يرجع‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬التحسينات‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والعمل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مؤشرات‭ ‬لنسبة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬معدلاتها‭ ‬الآمنة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬4‭.‬1‭ %.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬فلقد‭ ‬حرصت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬المميز،‭ ‬وكذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالفئات‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬قدراتهم‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬التعليمية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬المتفوقين‭ ‬والموهوبين‭ ‬والمبدعين‭ ‬ورعايتهم،‭ ‬وبرامج‭ ‬تحسين‭ ‬وتطوير‭ ‬خدمات‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬لطلبة‭ ‬المدارس،‭ ‬وتحقيق‭ ‬برامج‭ ‬دمج‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رصد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬مستقرة‭ ‬وآمنة‭.‬

كما‭ ‬أطلقت‭ ‬البحرين‭ ‬مبادرة‭ ‬نوعية‭ ‬لحماية‭ ‬الطفل،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬وخط‭ ‬نجدة‭ ‬ومساندة‭ ‬الطفل‭ (‬998‭). ‬واللذان‭ ‬يمثلان‭ ‬نموذجًا‭ ‬نوعيًّا‭ ‬للعمل‭ ‬المشترك‭ ‬لصيانة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬وحمايته‭. ‬كما‭ ‬دشنت‭ ‬البحرين‭ ‬نيابة‭ ‬متخصصة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬قانون‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬قضايا‭ ‬الإيذاء‭ ‬النفسي‭ ‬والجسدي‭ ‬والجنسي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬لتضمن‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬الخصوصية‭ ‬اللازمة‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضاياهم،‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لمقاصد‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬شمول‭ ‬الطفل‭ ‬بمعاملة‭ ‬خاصة‭ ‬تتفق‭ ‬وحداثة‭ ‬سنه،‭ ‬وبإجراءات‭ ‬وتدابير‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إصلاحه‭ ‬وتقويم‭ ‬سلوكه‭.‬

وتعد‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬تقنين‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬وفرد‭ ‬مظلة‭ ‬قانونية‭ ‬مستقلة‭ ‬لضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬وتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬المتكاملة‭ ‬له،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قانون‭ ‬متكامل‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬ليشكل‭ ‬منجزًا‭ ‬حضاريًّا‭ ‬للمملكة،‭ ‬يؤكد‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬ودعم‭ ‬متواصل‭ ‬باعتبارها‭ ‬عماد‭ ‬المستقبل‭ ‬وأمل‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬المستدام‭. ‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬فقد‭ ‬حرصت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬للاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬وصون‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل‭ ‬التي‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬المملكة‭ ‬عام‭ ‬1992،‭ ‬كما‭ ‬أبرمت‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬ومذكرات‭ ‬تفاهم‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬واللجان‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬المعنية‭ ‬بالطفل‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ (‬اليونيسف‭) ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬والوفاء‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬تجاه‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭.‬

ووفقًا‭ ‬للمؤشرات‭ ‬التي‭ ‬عرضتها‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬جلسات‭ ‬استعراض‭ ‬ومناقشة‭ ‬تقرير‭ ‬المملكة‭ ‬الدوري‭ ‬وإجراءاتها‭ ‬بشأن‭ ‬صون‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬وضمن‭ ‬اجتماعات‭ ‬الدورة‭ (‬80‭) ‬للجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬اللجنة‭ ‬بجنيف‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬2019،‭ ‬فقد‭ ‬حرصت‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬العالية‭ ‬لجميع‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬حيث‭ ‬تحققت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الصحي،‭ ‬مثل‭ ‬خفض‭ ‬معدل‭ ‬وفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬العمر،‮ ‬وخفض‭ ‬معدل‭ ‬وفيات‭ ‬الأمهات‭ ‬أثناء‭ ‬الولادة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬خدمات‭ ‬صحية‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬وفق‭ ‬المعايير‭ ‬والتوصيات‭ ‬الَّتي‭ ‬توصي‭ ‬بها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬التعليمي‭ ‬عملت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬حصول‭ ‬جميع‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬على‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬المجاني‭ ‬المتطور،‭ ‬كما‭ ‬حظي‭ ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬إيلاء‭ ‬السياسات‭ ‬والتشريعات‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬صحة‭ ‬ونماء‭ ‬وحماية‭ ‬ومشاركة‭ ‬وإدماج‭ ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تمييز‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬أقرانهم،‭ ‬وكفالة‭ ‬رعاية‭ ‬الطفل‭ ‬ذي‭ ‬الإعاقة‭ ‬وتعليمه‭ ‬وتأهيله‭ ‬مجانًا،‭ ‬ومنحه‭ ‬كافة‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬والطبية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والمهنية‭ ‬التي‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭.‬

واتساقًا‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬بذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬فقد‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬قرارًا‭ ‬بمنح‭ ‬الموظف‭ ‬أو‭ ‬العامل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬الشديدة،‭ ‬أو‭ ‬الذي‭ ‬يرعى‭ ‬شخصًا‭ ‬ذا‭ ‬إعاقة‭ ‬شديدة‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬أقربائه‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬ساعتي‭ ‬راحة‭ ‬يوميًّا‭ ‬مدفوعة‭ ‬الأجر‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬نالته‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إشادة‭ ‬بجهودها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬حماية‭ ‬وصون‭ ‬حقوق‭ ‬الطفولة،‭ ‬خلال‭ ‬جلسات‭ ‬استعراض‭ ‬ومناقشة‭ ‬تقريرها‭ ‬الدوري‭ ‬وإجراءاتها‭ ‬بشأن‭ ‬صون‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬ضمن‭ ‬اجتماعات‭ ‬الدورة‭ (‬80‭) ‬للجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬اللجنة‭ ‬بجنيف‭ ‬خلال‭ ‬يناير‭ ‬2019،‭ ‬جاء‭ ‬تتويجًا‭ ‬لما‭ ‬حققته‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬المؤسسي‭ ‬والتشريعي،‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬اتخاذه‭ ‬من‭ ‬تدابير‭ ‬وإجراءات‭ ‬كفيلة‭ ‬بتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وسعي‭ ‬البحرين‭ ‬الحثيث‭ ‬والجاد‭ ‬والتزامها‭ ‬الراسخ‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬وطنية‭ ‬وتنموية‭ ‬مميزة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تحتل‭ ‬موقعًا‭ ‬متقدمًا‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتفاعلة‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬صون‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭.‬