السعودية مهد لحضارات ممتدة لآلاف السنين

الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬شتاء‭ ‬طنطورة‭ ‬جسر‭ ‬ثقافي‭ ‬للمستقبل

يضمّ‭ ‬تراث‭ ‬أي‭ ‬أمة‭ ‬ثروة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الآداب‭ ‬والقيم‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والمعارف‭ ‬الشعبية‭ ‬والثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬التشكيلية،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬الاهتمام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الأولويات‭ ‬الملحة‭ ‬على‭ ‬مرّ‭ ‬العصور،‭ ‬فالتراث‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬وعلوم‭ ‬وآداب‭ ‬وفنون‭ ‬ونحوها‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬جيل،‭ ‬ويشكل‭ ‬بدوره‭ ‬“التراث‭ ‬الإنساني”‭ ‬و”التراث‭ ‬الأدبي”‭ ‬و”التراث‭ ‬الشعبي”،‭ ‬ليشمل‭ ‬خلاصة‭ ‬ما‭ ‬تركته‭ ‬الأجيال‭ ‬السالفة‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية،‭ ‬وليكون‭ ‬عبرةً‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬ونهجًا‭ ‬يستقي‭ ‬منه‭ ‬الأبناء‭ ‬الحكمة‭ ‬ليَعبُروا‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الحاضر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭.‬

ومن‭ ‬موقعها‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬تعتبر‭ ‬محافظة‭ ‬العلا‭ ‬عروس‭ ‬الآثار‭ ‬والحضارات‭ ‬القديمة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور،‭ ‬وأحد‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬عالميًّا،‭ ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬وجهة‭ ‬سياحية‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الأول‭ ‬لعشاق‭ ‬المناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬لما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬بيئة‭ ‬خلابة‭ ‬بتنوع‭ ‬غطائها‭ ‬النباتي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مجتمعها‭ ‬الزراعي‭ ‬المستند‭ ‬إلى‭ ‬إرث‭ ‬تاريخي‭ ‬عريق‭.‬

أدركت‭ ‬الهيئة‭ ‬الملكية‭ ‬لمحافظة‭ ‬العلا‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وكرّست‭ ‬جهدها‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تراث‭ ‬المنطقة‭ ‬الغني‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬عام،‭ ‬سطرت‭ ‬البشرية‭ ‬خلالها‭ ‬مسيرتها‭ ‬الحضارات‭ ‬سطرت‭ ‬على‭ ‬واجهات‭ ‬الجبال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العلا،‭ ‬فحولتها‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬مفتوح‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحتويه،‭ ‬ووقفت‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬الحضارات‭ ‬ومهدت‭ ‬الطريق‭ ‬لحضارة‭ ‬المملكة‭ ‬الحالية‭ ‬ومستقبلها‭. ‬وخلال‭ ‬“شتاء‭ ‬طنطورة”‭ ‬الذي‭ ‬تنظمه‭ ‬الهيئة‭ ‬الملكية‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬شاركت‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬السعوديين‭ ‬مسيرة‭ ‬تلك‭ ‬الحضارة‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬الشتوي،‭ ‬حيث‭ ‬جمعوا‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬المعاصر‭ ‬وسحر‭ ‬التاريخ،‭ ‬وهم؛‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬بعمل‭ ‬فني‭ ‬بعنوان‭ ‬“كان‭ ‬حاكمًا”‭ ‬وهو‭ ‬تجميع‭ ‬لصور‭ ‬مجسمات‭ ‬معاصرة‭ ‬للحكام‭ ‬العرب‭ ‬القدامى‭ ‬والتي‭ ‬أخذها‭ ‬من‭ ‬معرض‭ ‬كنوز‭ ‬أثرية‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية”،‭ ‬تم‭ ‬تصويرها‭ ‬بالأشعة‭ ‬السينية‭ (‬الطبية‭) ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬مميزات‭ ‬شبيهة‭ ‬بالإنسان‭ ‬مثل‭ ‬الأسنان‭ ‬والعظام‭. ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬العثمان‭ ‬والنغيمشي‭ ‬والدكتورة‭ ‬زهرة‭ ‬الغامدي‭ ‬وراشد‭ ‬الشعشاعي‭ ‬وناصر‭ ‬السالم‭.‬

استلهم‭ ‬الفنانون‭ ‬أفكار‭ ‬وعناصر‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬وآثار‭ ‬وتراث‭ ‬العلا‭ ‬بهدف‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كنوز‭ ‬تراث‭ ‬العلا‭ ‬العريق،‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬الفترات‭ ‬التاريخية‭ ‬الغابرة‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬لإبراز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬ملامحها‭. ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬الفنان‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬العثمان‭ ‬اسم‭ ‬“الصخرة”،‭ ‬وهي‭ ‬صندوق‭ ‬زجاجي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬صخرة‭ ‬كبيرة‭ ‬مزود‭ ‬بمؤثرات‭ ‬صوتية‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬على‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬بين‭ ‬جبال‭ ‬العلا،‭ ‬لنعيش‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تجربة‭ ‬الانتقال‭ ‬عبر‭ ‬الحضارات‭ ‬القديمة‭ ‬باستخدام‭ ‬الأصوات‭ ‬الطبيعية‭ ‬بين‭ ‬الكهوف‭ ‬والجبال‭ ‬والمزارع‭ ‬والبيوت‭ ‬التراثية‭ ‬وصوت‭ ‬الناقة‭ ‬وهمس‭ ‬الليل‭. ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬العثمان‭: ‬“السماع‭ ‬منشأ‭ ‬الوجود،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬موجود‭ ‬يهتز”‭.‬

كما‭ ‬شارك‭ ‬العثمان‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬آخر‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬“قسطرة‭ ‬القلب”‭ ‬يتشارك‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬ويتفاعل‭ ‬مع‭ ‬التراث‭ ‬المعماري‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬العلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬معاصر‭ ‬يتناول‭ ‬فكرة‭ ‬“إنعاش‭ ‬للبيوت‭ ‬التراثية”،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬القسطرة‭ ‬لإعادة‭ ‬إحياء‭ ‬قلب‭ ‬المدينة‭. ‬وعبّر‭ ‬الفنان‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬باستخدام‭ ‬التغليف‭ ‬الكامل‭ ‬بالقصدير‭ ‬لبيت‭ ‬تراثي،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬الأضواء‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬بشكل‭ ‬ملهم‭.‬

أما‭ ‬الفنانة‭ ‬زهرة‭ ‬الغامدي‭ ‬فشاركت‭ ‬بـــ‭ ‬“نمو‭ ‬يتسارع”‭ ‬مصنوع‭ ‬من‭ ‬الجلد‭ ‬الطبيعي‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الحجرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬العلا‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬نقوش،‭ ‬ليجسد‭ ‬النمو‭ ‬والتطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الأثرية‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬العلا‭. ‬واستخدم‭ ‬الفنان‭ ‬أسلوب‭ ‬الرمزية‭ ‬التعبيرية‭ ‬لنمو‭ ‬الأحجار‭ ‬بفعل‭ ‬العوامل‭ ‬والمؤثرات‭ ‬المختلفة‭ ‬سواء‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتاريخية‭ ‬المحيطة‭ ‬بالمنطقة‭. ‬أما‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬“الطفل‭ ‬العملاق‭ ‬يصنع‭ ‬المدينة”،‭ ‬فقد‭ ‬استخدم‭ ‬الفنان‭ ‬راشد‭ ‬الشعشعي‭ ‬في‭ ‬تجهيزه‭ ‬مواد‭ ‬مختلفة‭ ‬وصورًا‭ ‬مخصصة‭ ‬ليخدم‭ ‬المعاني‭ ‬المفاهيمية‭ ‬لتعريف‭ ‬الإشارات‭ ‬المتلقاة‭ ‬يوميًّا،‭ ‬ويبتكر‭ ‬ما‭ ‬يصفه‭ ‬بـ“الحقل‭ ‬الدلالي”‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬من‭ ‬تساؤلات‭ ‬فلسفية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬تلك‭ ‬التساؤلات‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬الإنساني‭ ‬والوظائف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬اختبارها‭. ‬ويسعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أشكاله‭ ‬الملهمة‭ ‬أن‭ ‬يدعو‭ ‬المتفرج‭ ‬للارتباط‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬بالدلالات‭ ‬الدنيوية‭ ‬وذلك‭ ‬لتسهيل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يشكّل‭ ‬اضطرابًا‭ ‬أثناء‭ ‬المشاهدة‭. ‬ويُجسّد‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬أحد‭ ‬خيالات‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬صغره‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬عملاقًا‭ ‬يستطيع‭ ‬بناء‭ ‬المدينة‭ ‬بيديه‭. ‬هذه‭ ‬الدهشة‭ ‬عادت‭ ‬للفنان‭ ‬حين‭ ‬زار‭ ‬العلا‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬وشاهد‭ ‬جبالها‭ ‬العظيمة‭ ‬وآثارها‭ ‬الشامخة‭ ‬وكيف‭ ‬استطاع‭ ‬البشر‭ ‬نحت‭ ‬الجبال‭ ‬قبل‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬وتخليد‭ ‬آثارهم‭.‬

مدينة‭ ‬الطفل‭ ‬العملاق‭ ‬للفنان‭ ‬راشد‭ ‬الشعشعي‭ ‬فعبارة‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬معاصر‭ ‬يحاكي‭ ‬مجسمات‭ ‬الرمل‭ ‬التي‭ ‬يصنعها‭ ‬الأطفال‭ ‬ويجمع‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬النمط‭ ‬المعماري‭ ‬المعاصر‭ ‬وروح‭ ‬الآثار‭ ‬الخالدة‭ ‬في‭ ‬العلا،‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬يثبت‭ ‬وجود‭ ‬الطفل‭ ‬العملاق‭ ‬ولكنه‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬ضخامة‭ ‬أحلامنا‭.‬

أما‭ ‬الفنان‭ ‬ناصر‭ ‬السالم،‭ ‬فيقدم‭ ‬عملاً‭ ‬فنيًّا‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬“يتباهون‭ ‬في‭ ‬البنيان”،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬مبني‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬الكلمة‭ ‬العربية‭ ‬المكتوبة،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬الفنان‭ ‬نفسه‭ ‬خطاطا،‭ ‬وتهدف‭ ‬ممارساته‭ ‬الفنية‭ ‬لدفع‭ ‬حدود‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي‭ ‬القديم‭ ‬عبر‭ ‬إعادة‭ ‬اختراعه‭ ‬وتطبيقه‭ ‬بأساليب‭ ‬ووسائل‭ ‬غير‭ ‬تقليدية،‭ ‬وأيضًا‭ ‬عبر‭ ‬استكشاف‭ ‬إمكانياته‭ ‬ونواحيه‭ ‬المفاهيمية‭.‬

ويسعى‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬القديمة‭ ‬والمدن‭ ‬المعاصرة،‭ ‬فهناك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المعمار‭ ‬“المخطط‭ ‬الشامل‭ ‬للمدينة”‭ ‬الذي‭ ‬يخضع‭ ‬الجميع‭ ‬لقوانينها‭ ‬ومعاييرها‭. ‬فبحسب‭ ‬السالم،‭ ‬فإن‭ ‬دورة‭ ‬حياة‭ ‬المدن‭ ‬تشبه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬دورة‭ ‬حياة‭ ‬البشر‭ ‬وتقلبات‭ ‬هوياتهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬جديد‭ ‬للهوية‭ ‬العمرانية‭ ‬وتعريف‭ ‬أكثر‭ ‬واقعية‭ ‬للعمارة‭ ‬والمدنية‭ ‬والدلالات‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬يوحيان‭ ‬بها‭. ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬مهد‭ ‬للحضارات‭ ‬الممتدة‭ ‬لآلاف‭ ‬السنين،‭ ‬يستقي‭ ‬حاضرها‭ ‬من‭ ‬ماضيها‭ ‬ليبشّر‭ ‬بمستقبل‭ ‬مزدهر،‭ ‬وتُبرز‭ ‬الفعاليات‭ ‬التراثية‭ ‬مثل‭ ‬“شتاء‭ ‬طنطورة”‭ ‬مدى‭ ‬إدراك‭ ‬المملكة‭ ‬للقيمة‭ ‬الفكرية‭ ‬والحضارية‭ ‬للتراث‭ ‬البشري،‭ ‬فلا‭ ‬حضارة‭ ‬بدون‭ ‬تراث‭ ‬لأنها‭ ‬ستصبح‭ ‬حضارة‭ ‬طُفيلية‭ ‬ترتوي‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬الآخر‭.‬