واجه التحديات بعزيمة وقوة لتحقيق إنجاز للكرة البحرينية

علي بن خليفة بحكمة واتزان رفع قبضة الانتصار

| حسن علي

بكبرياء‭ ‬وشموخ‭ ‬ومن‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬كبار‭ ‬الشخصيات‭ ‬باستاد‭ ‬نادي‭ ‬الشارقة‭ ‬يرفع‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬قبضة‭ ‬الانتصار‭ ‬عالية؛‭ ‬فرحا‭ ‬بفوز‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬الهند‭ ‬1‭/‬0،‭ ‬والتأهل‭ ‬لدور‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬بنهائيات‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭.‬

لحظات‭ ‬عصيبة‭ ‬عاشها‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬وجميع‭ ‬الجماهير‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المباراة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬لقاء‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬لكن‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬صعوبة؛‭ ‬لأنه‭ ‬أكد‭ ‬قبل‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الآسيوي‭ ‬بأن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬هو‭ ‬التأهل‭ ‬للدور‭ ‬الثاني،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬أراد‭ ‬ليفي‭ ‬بوعده‭ ‬أمام‭ ‬الشارع‭ ‬الرياضي‭.‬

الوصول‭ ‬لدور‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬كنتيجة‭ ‬لا‭ ‬ترضي‭ ‬تطلعات‭ ‬وآمال‭ ‬الجماهير،‭ ‬لكن‭ ‬الأداء‭ ‬الرجولي‭ ‬أمام‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬التي‭ ‬فازت‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭ ‬2‭/‬1‭ ‬والروح‭ ‬القتالية‭ ‬التي‭ ‬تسلح‭ ‬بها‭ ‬اللاعبون‭ ‬أعادت‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنتخب‭ ‬الواعد‭ ‬ليخرج‭ ‬المنتخب‭ ‬بانطباع‭ ‬إيجابي‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬وارتياح‭ ‬من‭ ‬أدائه‭ ‬الرائع‭.‬

المشاركة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭ ‬كان‭ ‬وراءها‭ ‬قائد‭ ‬متميز‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يحول‭ ‬الصعوبات‭ ‬إلى‭ ‬تحديات‭ ‬والعمل‭ ‬بواقعية‭ ‬ووفق‭ ‬أهداف‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحيط‭ ‬بالكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬انخفاض‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬للاتحاد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعوق‭ ‬تنفيذ‭ ‬خططه‭ ‬وبرامجه‭ ‬بالصورة‭ ‬المطلوبة‭.‬

الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬بحنكته‭ ‬وهدوئه‭ ‬واتزانه‭ ‬وتعامله‭ ‬الراقي‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬لنفسه‭ ‬مكانا‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬منتقديه‭ ‬قبل‭ ‬محبيه،‭ ‬فهل‭ ‬رجل‭ ‬يقود‭ ‬الكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬وسط‭ ‬بحر‭ ‬متلاطم‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬باللعبة‭ ‬وبيئة‭ ‬عمل‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬تنجز‭ ‬فيها،‭ ‬لكنه‭ ‬قبل‭ ‬التحدي‭ ‬ليكسب‭ ‬الرهان‭ ‬بهذا‭ ‬المنتخب‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬لواء‭ ‬الكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وعلى‭ ‬مدار‭ ‬نحو‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الرياضي‭ ‬بدأ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬خطواته‭ ‬بالتدرج‭ ‬ومع‭ ‬دخوله‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تجربة‭ ‬إدارية‭ ‬ثرية‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬الرجل‭ ‬المناسب‭ ‬لرئاسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬بما‭ ‬يمتلكه‭ ‬من‭ ‬نضج‭ ‬وعلاقات‭ ‬واسعة‭ ‬ورؤية‭ ‬وسمات‭ ‬قيادية‭ ‬استطاع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬جميع‭ ‬الضغوطات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والجماهيرية‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬والعمل‭ ‬بصمت‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الضجيج‭ ‬ليرتقي‭ ‬بعمل‭ ‬الاتحاد،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬ندرك‭ ‬بأن‭ ‬الكمال‭ ‬لله‭ ‬وحده،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬اتحاد‭ ‬إلا‭ ‬ويعاني‭ ‬النواقص‭ ‬والعيوب‭.‬

وخلال‭ ‬المشاركة‭ ‬القارية‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بلاعبي‭ ‬المنتخب‭ ‬وتوفير‭ ‬كافة‭ ‬وسائل‭ ‬الدعم‭ ‬لهم،‭ ‬فالجماهير‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬ذهنه‭ ‬بقوة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثمر‭ ‬عن‭ ‬تخصيص‭ ‬ثلاث‭ ‬طائرات‭ ‬لنقل‭ ‬مشجعي‭ ‬الوطن‭ ‬إلى‭ ‬الإمارات‭ ‬بجهود‭ ‬ذاتية‭ ‬من‭ ‬الاتحاد،‭ ‬وكان‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬بقلبه‭ ‬وعقله‭ ‬ومتابعا‭ ‬لكل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭.‬

على‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬مازالت‭ ‬الكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬إنجاز،‭ ‬فما‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬لا‭ ‬يواكب‭ ‬طموحات‭ ‬الجماهير‭ ‬التي‭ ‬تنشد‭ ‬بلوغ‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬والفوز‭ ‬بكأس‭ ‬الخليج،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬الكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬والمنظومة‭ ‬الرياضية‭ ‬برمتها‭ ‬قبل‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬معاناة‭ ‬الأندية‭ ‬وغياب‭ ‬الفكر‭ ‬الاحترافي‭ ‬وعدم‭ ‬تفرغ‭ ‬اللاعبين‭ ‬و‭...‬إلخ‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬المتعددة،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬خافية‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬يحتاج‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬ليقفز‭ ‬بالكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬النجاحات‭ ‬المنشودة،‭ ‬ومع‭ ‬المساندة‭ ‬والرعاية‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بتبنيه‭ ‬مشروع‭ ‬الوصول‭ ‬لمونديال‭ ‬2022‭ ‬أو‭ ‬2026‭ ‬ولقائه‭ ‬وثقته‭ ‬في‭ ‬اللاعبين،‭ ‬فإن‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬القادم‭ ‬أفضل‭ ‬لكرتنا‭ ‬شريطة‭ ‬ألا‭ ‬نعيش‭ ‬على‭ ‬الأمنيات‭ ‬والشعارات‭ ‬البراقة،‭ ‬وإنما‭ ‬العمل‭ ‬والتنفيذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬ودعم‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬في‭ ‬خطواته؛‭ ‬لأنه‭ ‬يعمل‭ ‬بتفان‭ ‬وإخلاص‭ ‬مع‭ ‬باقي‭ ‬إخوانه‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يتعرضون‭ ‬له‭ ‬دوما‭ ‬من‭ ‬انتقادات‭ ‬إعلامية‭ ‬وجماهيرية‭ ‬مشروعة‭.‬