“التمييز” نقضت الحكم وأعادته للفصل فيه مرة أخرى

إيقاع عقوبة الإعدام مجددا للمتهم بقتل شرطي ومواطن

| إعداد: عباس إبراهيم

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة‭ ‬وبإجماع‭ ‬الآراء‭ ‬بإيقاع‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬مجددا‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬بقتل‭ ‬النائب‭ ‬عريف‭ ‬علي‭ ‬محمد‭ ‬علي،‭ ‬ومواطن،‭ ‬وإصابة‭ ‬عامل‭ ‬آسيوي‭ ‬بمنطقتي‭ ‬دمستان‭ ‬وكرزكان‭ ‬في‭ ‬تفجيرين‭ ‬منفصلين‭ ‬وقعا‭ ‬بالعام‭ ‬2014؛‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬نقض‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬للحكم‭ ‬وأمرها‭ ‬بإعادة‭ ‬الحكم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليه‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬لإعادة‭ ‬نظرها‭. ‬وعقب‭ ‬صدور‭ ‬الحكم،‭ ‬ذكر‭ ‬رئيس‭ ‬نيابة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإرهابية‭ ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬المستشار‭ ‬أحمد‭ ‬الحمادي،‭ ‬أن‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬ورود‭ ‬بلاغ‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬أشخاص‭ ‬مجهولين‭ ‬بتاريخ‭ ‬8‭ ‬ديسمبر‭ ‬2014‭ ‬بزرع‭ ‬جسم‭ ‬متفجر‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المعسكر‭ ‬التابع‭ ‬لقوات‭ ‬الأمن‭ ‬الخاصة‭ ‬بمنطقة‭ ‬دمستان‭ ‬واستدراج‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬لمكان‭ ‬زراعة‭ ‬ذلك‭ ‬الجسم‭ ‬بأحداث‭ ‬أعمال‭ ‬شغب‭ ‬وتفجيره‭ ‬بهم‭ ‬ومهاجمتهم‭ ‬بزجاجات‭ ‬“المولوتوف”،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬بإصابات‭ ‬نتيجة‭ ‬التفجير‭ ‬أودت‭ ‬بحياته‭.‬

 

وكذلك‭ ‬البلاغ‭ ‬الوارد‭ ‬عن‭ ‬انفجار‭ ‬جسم‭ ‬غريب‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مسجد‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬بمنطقة‭ ‬كرزكان‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬رجل‭ ‬بحريني‭ ‬كبير‭ ‬بالسن‭ ‬بإصابات‭ ‬بليغة‭ ‬وتوفى‭ ‬على‭ ‬إثرها،‭ ‬كما‭ ‬أصيب‭ ‬شخص‭ ‬آسيوي‭ ‬وتم‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭.‬

وعلى‭ ‬إثر‭ ‬تلك‭ ‬الوقائع‭ ‬تم‭ ‬عمل‭ ‬التحريات‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬وتبين‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬هم‭ ‬ذاتهم‭ ‬من‭ ‬ارتكبوا‭ ‬الواقعتين،‭ ‬كما‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحريات‭ ‬أنهم‭ ‬قاموا‭ ‬بتشكيل‭ ‬خلية‭ ‬إرهابية‭ ‬تخصصت‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬المتفجرات‭ ‬المحلية‭ ‬الصنع‭ ‬لاستهداف‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬التحريات‭ ‬الجدية‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬تأسيسها‭ ‬وكان‭ ‬هدفهم‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬تلك‭ ‬الخلية‭ ‬الإرهابية‭ ‬هو‭ ‬استهداف‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬بالأساس،‭ ‬وإحداث‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬بهم‭ ‬وبمركباتهم؛‭ ‬بهدف‭ ‬بث‭ ‬الرعب‭ ‬والفزع‭ ‬فيهم‭ ‬وكذلك‭ ‬بث‭ ‬الرعب‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وإشاعة‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وأن‭ ‬أحد‭ ‬المتهمين‭ ‬يقوم‭ ‬باستغلال‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬لجمع‭ ‬التبرعات‭ ‬لدعم‭ ‬نشاطهم‭ ‬الإرهابي،‭ ‬كما‭ ‬دلت‭ ‬التحريات‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬قاموا‭ ‬بتجنيد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬للانضمام‭ ‬لتلك‭ ‬الخلية‭ ‬الإرهابية‭ ‬ومعاونتهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬نشاطهم‭ ‬الإرهابي‭ ‬مع‭ ‬علمهم‭ ‬بذلك،‭ ‬حيث‭ ‬دلت‭ ‬التحريات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬وآخرين‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬انضموا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬التشكيل‭ ‬الإرهابي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬المتهمين‭ ‬من‭ ‬سكنه‭ ‬منطقة‭ ‬دمستان،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تكثيف‭ ‬التحريات‭ ‬عن‭ ‬الوقائع‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬بمنطقة‭ ‬دمستان‭ ‬وكرزكان،‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬قاموا‭ ‬بالاتفاق‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬والتخطيط‭ ‬لعملية‭ ‬قتل‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬بمنطقة‭ ‬دمستان،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬متهمان‭ ‬بصناعة‭ ‬قواذف‭ ‬محلية‭ ‬الصنع‭ ‬يتم‭ ‬تفجيرها‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬باستخدام‭ ‬هواتف‭ ‬نقالة،‭ ‬وكانت‭ ‬خطتهم‭ ‬هي‭ ‬زراعة‭ ‬ذلك‭ ‬القاذف‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬معسكر‭ ‬الشرطة‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالمتهمين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬تجنيدهم‭ ‬بالاتفاق‭ ‬معهم‭ ‬لأحداث‭ ‬أعمال‭ ‬شغب‭ ‬بالمنطقة‭ ‬ومهاجمة‭ ‬معسكر‭ ‬الشرطة‭ ‬بمنطقة‭ ‬دمستان‭ ‬بزجاجات‭ ‬“المولوتوف”‭ ‬التي‭ ‬قاموا‭ ‬بإعدادها‭ ‬مسبقا‭.‬

وتقوم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتجمهرين‭ ‬بمهاجمة‭ ‬برج‭ ‬المراقبة‭ ‬بالمعسكر‭ ‬بواسطة‭ ‬المولوتوف‭ ‬وتقوم‭ ‬المجموعة‭ ‬الأخرى‭ ‬باستكمال‭ ‬مهاجمة‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬لاستدراجهم‭ ‬لمكان‭ ‬زراعة‭ ‬القاذف،‭ ‬وتقوم‭ ‬المجموعة‭ ‬الثالثة‭ ‬بمراقبة‭ ‬الطريق‭ ‬ومعاونة‭ ‬المجموعات‭ ‬على‭ ‬مهاجمة‭ ‬الشرطة‭.‬

ثم‭ ‬يتم‭ ‬تفجير‭ ‬القاذف‭ ‬عند‭ ‬اقتراب‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬منه‭ ‬وبالفعل‭ ‬قاموا‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مخططهم‭ ‬الإرهابي‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الشكل‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬بإصابات‭ ‬بليغة‭ ‬عند‭ ‬تفجير‭ ‬القاذف‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بزراعته‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المعسكر‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬وفاته‭.‬

كما‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يخططون‭ ‬أيضا‭ ‬لزراعة‭ ‬قاذف‭ ‬آخر‭ ‬بمنطقة‭ ‬كرزكان‭ ‬تم‭ ‬صناعته‭ ‬مسبقا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬متهمين،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الخطة‭ ‬هي‭ ‬بذات‭ ‬الأسلوب‭ ‬الأول‭ ‬باستدراج‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬بمهاجمتهم‭ ‬بزجاجات‭ ‬المولوتوف‭ ‬لمكان‭ ‬القاذف‭ ‬وبالفعل‭ ‬تم‭ ‬زراعة‭ ‬ذلك‭ ‬القاذف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مسجد‭ ‬الإمام‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬بمنطقة‭ ‬كرزكان‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬بعد‭ ‬انتهائهم‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬بالعملية‭ ‬الثانية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬تفجير‭ ‬القاذف‭ ‬الأول‭ ‬ووفاة‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬تم‭ ‬تطويق‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬وقام‭ ‬المتهمون‭ ‬بتأخير‭ ‬تنفيذ‭ ‬العملية‭ ‬الثانية،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إزالة‭ ‬القاذف‭ ‬المتفجر‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬كرزكان‭.‬

وفي‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬انفجر‭ ‬ذلك‭ ‬القاذف‭ ‬نتيجة‭ ‬ورود‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬الاتصال‭ ‬على‭ ‬الهاتف‭ ‬المثبت‭ ‬عليه،‭ ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬الانفجار‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬المدنيين‭ ‬بعد‭ ‬إصابته‭ ‬بإصابات‭ ‬بليغة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إصابة‭ ‬شخص‭ ‬آسيوي‭ ‬وتم‭ ‬نقله‭ ‬للمستشفى‭ ‬لإسعافه‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬كانت‭ ‬حكمت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬بمعاقبة‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وبإجماع‭ ‬الآراء،‭ ‬بالإعدام‭ ‬عما‭ ‬أسند‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهامات،‭ ‬فيما‭ ‬عاقبت‭ ‬باقي‭ ‬المتهمين‭ ‬الـ‭ ‬22،‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الأول،‭ ‬والذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬جميعا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬17‭ ‬و36‭ ‬عاما،‭ ‬بتأسيس‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬والانضمام‭ ‬إليها‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬المذكورين،‭ ‬واستعمال‭ ‬المفرقعات‭ ‬تنفيذا‭ ‬لأغراض‭ ‬إرهابية،‭ ‬إضافة‭ ‬لجمع‭ ‬الأموال‭ ‬لصالح‭ ‬الجماعة؛‭ ‬وذلك‭ ‬بمعاقبة‭ ‬المتهمين‭ ‬الـ‭ ‬22‭ ‬بالسجن‭ ‬المؤبد‭.‬

كما‭ ‬قضت‭ ‬بإسقاط‭ ‬الجنسية‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬المتهمين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تغريم‭ ‬المتهمَين‭ ‬3‭ ‬و4‭ ‬مبلغ‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬عما‭ ‬أسند‭ ‬إليهما‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬استغلال‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬لجمع‭ ‬الأموال‭ ‬وتوزيعها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬على‭ ‬المتهمين‭.‬

وأوضحت‭ ‬المحكمة‭ ‬عقب‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬أن‭ ‬عقوبة‭ ‬السجن‭ ‬المؤبد‭ ‬للمتهمين‭ ‬من‭ ‬الثاني‭ ‬وحتى‭ ‬المتهم‭ ‬23‭ ‬هي‭ ‬أدنى‭ ‬عقوبة‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬يُحكم‭ ‬بها‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭.‬

وقد‭ ‬طعن‭ ‬المدانين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬بالاستئناف،‭ ‬وتم‭ ‬الحكم‭ ‬برفض‭ ‬استئنافاتهم‭ ‬موضوعا‭ ‬وتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬منهم‭.‬

وتعود‭ ‬أسباب‭ ‬إعادة‭ ‬القضية‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬لنظرها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬نظر‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬الطعن‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بالواقعة،‭ ‬والصادر‭ ‬بحقه‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام،‭ ‬لاحظت‭ ‬عدم‭ ‬إعلان‭ ‬المدان‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة‭ ‬الخاص‭ ‬بالقضية،‭ ‬إذ‭ ‬خلت‭ ‬الأوراق‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬إعلانه‭ ‬بالأمر‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬أوجبته‭ ‬المادة‭ (‬164‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭.‬

وأضافت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كانت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬قد‭ ‬فصلت‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬إعلان‭ ‬الطاعن،‭ ‬فإن‭ ‬اتصاله‭ ‬بالدعوى‭ ‬يكون‭ ‬منعدما،‭ ‬وتكون‭ ‬إجراءات‭ ‬المحاكمة‭ ‬باطلة؛‭ ‬لأن‭ ‬الإعلان‭ ‬القانوني‭ ‬شرط‭ ‬لصحة‭ ‬اتصال‭ ‬المحكمة‭ ‬بالدعوى،‭ ‬ويبطل‭ ‬حتما‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬بناء‭ ‬عليها‭ ‬ولا‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬أثر،‭ ‬ولا‭ ‬يغير‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إعلان‭ ‬المحكمة‭ ‬له‭ ‬بالحضور‭ ‬أمامها‭ ‬وإعادة‭ ‬إعلانه،‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إعلانه‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬البطلان‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالحكم،‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬الفقرة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬المادة‭ (‬27‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬التمييز،‭ ‬والتي‭ ‬أحيلت‭ ‬إليها‭ ‬الفقرة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬المادة‭ (‬44‭)‬،‭ ‬وكانت‭ ‬المادة‭ (‬40‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المذكور‭ ‬أوجبت‭ ‬على‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز،‭ ‬أن‭ ‬تقضي‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسها‭ ‬بنقض‭ ‬الحكم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬ثمة‭ ‬بطلان‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل،‭ ‬فإنه‭ ‬يتعين‭ ‬نقض‭ ‬الحكم‭ ‬المعروض‭ ‬وإعادة‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬للفصل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬