شراكتنا مع السعودية دائمة المسار والمصير

منيرة بنت خليفة تلقي محاضرة في معهد الأمير سعود الفيصل

| المنامة - وزارة الخارجية

ألقت‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للمعهد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الشيخة‭ ‬منيرة‭ ‬بنت‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬محاضرةً‭ ‬بمعهد‭ ‬الأمير‭ ‬سعود‭ ‬الفيصل‭ ‬للدراسات‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭.‬

وخلال‭ ‬المحاضرة،‭ ‬أشادت‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للمعهد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬من‭ ‬نماءٍ‭ ‬وتطورٍ‭ ‬مستمرَّين‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬خصوصية‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬الأخوية‭ ‬بين‭ ‬الشقيقتين،‭ ‬وما‭ ‬تمتاز‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬شراكةٍ‭ ‬وطيدةٍ،‭ ‬دائمة‭ ‬المسار‭ ‬والمصير‭.‬

واستعرضت‭ ‬الشيخة‭ ‬منيرة‭ ‬بنت‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الشباب،‭ ‬عبر‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تؤسّس‭ ‬أولى‭ ‬لبِنات‭ ‬دبلوماسيي‭ ‬المستقبل،‭ ‬المعزّزة‭ ‬بالآليات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬عمليتيّ‭ ‬التدريب‭ ‬النظري‭ ‬والعملي،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬تعكس‭ ‬رؤى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وتضع‭ ‬المعهد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬أمام‭ ‬مسؤوليةٍ‭ ‬كبيرةٍ‭ ‬وتحدٍ‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬جيلٍ‭ ‬دبلوماسيٍّ‭ ‬متمكّن‭ ‬يمثل‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬أفضل‭ ‬تمثيل،‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬ويؤكد‭ ‬حضورها‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬بثقل‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المحافل‭ ‬العالمية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬برامج‭ ‬المعهد‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬في‭ ‬التفاوض،‭ ‬والتحليل،‭ ‬وفن‭ ‬الإلقاء،‭ ‬وقواعد‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬والحِجاج،‭ ‬وتسوية‭ ‬المنازعات،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭.‬

وخلال‭ ‬حديثها،‭ ‬أوضحت‭ ‬أهمية‭ ‬إحاطة‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬بالتاريخ‭ ‬وعلومه‭ ‬الفرعية‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬لكون‭ ‬التاريخ‭ ‬يعتمد‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬سيره‭ ‬على‭ ‬التعاقب‭ ‬والتكرار،‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬عملية‭ ‬الإلمام‭ ‬به‭ ‬إحدى‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تزرع‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بذور‭ ‬التحليل‭ ‬السياسي،‭ ‬ومشاهدة‭ ‬التطورات‭ ‬برؤية‭ ‬مغايرة،‭ ‬والتوقع‭ ‬للأحداث،‭ ‬واستخدام‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬المناسبة‭ ‬إزاء‭ ‬كل‭ ‬حدث،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولية‭ ‬المتابعة‭ ‬الفورية‭ ‬للأحداث‭ ‬الدولية،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عالمٍ‭ ‬سريع‭ ‬التغيّر،‭ ‬يعيش‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬التحديات‭ ‬المتجدّدة،‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬تكاتف‭ ‬ووعي‭ ‬الجميع‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬جزءٌ‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬مستذكرةً‭ ‬احتفاء‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالفترة‭ ‬الماضية‭ ‬بمرور‭ ‬خمسين‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬منوهةً‭ ‬بهذه‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬الهوية‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬لاسيما‭ ‬أثناء‭ ‬التمثيل‭ ‬الرسمي‭ ‬بالسفارات‭ ‬والقنصليات‭ ‬والبعثات،‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الشباب‭ ‬أن‭ ‬يبدأوا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬أثناء‭ ‬تمثيلهم‭ ‬أوطانهم،‭ ‬كما‭ ‬يتوجب‭ ‬عليهم‭ ‬الإبحار‭ ‬نحو‭ ‬الثقافات‭ ‬الأخرى‭ ‬والتعرّف‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاطّلاع‭ ‬على‭ ‬تاريخها‭ ‬وقراءة‭ ‬حضاراتها‭ ‬وتحولاتها‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬باستمرار،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إتقان‭ ‬اللغة،‭ ‬سواء‭ ‬لغات‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬أم‭ ‬الغرب،‭ ‬فهي‭ ‬جسر‭ ‬التواصل‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬التعرّف‭ ‬على‭ ‬الآخر‭.‬

وشدّدت‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬يمثلها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الخليجي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬مهامه‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬العالم‭ ‬بإرثه‭ ‬الثقافي‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يتعدد‭ ‬إلى‭ ‬مجالات‭ ‬عدّة،‭ ‬سياسية،‭ ‬واقتصادية،‭ ‬واجتماعية،‭ ‬وثقافية،‭ ‬إذ‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أعلامٌ،‭ ‬ساهموا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المكتبة‭ ‬العربية‭ ‬بأفضل‭ ‬المؤلّفات‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬تمثل‭ ‬لنا‭ ‬مراجعَ‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬استيقاء‭ ‬الخبرات‭ ‬والمعارف،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تصدّرها‭ ‬رفوف‭ ‬بعض‭ ‬مكتبات‭ ‬الجامعات‭ ‬الدولية‭ ‬ومصافها‭.‬