موافقة مجلس النواب بالأغلبية تعكس إدراك السلطتين لحجم التحديات

إقرار برنامج الحكومة مرحلة جديدة بمسيرة العمل الوطني

التوافق‭ ‬والتقارب‭ ‬هما‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المأمولة الاختلافات‭ ‬والتباينات‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬عائقا‭ ‬أمام‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية القنوات‭ ‬الدستورية‭ ‬والآليات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ضمانة‭ ‬لتحقيق‭ ‬المطالب

 

عكست‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بالأغلبية‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬للسنوات‭ ‬الأربع‭ (‬2019-2022‭)‬،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬توافق‭ ‬السلطتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬وبما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة،‭ ‬ويتيح‭ ‬لها‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬النمو‭ ‬والاستدامة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وذلك‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الحكومة‭ ‬بقيادة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬وتيرة‭ ‬الإنجاز‭ ‬والتقدم‭.‬

وتنسجم‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬الراسخة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تبديه‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬تعاون‭ ‬وحرص‭ ‬مستمر‭ ‬على‭ ‬التنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬والموضوعات‭ ‬الوطنية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تحققه‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬متتالية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الإيفاء‭ ‬بالتزاماتها،‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬التنموية‭ ‬الحافلة‭ ‬بالإنجازات‭.‬

كما‭ ‬تجسد‭ ‬هذه‭ ‬الموافقة‭ ‬إدراك‭ ‬الجانبين‭ ‬الحكومي‭ ‬والبرلماني‭ ‬لحجم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البحرين‭ ‬والعالم‭ ‬ككل،‭ ‬لاسيما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬محدودية‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة،‭ ‬والتقلبات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭.‬

وجاءت‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬الاجتماعات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الوفد‭ ‬الحكومي‭ ‬واللجنة‭ ‬البرلمانية‭ ‬لدراسة‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة؛‭ ‬لتعبر‭ ‬بوضوح‭ ‬عن‭ ‬النهج‭ ‬الديمقراطي‭ ‬المتأصل،‭ ‬والذي‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬تجسيد‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬الحرة،‭ ‬وفق‭ ‬نهج‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬صالح‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها،‭ ‬إذ‭ ‬حرص‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البرنامج‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬وآمالهم‭ ‬وأن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

وقد‭ ‬حظيت‭ ‬الأجواء‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬اجتماعات‭ ‬الوفد‭ ‬الحكومي‭ ‬برئاسة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مع‭ ‬اللجنة‭ ‬البرلمانية‭ ‬لدراسة‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬بإشادة‭ ‬وتقدير‭ ‬الجميع،‭ ‬حيث‭ ‬عكست‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬والحس‭ ‬الوطني‭ ‬المسؤول‭ ‬والشراكة‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬السلطتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭. ‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬التفاعل‭ ‬الحكومي‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬طرحه‭ ‬النواب‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يوليه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬وحرص‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬مد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التصريحات،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬توجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬هي‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬سار‭ ‬عليه‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬الوفد‭ ‬الحكومي؛‭ ‬بهدف‭ ‬التشاور‭ ‬وتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬والثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬والمرونة‭ ‬والشفافية‭ ‬وبما‭ ‬يراعي‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة‭.‬

وبنظرة‭ ‬أكثر‭ ‬تدقيقا‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاص‭ ‬دلالات‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬بالأغلبية‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬النقاط‭ ‬التالية‭:‬

أولا‭: ‬توافق‭ ‬الحكومة‭ ‬ومجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المهمة‭ ‬كركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة،‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تطلبت‭ ‬وجود‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬كأحد‭ ‬الحلول‭ ‬المهمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬الدين‭ ‬العام،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسبات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬للمواطنين‭ ‬وزيادتها‭.‬

ثانيا‭: ‬أظهرت‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ (‬38‭ ‬صوتا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬40‭ ‬صوتا‭) ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬95‭ % ‬مدى‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬النواب،‭ ‬ويقينهم‭ ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬سموه‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بتعهداتها‭ ‬والتزاماتها،‭ ‬وذلك‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬وإنما‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معطيات‭ ‬واقعية‭ ‬وملموسة،‭ ‬فالحكومة‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تنجز‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬90‭ % ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬برنامجها‭ ‬الماضي‭ ‬للسنوات‭ (‬2015‭ - ‬2018‭)‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنها‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬الرصيد‭ ‬والأدوات‭ ‬ما‭ ‬يؤهلها‭ ‬لاستمرارية‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬وما‭ ‬تضمنه‭ ‬برنامج‭ ‬عملها‭ ‬للسنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬يصبو‭ ‬له‭ ‬المواطن‭ ‬كان‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬دور‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرصٍ‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬تسلكه‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬عملها‭ ‬للنهوض‭ ‬بأعباء‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬وتبعاتها،‭ ‬وتأكيدات‭ ‬وتصريحات‭ ‬سموه‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬لقاءاته‭ ‬بأعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬أو‭ ‬خلال‭ ‬زياراته‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيهاته‭ ‬للوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬تصب‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬فاستطاع‭ ‬سموه‭ ‬بذلك‭ ‬أن‭ ‬يقوى‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬وهذ‭ ‬الثقة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التفاهم‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭. ‬

ثالثا‭: ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬جلسة‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬نقاشات‭ ‬هادفة‭ ‬وما‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬مرئيات‭ ‬وملاحظات‭ ‬عديدة‭ ‬بشأن‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬جاءت‭ ‬لتؤكد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬النضج‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬المسيرة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لاسيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬ملاحظاتهم‭ ‬ومطالبهم،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬انتقاداتهم‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬ديمقراطية‭ ‬وحرية‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬إدراكهم‭ ‬لحجم‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقهم‭ ‬سواء‭ ‬باعتبارهم‭ ‬ممثلين‭ ‬للإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬أو‭ ‬كونهم‭ ‬الجهة‭ ‬المناط‭ ‬بها‭ ‬التشريع‭ ‬والرقابة،‭ ‬وكانت‭ ‬صدور‭ ‬الجميع‭ ‬ـ‭ ‬نواب‭ ‬وحكومة‭ ‬ـ‭ ‬رحبة‭ ‬في‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬الآراء‭ ‬والتوجهات،‭ ‬وكان‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬والتفاهم‭ ‬جليًا‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭.‬

رابعا‭: ‬عبّر‭ ‬النقاش‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬جلسة‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬نهج‭ ‬وسمة‭ ‬أساسية‭ ‬يتصف‭ ‬بها‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬تاريخهم‭ ‬الطويل،‭ ‬وهي‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬التوافق‭ ‬والتقارب‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المأمولة‭ ‬وأن‭ ‬الاختلافات‭ ‬والتباينات‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬شدتها‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عائقا‭ ‬أمام‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬فالنجاح‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مرتكز‭ ‬أساس‭ ‬هو‭ ‬التوافق‭.‬

خامسا‭: ‬قناعة‭ ‬السلطتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬بأن‭ ‬القنوات‭ ‬الدستورية‭ ‬والآليات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬هي‭ ‬الضمانة‭ ‬والطريق‭ ‬الوحيد‭ ‬لتحقيق‭ ‬المطالب‭ ‬الشعبية‭ ‬ومناقشة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬وأن‭ ‬الجميع‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬لبلوغ‭ ‬الأهداف‭ ‬الطموحة‭ ‬للمشروع‭ ‬التنموي‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬للعمل‭ ‬بإخلاص؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفع‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

ويبقى‭ ‬القول،‭ ‬إن‭ ‬إقرار‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لبرنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬هي‭ ‬بالفعل‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بالخطوة‭ ‬المباركة،‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬ولكنها‭ ‬بداية‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬القادمة‭ ‬سوف‭ ‬تشهد‭ ‬عرض‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للسنتين‭ ‬القادمتين‭ ‬على‭ ‬النواب،‭ ‬ويأمل‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬الايجابية‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والتوافق‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭. ‬إن‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬وفق‭ ‬الأسس‭ ‬والقواعد‭ ‬الدستورية‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يخل‭ ‬بمبدأ‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬السلطات،‭ ‬هي‭ ‬الضمانة‭ ‬الأساسية‭ ‬لنجاح‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬وتعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭.‬