يطبع إيصالات “شهادات عدم الحوادث” قبل إدخالها في النظام

سنة مع وقف التنفيذ لموظف بـ“المرور” اختلس 222 دينارًا

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬بحبس‭ ‬أمين‭ ‬صندوق‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬“24‭ ‬عاما”‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬وأمرت‭ ‬بوقف‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬وغرمته‭ ‬مبلغ‭ ‬222‭ ‬دينارا‭ ‬وبرد‭ ‬المبلغ‭ ‬المختلس؛‭ ‬لإدانته‭ ‬بتزوير‭ ‬أرصدة‭ ‬المراجعين‭ ‬طالبي‭ ‬معاملة‭ (‬شهادة‭ ‬عدم‭ ‬الحوادث‭)‬،‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬المبلغ‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إنه‭ ‬نظرا‭ ‬لظروف‭ ‬الدعوى‭ ‬وملابساتها‭ ‬وحرصا‭ ‬على‭ ‬المستقبل‭ ‬الوظيفي‭ ‬للمتهم‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬سوابق‭ ‬له،‭ ‬فإنها‭ ‬أخذته‭ ‬بقسط‭ ‬من‭ ‬الرأفة‭ ‬عملا‭ ‬بحقها‭ ‬المخول‭ ‬لها‭ ‬بالمادة‭ (‬72‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭.‬

وكانت‭ ‬أحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2016‭:‬

أولا‭: ‬بصفته‭ ‬موظفا‭ ‬عاما‭ ‬اختلس‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية‭ ‬المبينة‭ ‬القدر‭ ‬بالأوراق‭ ‬والمملوكة‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬والتي‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬حيازته‭ ‬بسبب‭ ‬وظيفته‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬مأموري‭ ‬التحصيل‭.‬

ثانيا‭: ‬دخل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مسوغ‭ ‬قانوني‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬التابع‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭.‬

وحول‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬ذكر‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بشهادته‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬وبصفته‭ ‬أمين‭ ‬صندوق‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الحوادث‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬قام‭ ‬باختلاس‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استلام‭ ‬الرسوم‭ ‬نقدا‭ ‬وطباعة‭ ‬إيصالات‭ ‬الاستلام‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تصوير‭ ‬شاشة‭ ‬النظام‭ ‬دون‭ ‬اعتمادها،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بطباعة‭ ‬الإيصال‭ ‬قبل‭ ‬حفظ‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬النظام؛‭ ‬وذلك‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مرجع‭ ‬إلكتروني‭ ‬للرصيد،‭ ‬مما‭ ‬يثبت‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬اختلاس‭ ‬أية‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬إليه‭.‬

لكن‭ ‬وبالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬سجل‭ ‬الإيرادات‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬لم‭ ‬يودع‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬المالية،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬تمت‭ ‬مقارنة‭ ‬الإيصالات‭ ‬التي‭ ‬استخرجها‭ ‬المتهم‭ ‬لمعاملات‭ ‬المراجعين‭ ‬مع‭ ‬سجل‭ ‬الإيرادات‭ ‬الخاص‭ ‬بالشؤون‭ ‬المالية‭.‬

وأشار‭ ‬موظف‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بطباعة‭ ‬إيصالات‭ ‬المراجعين‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬وغير‭ ‬مستوفية‭ ‬لكامل‭ ‬البيانات،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬رقم‭ ‬تسلسلي،‭ ‬وأنه‭ ‬بعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬تلك‭ ‬الإيصالات‭ ‬كانوا‭ ‬يعيدونها‭ ‬للمتهم،‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ ‬بدوره‭ ‬بإصدار‭ ‬إيصالات‭ ‬أخرى‭ ‬صحيحة‭.‬

وأكد‭ ‬ضابط‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬المتبع‭ ‬بالإدارة‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬الواقعة‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬استلام‭ ‬أي‭ ‬موظف‭ ‬أمين‭ ‬صندوق‭ ‬لأية‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مراجع،‭ ‬وإنما‭ ‬يتم‭ ‬إدخال‭ ‬المبالغ‭ ‬النقدية‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬ويتم‭ ‬طباعة‭ ‬الرصيد‭ ‬بالمبلغ‭ ‬الذي‭ ‬يدخل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشكو‭ ‬في‭ ‬حقه‭ ‬كان‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬المراجعين‭ ‬تسديد‭ ‬المبالغ‭ ‬نقدا‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بالإجراءات‭ ‬المعتمدة‭ ‬بعدم‭ ‬استلام‭ ‬أي‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدا‭.‬

وتوصلت‭ ‬نتائج‭ ‬فريق‭ ‬التحري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬أجرى‭ ‬عدد‭ ‬37‭ ‬معاملة‭ ‬وأصدر‭ ‬أرصدتها‭ ‬المزورة‭ ‬لشهادات‭ ‬عدم‭ ‬الحوادث،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الأرصدة‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬أرقاما‭ ‬تسلسلية،‭ ‬وأنها‭ ‬مطبوعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الرمز‭ ‬الخاص‭ ‬بالمشكو‭ ‬في‭ ‬حقه،‭ ‬وأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬المشابهة‭ ‬تمت‭ ‬من‭ ‬جهاز‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬الخاص‭ ‬به،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تسليمه‭ ‬إليهم‭ ‬لفحصه‭ ‬وتفريغ‭ ‬محتواه‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬الموظف‭ ‬المتهم‭ ‬الشاب،‭ ‬أنكر‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إليه،‭ ‬وقرر‭ ‬بأن‭ ‬الأرصدة‭ ‬صحيحة‭ ‬ومستخرجة‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬برر‭ ‬لنفسه‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬توجهه‭ ‬لتناول‭ ‬وجبة‭ ‬الإفطار‭ ‬أو‭ ‬انصرافه‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬يقوم‭ ‬موظفون‭ ‬آخرون‭ ‬باستخدام‭ ‬الرمز‭ ‬الخاص‭ ‬به،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬ترك‭ ‬حاسبه‭ ‬مفتوح‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬إغلاق‭ ‬الرمز‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتسليم‭ ‬المبالغ‭ ‬والأرصدة‭ ‬للشؤون‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬مباشرة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬يترك‭ ‬رمزه‭ ‬مفتوحا‭ ‬ليقوم‭ ‬الموظفون‭ ‬الآخرون‭ ‬بالعمل‭ ‬عليه‭ ‬والجميع‭ ‬يقومون‭ ‬بذلك‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬باعترافاته‭.‬

وقرر‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعطل‭ ‬النظام‭ ‬يتم‭ ‬استلام‭ ‬المبالغ‭ ‬نقدا‭ ‬من‭ ‬المراجعين‭ ‬لإتمام‭ ‬العمليات‭ ‬المطلوبة،‭ ‬وأن‭ ‬النقيب‭ ‬المسؤول‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يأمرهم‭ ‬باستلام‭ ‬المبالغ‭ ‬نقدا‭ ‬من‭ ‬المراجعين‭ ‬لإتمام‭ ‬معاملتهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭.‬

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬الموظف‭ ‬الوحيد‭ ‬المختص‭ ‬بطباعة‭ ‬الأرصدة‭ ‬للمراجعين،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تواجده‭ ‬في‭ ‬استراحة‭ ‬أو‭ ‬انصرافه‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬يتم‭ ‬ترتيب‭ ‬موظف‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬ليحل‭ ‬مكانه‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬أوراق‭ ‬التحقيق‭ ‬أنه‭ ‬ثبت‭ ‬بكشف‭ ‬الإيراد‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬الشؤون‭ ‬المالية‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬تواريخ‭ ‬28‭ ‬أبريل‭ ‬2016‭ ‬وحتى‭ ‬11‭ ‬مايو‭ ‬2016،‭ ‬وهي‭ ‬الفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬أصدر‭ ‬فيها‭ ‬المتهم‭ ‬إيصالات‭ ‬معاملة‭ (‬شهادة‭ ‬عدم‭ ‬حوادث‭) ‬والثابت‭ ‬بها‭ ‬أنه‭ ‬استلم‭ ‬قيمة‭ ‬النقود‭ ‬نقدا‭ ‬وقدرها‭ ‬6‭ ‬دنانير‭ ‬لكل‭ ‬فاتورة،‭ ‬وأن‭ ‬كشف‭ ‬سجل‭ ‬الوصولات‭ ‬المالية‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فيه‭ ‬وصل‭ ‬استلام‭ ‬للمعاملات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنجازها‭ ‬للشهود‭ ‬من‭ ‬الثالث‭ ‬حتى‭ ‬السادس،‭ ‬وهم‭ ‬بعض‭ ‬المراجعين‭ ‬الذين‭ ‬تسلموا‭ ‬إيصالات‭ ‬مزورة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الرمز‭ ‬“اليوزر‭ ‬نيم”‭ ‬الخاص‭ ‬بإنجاز‭ ‬تلك‭ ‬المعاملات‭ ‬يعود‭ ‬للمتهم‭ ‬وأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الإيصالات‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭.‬