الجمعية انحرفت في ممارسة نشاطها السياسي

“التمييز”: حل وتصفية أموال “وعد”

| عباس إبراهيم

رفضت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬الطعن‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الديمقراطي‭ ‬“وعد”‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬سابقا‭ ‬بحل‭ ‬الجمعية‭ ‬وتصفية‭ ‬أموالها‭ ‬وأيلولتها‭ ‬لخزينة‭ ‬الدولة،‭ ‬وأيدت‭ ‬الحكم‭ ‬سالف‭ ‬البيان‭ ‬بحقها‭.‬

وكانت‭ ‬رفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬طلبا‭ ‬مستعجلا‭ ‬بوقف‭ ‬تنفيذ‭ ‬حكم‭ ‬حل‭ ‬الجمعية،‭ ‬وأمرت‭ ‬بإعادة‭ ‬الملف‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭ ‬الفني‭ ‬لإيداع‭ ‬مذكرة‭ ‬برأيهم‭ ‬القانونية‭ ‬حول‭ ‬الطعن‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬وكيل‭ ‬الجمعية،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أيدت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬الثانية‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف،‭ ‬صرحت‭ ‬عقب‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بأن‭ ‬المحكمة‭ ‬المذكورة‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬المخالفات‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬جمعية‭ ‬“وعد”‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الجسامة‭ ‬بمكان؛‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬فيها‭ ‬والتي‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬المجتمع‭ ‬واستقراره،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يغدو‭ ‬معه‭ ‬طلب‭ ‬حل‭ ‬الجمعية‭ ‬المستأنفة‭ ‬قائما‭ ‬على‭ ‬سنده‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬القضاء‭ ‬بحلها‭ ‬وتصفية‭ ‬أموالها‭ ‬وأيلولتها‭ ‬إلى‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة‭. ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬سالف‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬قامت‭ ‬عبر‭ ‬حسابها‭ ‬الرسمي‭ ‬علي‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬بإطلاق‭ ‬وصف‭ ‬“شهداء‭ ‬الوطن”‭ ‬على‭ ‬جناة‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬شأنهم‭ ‬حكم‭ ‬بات‭ ‬بالإعدام‭ ‬بعد‭ ‬استهدافهم‭ ‬لقوات‭ ‬الشرطة‭ ‬بعبوة‭ ‬متفجرة‭ ‬نجم‭ ‬عنها‭ ‬مقتل‭ ‬3‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬مخالفة‭ ‬لنص‭ ‬المادة‭ (‬6‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية،‭ ‬والتي‭ ‬توجب‭ ‬علي‭ ‬الجمعية‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬وأمن‭ ‬المملكة،‭ ‬وصون‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬بجميع‭ ‬أشكاله‭. ‬وتابعت،‭ ‬أن‭ ‬“وعد”‭ ‬أكدت‭ ‬وقوفها‭ ‬وتضامنها‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬“الوفاق‭ ‬الوطني‭ ‬الإسلامية”،‭ ‬وهي‭ ‬جمعية‭ ‬منحلة‭ ‬بموجب‭ ‬حكم‭ ‬قضائي‭ ‬أدانها‭ ‬بالطعن‭ ‬في‭ ‬شرعية‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والانحراف‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬نشاطها‭ ‬السياسي‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬وتشجيع‭ ‬المسيرات‭ ‬والاعتصامات‭ ‬الجماهيرية‭ ‬بما‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬فتنة‭ ‬طائفية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬أيضا‭ ‬مخالفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬لنص‭ ‬المادة‭ (‬4‭) ‬فقرة‭ (‬7‭)‬،‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر،‭ ‬والتي‭ ‬تحظر‭ ‬عليها‭ ‬الارتباط‭ ‬أو‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬أية‭ ‬قوى‭ ‬سياسية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬معاداة‭ ‬أو‭ ‬مناهضة‭ ‬المبادئ‭ ‬أو‭ ‬القواعد‭ ‬أو‭ ‬الأحكام‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬أو‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تضامن‭ ‬الجمعية‭ ‬المذكورة‭ ‬مع‭ ‬جمعيات‭ ‬أخرى‭ ‬“رفضها‭ ‬لدستور‭ ‬2002‭ ‬واعتباره‭ ‬ساقطا‭ ‬وأنه‭ ‬دستور‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭..‬”،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تنكره‭ ‬أو‭ ‬تدحضه‭ ‬الجمعية،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬انحرافها‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬نشاطها‭ ‬السياسي‭ ‬بتصريحات‭ ‬وبيانات‭ ‬صادرة‭ ‬عنها،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬الإضرار‭ ‬بالمصالح‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬وزعزعة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬اعترافها‭ ‬بدستور‭ ‬المملكة‭ ‬ورفضها‭ ‬إياه‭ ‬بعبارات‭ ‬تحمل‭ ‬معنى‭ ‬الإهانة‭ ‬والتجريح‭ ‬بما‭ ‬يعد‭ ‬تطاولا‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المنوط‭ ‬بها‭ ‬وضع‭ ‬وإعداد‭ ‬الدستور‭.‬