غرس المواطنة الصالحة ودعم الثقافة الوطنية لدى أبنائنا

من‭ ‬المسلَّم‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬يوجد‭ ‬بداخل‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬الحب‭ ‬والانتماء‭ ‬والغيرة‭ ‬على‭ ‬وطنه،‭ ‬فحب‭ ‬الوطن‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬العلاقات‭ ‬وأجلها،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يشوبها‭ ‬أي‭ ‬كره‭ ‬أو‭ ‬خيانة‭ ‬أو‭ ‬مضرة‭ ‬مما‭ ‬يضر‭ ‬أمن‭ ‬الوطن‭ ‬وقيمه‭ ‬ومنجزاته‭.‬

فالوطن‭ ‬هو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬ولدنا‭ ‬فيه‭ ‬وترعرعنا‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬وتشرفنا‭ ‬بحمل‭ ‬هويته،‭ ‬فقدم‭ ‬لنا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬واهتمام‭ ‬وعيش‭ ‬كريم‭ ‬وآمن‭ ‬وتعليم‭ ‬وسكن،‭ ‬مما‭ ‬يتوجب‭ ‬علينا‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬والعرفان‭ ‬وذلك‭ ‬بالمساهمة‭ ‬في‭ ‬إعلاء‭ ‬شأنه‭ ‬وبناء‭ ‬ورفعته‭ ‬والتضحية‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬كان‭.‬

وبالطبع‭ ‬يلعب‭ ‬الوالدان‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬الدور‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الأبناء‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تربيتهم‭ ‬على‭ ‬التربية‭ ‬الصالحة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬وأسس‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن،‭ ‬وأن‭ ‬حبه‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭ ‬والأخلاق،‭ ‬وتعويدهم‭ ‬على‭ ‬التضحية‭ ‬والعطاء‭ ‬في‭ ‬سبيله،‭ ‬فالوالدين‭ ‬هم‭ ‬قدوة‭ ‬لأبنائهم،‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يطلعوا‭ ‬الأبناء‭ ‬على‭ ‬منجزات‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة‭ ‬وتبيان‭ ‬مدى‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬توفير‭ ‬مختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬والبرامج‭ ‬والفعاليات‭ ‬والأصعدة‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الآباء‭ ‬إشراك‭ ‬أبناءهم‭ ‬في‭ ‬الاحتفالات‭ ‬الوطنية‭ ‬وتعويدهم‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬علم‭ ‬المملكة‭ ‬وحفظ‭ ‬الأناشيد‭ ‬والأغاني‭ ‬الوطنية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إشراكهم‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬لهم‭ ‬فرصة‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬حبهم‭ ‬لوطنهم‭ ‬كمسابقات‭ ‬الكتابة‭ ‬والرسم،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬التطوعية،‭ ‬واصطحابهم‭ ‬للأماكن‭ ‬والجهات‭ ‬التي‭ ‬تعمق‭ ‬مفاهيم‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬وتبرز‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

ويبرز‭ ‬دور‭ ‬الجهات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمعلمين،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬البيئة‭ ‬المدرسية‭ ‬امتدادا‭ ‬للبيئة‭ ‬المنزلية،‭ ‬فالمدرسة‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬وتنشئة‭ ‬أبناء‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد‭ ‬وغرس‭ ‬المواطنة‭ ‬الصالحة‭ ‬ودعم‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭ ‬والطالبات،‭ ‬فنلاحظ‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬وهي‭ ‬تزود‭ ‬الطلبة‭ ‬بمواد‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والتاريخية‭ ‬لتسهم‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬الوطني،‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬خدمة‭ ‬المواطن،‭ ‬وإفشاء‭ ‬قيم‭ ‬التعاون‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬البرامج‭ ‬والفعاليات‭ ‬المدرسية‭ ‬الهادفة‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفال‭ ‬دور‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والجمعيات‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬والشخصيات‭ ‬العامة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مبادئ‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬لدى‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬فكلا‭ ‬حسب‭ ‬موقعه‭ ‬يقوم‭ ‬بواجبه‭ ‬في‭ ‬إعلاء‭ ‬قيم‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬والذود‭ ‬عنه،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬المواطنون‭ ‬الكرماء‭ ‬مدى‭ ‬حبهم‭ ‬وولائهم‭ ‬لمملكتهم‭ ‬العزيزة‭ ‬ولمليكهم‭ ‬المفدى‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬والفعاليات‭.‬