والده أغراه بوسائل الرفاهية فرفض العودة لوالدته

“الشرعية” أقرت بحضانة الأم لابنها

| محرر الشؤون المحلية

أفادت‭ ‬المحامية‭ ‬عائشة‭ ‬آل‭ ‬ثاني‭ ‬بأن‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الشرعية‭ ‬السابعة‭ (‬الدائرة‭ ‬السنية‭) ‬قضت‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬طفل‭ (‬8‭ ‬سنوات‭) ‬لموكلتها،‭ ‬وبرفض‭ ‬دعوى‭ ‬والده‭ ‬بإسقاط‭ ‬الحضانة‭ ‬عن‭ ‬أمه،‭ ‬بعدما‭ ‬أغراه‭ ‬والده‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بالألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬ليبعده‭ ‬عن‭ ‬والدته،‭ ‬مدعيا‭ ‬عدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تربية‭ ‬ابنهما‭ ‬واعتدائها‭ ‬عليه‭ ‬بالضرب‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬إلى‭ ‬شهود‭ ‬الأب‭ ‬المدعي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬أتى‭ ‬معززا‭ ‬لفكرة‭ ‬دمج‭ ‬الطفل‭ ‬مع‭ ‬والدته‭ ‬المدعى‭ ‬عليها،‭ ‬مما‭ ‬يضحى‭ ‬معه‭ ‬طلب‭ ‬والد‭ ‬الطفل‭ ‬وجدته‭ ‬لأبيه‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬خليقا‭ ‬بالرفض‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬الثابت‭ ‬أن‭ ‬الابن‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬8‭ ‬سنوات،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬لاحتياج‭ ‬خدمة‭ ‬النساء،‭ ‬فقد‭ ‬خلت‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬مانع‭ ‬أو‭ ‬سبب‭ ‬لإسقاط‭ ‬الحضانة‭ ‬عنها‭.‬

وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬طالب‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬دعوى‭ ‬بالآتي‭: ‬

1‭. ‬إسقاط‭ ‬حضانة‭ ‬الأم‭ (‬الزوجة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭) ‬لابنهما‭ ‬وضمه‭ ‬إليه‭ ‬ووالدته‭ ‬جدة‭ ‬الطفل‭.‬

2‭. ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بتسليم‭ ‬جميع‭ ‬الأوراق‭ ‬الثبوتية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بابنهما‭ ‬إليه‭.‬

3‭. ‬إلزام‭ ‬المذكورة‭ ‬بالمصاريف‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

ويدعي‭ ‬الأب‭ ‬في‭ ‬دعواه‭ ‬أنه‭ ‬وبصفته‭ ‬زوجا‭ ‬للمدعى‭ ‬عليها‭ ‬فقد‭ ‬تقدم‭ ‬بهذه‭ ‬الدعوى‭ ‬للطلبات‭ ‬سالفة‭ ‬البيان؛‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬والدة‭ ‬ابنه‭ ‬غير‭ ‬أمينة‭ ‬على‭ ‬حضانة‭ ‬ابنهما‭ ‬وغير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تربيته‭ ‬وأنها‭ ‬وأهلها‭ ‬يعتدون‭ ‬عليه‭ ‬بالضرب‭.‬

لكن‭ ‬الأم‭ ‬لم‭ ‬تقبل‭ ‬بهذه‭ ‬الدعوى‭ ‬وتقدمت‭ ‬بدعوى‭ ‬متقابلة‭ ‬ضد‭ ‬زوجها‭ - ‬تطلقا‭ ‬أثناء‭ ‬سريان‭ ‬الدعوى‭ - ‬انتهت‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الآتي‭:‬

1‭. ‬ضم‭ ‬حضانة‭ ‬الابن‭ ‬إليها‭.‬

2‭. ‬إلزام‭ ‬الأب‭ ‬بدفع‭ ‬نفقة‭ ‬ابنه‭ ‬بواقع‭ ‬150‭ ‬دينارا‭ ‬شهريا‭ ‬ومثلها‭ ‬لكسوة‭ ‬العيدين‭ ‬بواقع‭ ‬مرتين‭ ‬بالسنة‭.‬

3‭. ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بدفع‭ ‬نفقة‭ ‬إليها‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬شهريا‭ ‬ومثلها‭ ‬لكسوة‭ ‬العيدين‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬

4‭. ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬القرطاسية‭ ‬لابنه‭ ‬بواقع‭ ‬70‭ ‬دينارا‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬

5‭. ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بدفع‭ ‬بدل‭ ‬السكن‭ ‬شهريا‭ ‬300‭ ‬دينار‭.‬

6‭. ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بدفع‭ ‬الرسوم‭ ‬الدراسية‭ ‬لابنه‭ ‬بواقع‭ ‬2000‭ ‬دينار‭ ‬سنويا‭.‬

7‭. ‬احتياطيا‭: ‬القضاء‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬الابن‭ ‬إلى‭ ‬المدعية‭ ‬الثانية‭ ‬وهي‭ ‬جدته‭ ‬من‭ ‬الأم‭ ‬لأحقيتها‭ ‬بذلك‭.‬

8‭. ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليهما‭ - ‬الأب‭ ‬ووالدته‭ - ‬بالرسوم‭ ‬والمصاريف‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

وشرحت‭ ‬المحامية‭ ‬عائشة‭ ‬آل‭ ‬ثاني‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬الطلبات‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ابن‭ ‬موكلتها‭ ‬يمتنع‭ ‬والده‭ ‬ودون‭ ‬مبرر‭ ‬شرعي‭ ‬عن‭ ‬الإنفاق‭ ‬عليه‭ ‬رغم‭ ‬يساره‭ ‬كونه‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬حكومية‭ ‬براتب‭ ‬736‭ ‬دينارا‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬فعليا‭ ‬في‭ ‬حضانة‭ ‬والده‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬السنة،‭ ‬وأن‭ ‬الأخير‭ ‬استطاع‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬تماما‭ ‬بمختلف‭ ‬الطرق‭ ‬والوسائل،‭ ‬فقد‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬إقناعه‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬معه‭ ‬ومع‭ ‬جدته،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يفارق‭ ‬والدته‭ ‬قط‭ ‬بالسابق‭.‬

وعمد‭ ‬الأب‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬وسائل‭ ‬الرفاهية‭ ‬التي‭ ‬يتمناها‭ ‬أي‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬ألعاب‭ ‬إلكترونية‭ ‬وهواتف‭ ‬ذكية‭ ‬وغيرها،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الابن‭ ‬وبشكل‭ ‬بديهي‭ ‬يرغب‭ ‬بالعيش‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬ويرفض‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬والدته‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭.‬