المحكوم أراد شراء هواتف له ولصديقه “الوفي”

تأييد السجن 5 سنوات لآسيوي مزوّر

| عباس إبراهيم

أيدت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬معاقبة‭ ‬آسيوي‭ ‬استعمل‭ ‬بطاقات‭ ‬ائتمان‭ ‬مزورة‭ ‬واشترى‭ ‬بواسطتها‭ ‬هواتف‭ ‬نقالة،‭ ‬وذلك‭ ‬بسجنه‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬وأمرت‭ ‬بإبعاده‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬عقب‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬المقضي‭ ‬بها،‭ ‬بعدما‭ ‬غلبت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬الظروف‭ ‬المشددة‭ ‬للعقوبة‭ ‬بحقه‭ ‬كونه‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأفعاله‭.‬

وتشير‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬شعبة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تلقت‭ ‬بلاغا‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة،‭ ‬أفاد‭ ‬فيه‭ ‬بأن‭ ‬شخصا‭ ‬حضر‭ ‬إلى‭ ‬محله،‭ ‬وقد‭ ‬اشترى‭ ‬4‭ ‬هواتف‭ ‬نقالة‭ ‬بمبلغ‭ ‬580‭ ‬دينارا،‭ ‬وأنه‭ ‬استعمل‭ ‬بطاقات‭ ‬ائتمانية‭ ‬مزورة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬دفعات‭ ‬ودفعة‭ ‬نقدية‭ ‬لمبلغ‭ ‬60‭ ‬دينارا،‭ ‬فتم‭ ‬التوجه‭ ‬مباشرة‭ ‬للمحل‭ ‬والقبض‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬متلبسا‭ ‬بجرمه‭ ‬وكان‭ ‬برفقته‭ ‬أحد‭ ‬أصدقائه‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المستأنف‭ ‬الآسيوي،‭ ‬قرر‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬بصفته‭ ‬مدير‭ ‬مقاولات،‭ ‬وأنه‭ ‬قبل‭ ‬حضوره‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لزيارة‭ ‬بعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬كان‭ ‬معه‭ ‬مبلغ‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬روبية،‭ ‬وحاول‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬الدينار‭ ‬البحريني،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬صرافة‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬قرر‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬للأجانب‭ ‬بدخول‭ ‬المطار‭ ‬بمبلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬دينار‭.‬

فيما‭ ‬أبلغه‭ ‬صديقه‭ ‬أنه‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬يبادله‭ ‬المبلغ‭ ‬بثلاث‭ ‬بطاقات‭ ‬ائتمانية‭ ‬صالحة،‭ ‬قيمة‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬منهم‭ ‬500‭ ‬دينار؛‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يستخدمهم‭ ‬كمشتريات‭ ‬وألا‭ ‬يسحبهم‭ ‬نقدا‭ ‬“كاش”،‭ ‬وأبلغه‭ ‬صديقه‭ ‬أن‭ ‬البطاقات‭ ‬صالحة‭ ‬وسليمة‭ ‬وقانونية‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬بتاريخ‭ ‬16‭ ‬فبراير‭ ‬2018،‭ ‬نزل‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬بمنطقة‭ ‬الجفير،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬اتصل‭ ‬بصديقه‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬إنه‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬هواتف‭ ‬له‭ ‬ولصديقه‭ ‬الوفي‭ -‬الذي‭ ‬بادله‭ ‬الأموال‭ ‬بالبطاقات‭- ‬بالإضافة‭ ‬لهواتف‭ ‬لأسرته‭ ‬كهدايا،‭ ‬وبالفعل‭ ‬توجها‭ ‬لأحد‭ ‬المحلات‭ ‬ودفع‭ ‬60‭ ‬دينارا‭ ‬نقدا‭ ‬وقام‭ ‬بسداد‭ ‬باقي‭ ‬مبلغ‭ ‬الهواتف‭ ‬بالبطاقات‭ ‬التي‭ ‬سلمها‭ ‬إليه‭ ‬صديقه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعلم‭ ‬أنها‭ ‬تخص‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين‭.‬

وأثناء‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬المستأنف‭ ‬أجرى‭ ‬عضو‭ ‬النيابة‭ ‬المحقق‭ ‬تحويلا‭ ‬سريعا‭ ‬للعملات‭ ‬للمبلغ‭ ‬الذي‭ ‬ذكره‭ ‬المدان‭ ‬مستعملا‭ ‬محرك‭ ‬البحث‭ ‬“جوجل”،‭ ‬والذي‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقع‭ ‬محول‭ ‬العملات‭ ‬أن‭ ‬مبلغ‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬روبية‭ ‬يساوى‭ ‬قرابة‭ ‬377‭ ‬دينارا،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أية‭ ‬مشكلة‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬اعترافاته‭ ‬وبإمكانه‭ ‬الدخول‭ ‬بتلك‭ ‬الأموال‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬تراجع‭ ‬عن‭ ‬أقواله‭ ‬بشأن‭ ‬المبلغ‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يحمل‭ ‬معه‭ ‬105‭ ‬آلاف‭ ‬روبية‭.‬

وثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬بتاريخ‭ ‬20‭ ‬فبراير‭ ‬2018،‭ ‬أولا‭: ‬استعمل‭ ‬توقيع‭ ‬إلكتروني‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬وهو‭ ‬الرقم‭ ‬السري‭ ‬لبطاقات‭ ‬الصراف‭ ‬الآلي‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬لغرض‭ ‬احتيالي‭.‬

ثانيا‭: ‬شرع‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬المبالغ‭ ‬النقدية‭ ‬المبينة‭ ‬والمملوكة‭ ‬لمحل‭ ‬هواتف‭ ‬نقالة‭ ‬بالاستعانة‭ ‬بطرق‭ ‬احتيالية‭ ‬بأن‭ ‬استخدم‭ ‬الرقم‭ ‬السري‭ ‬الخاص‭ ‬بالبطاقة‭ ‬المذكورة‭ ‬للمجني‭ ‬عليه؛‭ ‬بهدف‭ ‬شراء‭ ‬هواتف‭ ‬وخاب‭ ‬أثر‭ ‬الجريمة‭ ‬لسبب‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬لإرادته‭ ‬فيه،‭ ‬وهو‭ ‬كشف‭ ‬أمره‭ ‬والقبض‭ ‬عليه‭.‬