نمشي مع الحق ولا نقبل التحشيد ضد أي طرف

مدير “حماية المستهلك”: نحسب علبة “الكلينكس” ورقة ورقة

| سعيد محمد من المصلى

رفع‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬بوزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬سنان‭ ‬الجابري‭ ‬علبة‭ ‬محارم‭ ‬ورقية‭ ‬أمام‭ ‬حضور‭ ‬محاضرة‭ ‬نظمها‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬مؤخرا‭ ‬بعنوان‭ ‬“حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬البحريني”،‭ ‬متسائلًا‭ ‬“العلبة‭ ‬مكتوب‭ ‬عليها‭ ‬أنها‭ ‬تحتوي‭ ‬120‭ ‬ورقة‭ ‬منديل،‭ ‬فهل‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القاعة‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرقم‭ ‬حقيقي؟”‭ ‬ليجيب‭ ‬بأن‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬يسعون‭ ‬لتحقيق‭ ‬الطمأنينة‭ ‬للمستهلك،‭ ‬وهناك‭ ‬موظفون‭ ‬يقومون‭ ‬فعليًا‭ ‬بعد‭ ‬المناديل‭ ‬ورقة‭ ‬ورقة‭ ‬لتتطابق‭ ‬مع‭ ‬البيانات‭ ‬المكتوبة‭ ‬على‭ ‬العلبة‭.‬

وقال‭ ‬الجابري‭ ‬في‭ ‬المحاضرة‭ ‬التي‭ ‬أدارتها‭ ‬عضو‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬جميلة‭ ‬الوطني،‭ ‬إن‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬ليسوا‭ ‬أصحاب‭ ‬بطولات‭ ‬بل‭ ‬أصحاب‭ ‬تكليف‭ ‬يقومون‭ ‬بدورهم،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يشعر‭ ‬بهم‭ ‬أحد،‭ ‬حين‭ ‬يزورون‭ ‬المصانع‭ ‬والوحدات‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬فيما‭ ‬ساق‭ ‬مثالًا‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬قنينة‭ ‬مياه‭ ‬معدنية‭ ‬زنة‭ ‬330‭ ‬ملم‭ ‬وعليها‭ ‬بطاقة‭ ‬بيانات‭ ‬ونسبة‭ ‬المواد‭ ‬كالصوديوم‭ ‬والمغنسيوم‭ ‬والفلورياد‭ ‬وغيرها،‭ ‬فهذه‭ ‬المواد‭ ‬ونسبها‭ ‬لم‭ ‬توضع‭ ‬اعتباطًا‭ ‬بل‭ ‬وضعها‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬والقطاع‭ ‬التجاري‭ ‬المزود‭ ‬ملتزم‭ ‬بمواصفات‭ ‬هذه‭ ‬السلعة،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬أي‭ ‬إخلال‭ ‬بهذه‭ ‬النسب‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المستهلك،‭ ‬ليلفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كمًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬يلزم‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬ومحتوياتها،‭ ‬وهذه‭ ‬المهمة‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬موظفو‭ ‬الإدارة‭.‬

وأعاد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬عدة‭ ‬حين‭ ‬انتشر‭ ‬مرض‭ ‬“جنون‭ ‬البقر”‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬اتخذت‭ ‬وقتها،‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬إجراءات‭ ‬لمنع‭ ‬استيراد‭ ‬لحوم‭ ‬الأبقار،‭ ‬فإدارة‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬من‭ ‬مصلحتها‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬العلاقة‭ ‬متزنة‭ ‬بين‭ ‬المستهلك‭ ‬والتاجر‭ ‬والمنتج؛‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الاتزان‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬واستقرار‭ ‬السوق،‭ ‬وينعكس‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬وسلامته‭.‬

واستعرض‭ ‬الجابري‭ ‬نصوصًا‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك؛‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬رقابة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المنافذ‭ ‬أو‭ ‬الرقابة‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬والرقابة‭ ‬الشعبية‭ ‬كذلك‭ ‬كون‭ ‬رقابة‭ ‬الجمهور‭ ‬تعتبر‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الأهمية،‭ ‬لاسيما‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بمستوى‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬الوعي‭.‬

وزاد‭: ‬“نمشي‭ ‬مع‭ ‬الحق‭ ‬أينما‭ ‬مال‭... ‬مع‭ ‬التاجر‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬الحق‭ ‬معه،‭ ‬ومع‭ ‬المستهلك‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬الحق‭ ‬معه”،‭ ‬فهناك‭ ‬ممارسات‭ ‬يومية‭ ‬نرفضها‭ ‬كأن‭ ‬يساء‭ ‬الظن‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري،‭ ‬وكذلك‭ ‬نرفض‭ ‬أن‭ ‬يساء‭ ‬الظن‭ ‬في‭ ‬المستهلك،‭ ‬ولا‭ ‬نقبل‭ ‬التحشيد‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬ضد‭ ‬آخر،‭ ‬فالتاجر‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أخاك‭ ‬أو‭ ‬قريبك‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قريبتك‭ ‬التي‭ ‬تبيع‭ ‬سلعها‭ ‬عبر‭ ‬“الانستغرام”،‭ ‬فنعمل‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التواطؤ‭.‬

وأثار‭ ‬المحاضر‭ ‬دهشة‭ ‬الحضور‭ ‬حينما‭ ‬عرض‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬لمن‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ (‬في‭ ‬الحال‭) ‬هاتف‭ ‬جوال‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬“الطابوقة”،‭ ‬وأخرج‭ ‬محفظته‭ ‬ليرفع‭ ‬المبلغ‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬دينارًا‭ ‬لمن‭ ‬يحمل‭ ‬معه‭ ‬هاتف‭ ‬“الطابوقة”،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬طرازات‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬التسعينات،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬فقط‭ ‬أجاب‭ ‬بأن‭ ‬لديه‭ ‬واحدًا‭ ‬“في‭ ‬المنزل”‭! ‬فيما‭ ‬تساءل‭ ‬آخر‭ ‬“شنو‭ ‬هاتف‭ ‬الطابوقة؟”‭.‬

وأراد‭ ‬الجابري‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬“العرض”‭ ‬شرح‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الأسواق‭ ‬حيث‭ ‬تفرض‭ ‬السلع‭ ‬والمنتجات‭ ‬نفسها‭ ‬وبالتالي‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬وعي‭ ‬المستهلك‭ ‬وكذلك‭ ‬تطوير‭ ‬القوانين‭ ‬وتعديلها،‭ ‬ذاكرًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬حقوق‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬قدمته‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬لكنه‭ ‬رأى‭ ‬النور‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬العام‭ ‬2012،‭ ‬فالقوانين‭ ‬التجارية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬متتابعة؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لتطور‭ ‬الأسواق‭.‬

ففي‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬اليوم،‭ ‬إذ‭ ‬يستطيع‭ ‬المستهلك‭ ‬شراء‭ ‬السلع‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬“في‭ ‬آخر‭ ‬الدنيا”‭ ‬وتصله‭ ‬بسعر‭ ‬وجودة‭ ‬أفضل‭ ‬ربما‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬متوفر‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أيام،‭ ‬لذلك،‭ ‬فقد‭ ‬أخذ‭ ‬القانون‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬ليصدر‭ ‬برؤية‭ ‬تناسب‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬وتصلح‭ ‬للعام‭ ‬2012‭.‬

وأكد‭ ‬الحاجة‭ ‬الدائمة‭ ‬لزيادة‭ ‬جرعات‭ ‬توعية‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المستهلكين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يصدقون‭ ‬المعلومات‭ ‬دون‭ ‬التثبت‭ ‬من‭ ‬حقوقهم،‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬ضرورة‭ ‬فهم‭ ‬تلك‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المعاملات‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬المعاملة‭ ‬مع‭ ‬الأقارب،‭ ‬مختصرًا‭ ‬الشرح‭ ‬بالقول‭ ‬“حتى‭ ‬حينما‭ ‬تشتري‭ ‬سلعة‭ ‬من‭ ‬أخيك‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬أقربائك‭ ‬فأطلب‭ ‬رصيدًا‭ ‬وشهادة‭ ‬ضمان‭ ‬لتحفظ‭ ‬حقوقك‭ ‬وحقوقه”‭.‬