في جلسة “منتدى البحرين للكتاب”

خليفة يقدم قراءته في “فن الشعر”

أقام‭ ‬مركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي‭ ‬اللقاء‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬منتدى‭ ‬البحرين‭ ‬للكتاب،‭ ‬حيث‭ ‬قدم‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬قراءته‭ ‬التحليلية‭ ‬لكتاب‭ ‬“فن‭ ‬الشعر”‭ ‬الذي‭ ‬ألفه‭ ‬إحسان‭ ‬عباس،‭ ‬وأدار‭ ‬الجلسة‭ ‬الأديب‭ ‬د‭. ‬علوي‭ ‬الهاشمي،‭ ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬والشعراء‭ ‬والمثقفين‭ ‬والمهتمين‭.‬

وقال‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬قراءته‭ ‬بأن‭ ‬“الكتاب‭ ‬يعتبر‭ ‬محاولة‭ ‬مبسطة‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬القصيدة‭ ‬الشعرية‭ ‬وفهم‭ ‬بنيتها،‭ ‬وتقديم‭ ‬الأحكام‭ ‬النقدية‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الشعرية‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬العالم”،‭ ‬موضحا‭ ‬بأنه‭ ‬يقدم‭ ‬صورة‭ ‬لقراءات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬متباعدة‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم،‭ ‬مع‭ ‬تحليل‭ ‬المدارس‭ ‬والمذاهب‭ ‬الشعرية‭ ‬التي‭ ‬تعاصر‭ ‬كل‭ ‬حقبة،‭ ‬مع‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬الاتجاهات‭ ‬والآراء‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬كل‭ ‬مدرسة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤلف‭ ‬قام‭ ‬بمجهود‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬وتنسيق‭ ‬وجمع‭ ‬المادة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬جعلها‭ ‬مادة‭ ‬متسقة‭ ‬ويسيرة‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬القارئ‭ ‬العادي‭ ‬والمهتم‭ ‬في‭ ‬طبعته‭ ‬الثانية،‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬مركبة‭ ‬وصعبة‭ ‬الاستيعاب‭ ‬في‭ ‬الطبعة‭ ‬الأولى‭.‬

وبين‭ ‬بأن‭ ‬مادة‭ ‬الكتاب،‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬266‭ ‬صفحة،‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أقسام‭ ‬وهي‭ ‬تطور‭ ‬النظرية‭ ‬الشعرية،‭ ‬أسس‭ ‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الشعرية،‭ ‬فصل‭ ‬في‭ ‬نقد‭ ‬الشعر‭. ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقسيم‭ ‬يساعد‭ ‬القارئ‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬بناء‭ ‬القصيدة،‭ ‬فمع‭ ‬فهم‭ ‬القارئ‭ ‬لجذور‭ ‬وتشكيلة‭ ‬النظرية‭ ‬الشعرية‭ ‬العالمية،‭ ‬فإن‭ ‬القسم‭ ‬الثاني‭ ‬يضع‭ ‬القارئ‭ ‬وسط‭ ‬جدليات‭ ‬وصراعات‭ ‬المدارس‭ ‬والمذاهب‭ ‬الشعرية‭ ‬الشهيرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لفهم‭ ‬توجهات‭ ‬كل‭ ‬مدرسة‭ ‬وروادها‭ ‬وعوامل‭ ‬نشؤها‭ ‬وأبرز‭ ‬أطروحاتها،‭ ‬ويلي‭ ‬ذلك‭ ‬القسم‭ ‬الذي‭ ‬خصصه‭ ‬المؤلف‭ ‬كدراسة‭ ‬نقدية‭ ‬عملية‭ ‬واسعة‭ ‬للمدارس‭ ‬الشعرية‭ ‬المختلفة‭.‬

واستعرض‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬نماذج‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الاطروحات‭ ‬الشعرية‭ ‬العالمية،‭ ‬مع‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬المحلية‭ ‬والاستشهاد‭ ‬بقصائد‭ ‬وأبيات‭ ‬بحرينية‭ ‬مختلفة‭. ‬وبين‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مدارس‭ ‬تتبنى‭ ‬توجه‭ ‬أن‭ ‬الشعر‭ ‬هو‭ ‬إبداع‭ ‬متفرد‭ ‬لذات‭ ‬الشاعر‭ ‬مقدما‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬ارضاء‭ ‬جمهوره،‭ ‬بتعليل‭ ‬أن‭ ‬الشعر‭ ‬هو‭ ‬سرد‭ ‬جياش‭ ‬للعواطف،‭ ‬ليس‭ ‬ملزما‭ ‬ان‭ ‬يصلح‭ ‬المجتمع‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تعبير‭ ‬للذات‭ ‬ووصف‭ ‬للحال‭. ‬وأوضح‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مذاهب‭ ‬تبين‭ ‬بأن‭ ‬مهمة‭ ‬الشعر‭ ‬التهذيب‭ ‬والتعليم‭ ‬والإصلاح‭ ‬وليس‭ ‬للمتعة‭ ‬فحسب،‭ ‬مما‭ ‬يوسع‭ ‬دائرة‭ ‬التأثير‭ ‬لتشمل‭ ‬تأثير‭ ‬مجتمعي‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬فردي‭. ‬كما‭ ‬ذكر‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مدارس‭ ‬قدمت‭ ‬قراءاتها‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬بيئة‭ ‬الشاعر‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مدارس‭ ‬تتبنى‭ ‬فكرة‭ ‬البنيوية‭ ‬الشعرية‭ ‬وتحليل‭ ‬المادة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النظر‭ ‬لبيئة‭ ‬تكوينها‭. ‬وأضاف‭ ‬في‭ ‬قراءته‭ ‬للكتاب‭ ‬بأن‭ ‬الشعر‭ ‬يعد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬وسيلة‭ ‬لكشف‭ ‬الحقائق،‭ ‬فهو‭ ‬صديق‭ ‬للتاريخ‭ ‬والفن،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يختلف‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وأنه‭ ‬انعكاس‭ ‬لواقع‭ ‬أكثر‭ ‬عمومية،‭ ‬وتعبير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬للحال‭.‬

وذكر‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬تقديمه‭ ‬سيرة‭ ‬المؤلف‭ ‬إحسان‭ ‬عباس،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬بأنه‭ ‬ناقد‭ ‬ومحقق‭ ‬وأديب‭ ‬وشاعر‭ ‬وفيلسوف‭ ‬ومؤرخ‭ ‬فلسطيني،‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬عين‭ ‬غزال‭ ‬في‭ ‬حيفا‭ ‬سنة‭ ‬1920م‭. ‬عمل‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬ثم‭ ‬التحق‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬عام‭ ‬1948م‭ ‬حيث‭ ‬نال‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬الادب‭ ‬العربي‭ ‬فالماجستير‭ ‬ثم‭ ‬الدكتوراه‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬عباس‭ ‬كان‭ ‬غزير‭ ‬الإنتاج‭ ‬تأليفا‭ ‬وتحقيقا‭ ‬وترجمة‭ ‬من‭ ‬لغة‭ ‬إلى‭ ‬لغة،‭ ‬فقد‭ ‬ألف‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬25‭ ‬مؤلفا‭ ‬بين‭ ‬النقد‭ ‬الأدبي‭ ‬والسيرة‭ ‬والتاريخ،‭ ‬وحقق‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬52‭ ‬كتابا‭ ‬من‭ ‬أمهات‭ ‬كتب‭ ‬التراث،‭ ‬وله‭ ‬12‭ ‬ترجمة‭ ‬في‭ ‬الادب‭ ‬والنقد‭ ‬والتاريخ‭. ‬كان‭ ‬مقلا‭ ‬في‭ ‬شعر‭ ‬لظروفه‭ ‬الخاصة‭ ‬كونه‭ ‬معلما‭ ‬وأستاذا‭ ‬جامعيا،‭ ‬وقد‭ ‬أخذه‭ ‬البحث‭ ‬الجاد‭ ‬والإنتاج‭ ‬النقدي‭ ‬الغزير‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬الشعر‭ ‬والتفرغ‭ ‬له‭.‬