استخدمت ألوانا أقرب للبيئة الصحراوية الشبيهة بالبحرين ومصر

السويدي تحتفي بالمرأة في “الأقصر الدولي للتصوير”

| خاص

أكدت‭ ‬الناقدة‭ ‬التشكيلية‭ ‬منى‭ ‬عبدالكريم‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬التشكيلية‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬التشكيلية‭ ‬البحرينية‭ ‬مياسة‭ ‬السويدي‭ ‬كانت‭ ‬متأثرة‭ ‬“بتجربة‭ ‬الأقصر‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬العملين‭ ‬اللذين‭ ‬قدمتهما‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬ملتقى‭ ‬الأقصر‭ ‬الدولي‭ ‬للتصوير‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬إذ‭ ‬انها‭ ‬استلهمت‭ ‬العملين‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬المكان،‭ ‬فقد‭ ‬أجادت‭ ‬طرح‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬مفردات‭ ‬المصري‭ ‬القديم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدامها‭ ‬لورق‭ ‬البردي‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬اللوحات،‭ ‬مذكرة‭ ‬إيانا‭ ‬بما‭ ‬تركه‭ ‬لنا‭ ‬المصري‭ ‬القديم‭ ‬من‭ ‬إرث‭ ‬مكتوب،‭ ‬بل‭ ‬وبصري‭ ‬نستعيده‭ ‬بمجرد‭ ‬إثارة‭ ‬الذاكرة‭ ‬البصرية‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬أولها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الألوان‭ ‬التي‭ ‬وظفتها‭ ‬إذ‭ ‬انها‭ ‬حاولت‭ ‬ترك‭ ‬النبات‭ ‬على‭ ‬حالته‭ ‬واستخدمت‭ ‬ألوانا‭ ‬أقرب‭ ‬للبيئة‭ ‬الصحراوية‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬الأقصر‭ ‬بمعابدها‭ ‬وآثارها”‭.‬

منى‭ ‬عبدالكريم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تدير‭ ‬الندوات‭ ‬المصاحبة‭ ‬للمشاركين‭ ‬في‭ ‬الملتقي‭ ‬قالت‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬الفنانة‭ ‬السويدي‭ ‬“وظفت‭ ‬البردي‭ ‬بطريقة‭ ‬الكولاج‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬اللمسات‭ ‬لتحوله‭ ‬على‭ ‬المسطح‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬باقة‭ ‬من‭ ‬الزهور‭ ‬تذكرنا‭ ‬بموتيفة‭ ‬زهرة‭ ‬اللوتس‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬المصري‭ ‬القديم‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬المعابد،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬زهرة‭ ‬وظفها‭ ‬في‭ ‬زخارفه‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬تحمل‭ ‬قدسية‭ ‬خاصة،‭ ‬بل‭ ‬وكانت‭ ‬عنوان‭ ‬الخلق‭ ‬عند‭ ‬المصري‭ ‬القديم،‭ ‬ونرى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الزهور‭ ‬تنبت‭ ‬على‭ ‬المسطح‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬هندسية‭ ‬مثلثة‭ ‬لا‭ ‬تحيلنا‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الأهرامات،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬فلسفة‭ ‬المثلث‭ ‬المحملة‭ ‬بالأسرار‭ ‬على‭ ‬بساطتها‮»‬‭. ‬وتضيف‭ ‬الناقدة‭ ‬مني‭ ‬حول‭ ‬توظيف‭ ‬الخامات‭ ‬عند‭ ‬السويدي‭: ‬‮«‬هي‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬توظف‭ ‬فيها‭ ‬خامة‭ ‬غير‭ ‬معتادة‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬تشكيلية‭ ‬حيث‭ ‬سبق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬وظفت‭ ‬أكياس‭ ‬الشاي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬اللوحات‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬تلك‭ ‬الخامة‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬معان‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالتواصل‭ ‬الإنساني”‭.‬

وعن‭ ‬العمل‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬السويدي‭ ‬في‭ ‬السمبوزيوم‭ ‬باسم‭ ‬“روضة”‭ ‬تقول‭ ‬عبدالكريم‭: ‬“احتفت‭ ‬فيه‭ ‬الفنانة‭ ‬بالإنسان‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬صانع‭ ‬الحضارة،‭ ‬واستعانت‭ ‬بالمرأة‭ ‬كبطلة‭ ‬أساسية‭ ‬لعملها‭ ‬الثاني،‭ ‬واستقت‭ ‬الملامح‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬من‭ ‬مساعدتها‭ ‬المصرية‭ ‬إذ‭ ‬أتاح‭ ‬الملتقى‭ ‬فرصة‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬وطالبات‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة،‭ ‬بمصاحبة‭ ‬الفنانين‭ ‬المخضرمين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الملتقى‭ ‬كتجربة‭ ‬عملية‭ ‬تضيف‭ ‬لمعارفهم‭ ‬الفنية‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬بداية‭ ‬الطريق”،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬“المتأمل‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يلمح‭ ‬ذلك‭ ‬الربط‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬العمل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زهرة‭ ‬اللوتس‭ ‬التي‭ ‬استخدمتها‭ ‬أيضا‭ ‬فوق‭ ‬رأس‭ ‬فتاتها‭ ‬الجميلة‭ ‬بملابسها‭ ‬التي‭ ‬تذكرنا‭ ‬بجمال‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬اهتمت‭ ‬بملبسها‭ ‬وزينتها،‭ ‬كما‭ ‬ظهرت‭ ‬العين‭ ‬واضحة‭ ‬كمدخل‭ ‬أساسي‭ ‬للتواصل،‭ ‬وقد‭ ‬احتضنت‭ ‬المرأة‭ ‬بشموخها‭ ‬وجمالها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخوص‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬لنا‭ ‬فكرة‭ ‬كون‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬الحاضنة‭ ‬وهي‭ ‬البداية‭. ‬

من‭ ‬جهتها‭ ‬أكدت‭ ‬التشكيلية‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الدولية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬“تفتح‭ ‬نافذة‭ ‬عالمية‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الفنانين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬تجاربهم‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬والتحاور‭ ‬الفكري‭ ‬المستمر‭ ‬الذي‭ ‬يثري‭ ‬التجربة‭ ‬الفنية”‭. ‬وكانت‭ ‬السويدي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الملتقي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬19‭ ‬فنانا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ضمن‭ ‬الدورة‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬لملتقى‭ ‬الأقصر‭ ‬الدولي‭ ‬للتصوير‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬قطاع‭ ‬صندوق‭ ‬التنمية‭ ‬الثقافية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬محافظة‭ ‬الاقصر،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سمبوزيوم‭ ‬فني‭ ‬أقيم‭ ‬برعاية‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬المصرية‭ ‬ايناس‭ ‬عبد‭ ‬الدايم‭ ‬لمدة‭ ‬14‭ ‬يوماً‭.‬

وعدت‭ ‬السويدي‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬“مختلفة‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬المكان‭ - ‬محافظة‭ ‬الأقصر‭- ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬آثار‭ ‬عظيمة‭ ‬وكثيرة‭ ‬نسبيا‭ ‬وسبق‭ ‬عملية‭ ‬الرسم‭ ‬برنامج‭ ‬سياحي‭ ‬وثقافي‭ ‬حافل‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الرحلات‭ ‬بهدف‭ ‬مساعدة‭ ‬الفنان‭ ‬لاستلهام‭ ‬الأفكار‭ ‬واستيعاب‭ ‬التاريخ‭ ‬العريق‭ ‬لتلك‭ ‬المنطقة”،‭ ‬مضيفة‭ ‬أنها‭ ‬اختارت‭ ‬الفكرة‭ ‬“بعد‭ ‬زيارة‭ ‬المتحف‭ ‬والمقابر‭ ‬الفرعونية‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ثرية‭ ‬ومبهرة”،‭ ‬لذا‭ ‬قدمت‭ ‬عملين‭ ‬مختلفين‭ ‬تماما‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التقنية‭ ‬والمواد‭. ‬وقالت‭: ‬“اخترت‭ ‬للعمل‭ ‬الأول‭ ‬ورق‭ ‬البردي‭ ‬الذي‭ ‬عرفت‭ ‬به‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية،‭ ‬واستخدمت‭ ‬تقنية‭ ‬الكولاج‭ ‬لرسم‭ ‬زهرة‭ ‬اللوتس‭ ‬التي‭ ‬لاحظت‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعابد‭ ‬الأثرية‭ ‬والنقوش‭ ‬الفرعونية،‭ ‬والعمل‭ ‬الآخر‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬لوحة‭ ‬بألوان‭ ‬الاكريليك‭ ‬سميتها‭ ‬روضة‭ ‬تيمنا‭ ‬باسم‭ ‬طالبة‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تساعدني‭ ‬في‭ ‬الملتقى‭ ‬وهو‭ ‬رسم‭ ‬لفتاة‭ ‬تحمل‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬الحضارة،‭ ‬وترمز‭ ‬للمرأة‭ ‬الفرعونية”‭.‬