سعاد حسني عاشت الاكتئاب لحرمانها من حنان الأب

الذكرى 76 لسندريلا الفن المصري

تمر‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الذكرى‭ ‬76‭ ‬لسندريلا‭ ‬الفن‭ ‬المصري‭ ‬النجمة‭ ‬سعاد‭ ‬حسني،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭ ‬وأيقونة‭ ‬من‭ ‬أيقونات‭ ‬الجمال‭ ‬المصري،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الفنانات‭ ‬القليلات‭ ‬المتعددات‭ ‬المواهب‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬أو‭ ‬الاستعراض‭ ‬أو‭ ‬الغناء‭.‬

اكتشف‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الخميسي‭ ‬موهبتها‭ ‬الفنية‭ ‬وقدرتها‭ ‬الرائعة‭ ‬على‭ ‬التمثيل،‭ ‬ليشركها‭ ‬في‭ ‬مسرحيته‭ ‬“هاملت”‭ ‬للأديب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬وليام‭ ‬شكسبير،‭ ‬وقامت‭ ‬بأداء‭ ‬دور‭ ‬“أوفيليا”‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بداية‭ ‬تألقها‭. ‬وعندما‭ ‬شاهدها‭ ‬المخرج‭ ‬هنري‭ ‬بركات‭ ‬قرر‭ ‬ضمها‭ ‬لطاقم‭ ‬فيلمه‭ ‬الشهير‭ ‬“حسن‭ ‬ونعيمة”‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬نعيمة‭ ‬بالعام‭ ‬1959،‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬البداية‭ ‬الحقيقة‭ ‬لحياتها‭ ‬الفنية‭.‬

واصلت‭ ‬السندريلا‭ ‬تألقها‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬وقدمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬المشاهدين،‭ ‬منها‭ ‬أدوارها‭ ‬في‭ ‬أفلام‭: ‬“صغيرة‭ ‬على‭ ‬الحب”،‭ ‬“غروب‭ ‬وشروق”،‭ ‬“شفيقة‭ ‬ومتولي”،‭ ‬“الزوجة‭ ‬الثانية”،‭ ‬“أين‭ ‬عقلي”،‭ ‬“شفيقة‭ ‬ومتولي”،‭ ‬“الكرنك”،‭ ‬“أميرة‭ ‬حبي”،‭ ‬“خلي‭ ‬بالك‭ ‬من‭ ‬زوزو”،‭ ‬“القادسية”،‭ ‬طغريب‭ ‬في‭ ‬بيتي”،‭ ‬“حب‭ ‬في‭ ‬الزنزانة”،‭ ‬“نادية”،‭ ‬“الحب‭ ‬الضائع”،‭ ‬“شباب‭ ‬مجنون‭ ‬جدا”،‭ ‬“الزواج‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬الحديثة”،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬آخر‭ ‬أفلامها‭ ‬وأعمالها‭ ‬هو‭ ‬“الراعي‭ ‬والنساء”‭ ‬العام‭ ‬1991‭ ‬أمام‭ ‬الفنان‭ ‬أحمد‭ ‬زكي‭ ‬والفنانة‭ ‬يسرا؛‭ ‬ليصل‭ ‬عدد‭ ‬أفلامها‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬90‭ ‬فيلما،‭ ‬ومسلسل‭ ‬واحد‭ ‬“هو‭ ‬وهي”‭ ‬أمام‭ ‬أحمد‭ ‬زكي‭ ‬أيضا‭. ‬كما‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬مسلسلات‭ ‬إذاعية‭ ‬عدة‭ ‬منها‭: ‬“الحب‭ ‬الضائع”،‭ ‬“لا‭ ‬شيء‭ ‬يهم”‭ ‬و‭ ‬“من‭ ‬أنا”‭.‬

ومن‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬أحدثت‭ ‬فارقا‭ ‬مع‭ ‬السندريلا،‭ ‬هو‭ ‬لحظة‭ ‬إصابتها‭ ‬بآلام‭ ‬في‭ ‬الظهر‭ ‬والعمود‭ ‬الفقري‭ ‬واحتمال‭ ‬إصابتها‭ ‬بالشلل،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تآكل‭ ‬في‭ ‬فقرتين‭ ‬من‭ ‬العمود‭ ‬الفقري،‭ ‬وظهر‭ ‬ذلك‭ ‬أثناء‭ ‬تصويرها‭ ‬مسلسل‭ ‬“هو‭ ‬وهي”‭ ‬وفيلم‭ ‬“الدرجة‭ ‬الثالثة”،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مرضها‭ ‬كانت‭ ‬تعمل،‭ ‬لكن‭ ‬انتهى‭ ‬بها‭ ‬الحال‭ ‬لتسافر‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬وتتلقى‭ ‬العلاج،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قام‭ ‬طبيب‭ ‬فرنسي‭ ‬متخصص‭ ‬بتثبيت‭ ‬الفقرتين‭ ‬بواسطة‭ ‬صفيحة‭ ‬معدنية،‭ ‬لكن‭ ‬استمر‭ ‬الألم‭ ‬معها‭ ‬حتى‭ ‬تفاقم‭ ‬الأمر‭ ‬ووصل‭ ‬بها‭ ‬الحال‭ ‬لتصاب‭ ‬بشلل‭ ‬في‭ ‬الوجه،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استخدامها‭ ‬الكورتيزون‭ ‬الذي‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الوزن‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬طبيعي‭.‬

ومن‭ ‬المواقف‭ ‬القاسية‭ ‬على‭ ‬السندريلا‭ ‬خلال‭ ‬حياتها‭ ‬هو‭ ‬إصابتها‭ ‬بالاكتئاب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كشفه‭ ‬عصام‭ ‬عبدالصمد،‭ ‬الطبيب‭ ‬المصري‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬متابعة‭ ‬حالتها‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬سنواتها‭ ‬أثناء‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“سعاد‭ ‬حسني”‭: ‬إنها‭ ‬مرضت‭ ‬بالاكتئاب‭ ‬من‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬سنة،‭ ‬كانت‭ ‬أسباب‭ ‬المرض‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭ ‬عدم‭ ‬نجاح‭ ‬آخر‭ ‬فيلمين‭ ‬لها،‭ ‬علمت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أنهما‭ ‬فيلم‭ ‬“الدرجة‭ ‬الثالثة”‭ ‬وفيلم‭ ‬“الراعي‭ ‬والنساء”،‭ ‬وسبب‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬وفاة‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬لها‭ ‬الأستاذ‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬إصابتها‭ ‬بشلل‭ ‬بسيط‭ ‬في‭ ‬وجهها،‭ ‬وكانت‭ ‬تأخذ‭ ‬أدوية‭ ‬الاكتئاب‭ ‬بانتظام،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعرفت‭ ‬عليها‭ ‬أكثر‭ ‬اكتشفت‭ ‬أنها‭ ‬مصابة‭ ‬بمرض‭ ‬الاكتئاب‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭ ‬لحرمانها‭ ‬من‭ ‬حنان‭ ‬الأب،‭ ‬وكانت‭ ‬تعالج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬اللعين‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬ولفترات‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬طب‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬أمثال‭ ‬الدكاترة‭ ‬أحمد‭ ‬فايق،‭ ‬وصالح‭ ‬حزين،‭ ‬ومصطفى‭ ‬زيور،‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تعتبره‭ ‬أبا‭ ‬لها،‭ ‬وعرفت‭ ‬عنها‭ ‬أيضا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تحب‭ ‬النوم‭ ‬الكثير‭ ‬وكانت‭ ‬شديدة‭ ‬الأرق؛‭ ‬لأنه‭ ‬كانت‭ ‬تأتيها‭ ‬أحلام‭ ‬مزعجة‭ ‬وكوابيس‭.‬

كما‭ ‬كشف‭ ‬عبدالصمد‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬سعاد‭ ‬حسني‭ ‬كانت‭ ‬تقرأ‭ ‬3‭ ‬أعمال‭ ‬لتمثيلها‭ ‬حال‭ ‬عودتها‭ ‬لمصر،‭ ‬وهي‭ ‬“الفارس‭ ‬والأميرة”،‭ ‬وكان‭ ‬فيلم‭ ‬رسوم‭ ‬متحركة‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬وسيناريو‭ ‬وحوار‭ ‬بشير‭ ‬الديك،‭ ‬وإخراج‭ ‬محمد‭ ‬حسيب،‭ ‬وكان‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬“فاطمة‭ ‬ولبنى”‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬صوت‭ ‬فقط،‭ ‬وكان‭ ‬البطل‭ ‬أمامها‭ ‬الفنان‭ ‬عمر‭ ‬الشريف‭ ‬صوت‭ ‬فقط‭.‬