الاحتجاجات تدخل شهرها الثاني والشرطة تفرق “مسيرة البرلمان”

الرئيس السوداني: مندسون يقتلون المتظاهرين

| الخرطوم ـ وكالات

أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬عمر‭ ‬البشير،‭ ‬أمس‭ ‬الاحد،‭ ‬وجود‭ ‬مندسين‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬المتظاهرين‭ ‬يقومون‭ ‬بعمليات‭ ‬قتل‭ ‬لإثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬“قوى‭ ‬معادية‭ ‬للإسلام‭ ‬تتآمر‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬السودان”،‭ ‬محذراً‭ ‬“الشباب‭ ‬من‭ ‬المتاجرة‭ ‬بهم”‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬“مبادئ‭ ‬الحكم‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬السلطة”‭. ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬أثناء‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬النيل‭ ‬الأبيض‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عناصر‭ ‬مندسة‭ ‬داخل‭ ‬المظاهرات‭ ‬تقوم‭ ‬بقتل‭ ‬المتظاهرين‭ ‬باستخدام‭ ‬“أسلحة‭ ‬لا‭ ‬يملكها‭ ‬الجيش‭ ‬أو‭ ‬الشرطة”‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬“الطبيب‭ ‬الذي‭ ‬قُتل‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬مؤخرا‭ ‬سقط‭ ‬ضحية‭ ‬بعض‭ ‬المندسين‭ ‬في‭ ‬التظاهرات”‭.‬

وكشف‭ ‬عن‭ ‬“اعتقال‭ ‬عناصر‭ ‬تابعة‭ ‬لحركة‭ ‬متمردة‭ ‬في‭ ‬دارفور”،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬العناصر‭ ‬اعترفت‭ ‬خلال‭ ‬التحقيقات‭ ‬بقتل‭ ‬المتظاهرين‭.‬

وأعلن‭ ‬أن‭ ‬“الشباب‭ ‬خرجوا‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬لكن‭ ‬قوى‭ ‬تخريبية‭ ‬اندست‭ ‬وسطهم‭ ‬لنشر‭ ‬الفوضى”‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬“صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقرر‭ ‬من‭ ‬يحكم”،‭ ‬“وأن‭ ‬انتخابات‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬ليست‭ ‬ببعيدة‭ ‬وسنحترم‭ ‬خيار‭ ‬الشعب‭ ‬السوداني”‭.‬

في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬أطلقت‭ ‬الشرطة‭ ‬السودانية‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬على‭ ‬متظاهرين،‭ ‬أمس‭ ‬الأحد،‭ ‬قبيل‭ ‬مسيرة‭ ‬مرتقبة‭ ‬نحو‭ ‬مبنى‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬أم‭ ‬درمان،‭ ‬حسبما‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬عيان‭.‬

وتجمع‭ ‬متظاهرون‭ ‬وهم‭ ‬يهتفون‭ ‬“حرية‭ ‬سلام‭ ‬عدالة”‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أحياء‭ ‬المدينة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تطلق‭ ‬شرطة‭ ‬مكافحة‭ ‬الشغب‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع،‭ ‬بحسب‭ ‬الشهود،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬دعا‭ ‬منظمو‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬لمسيرات‭ ‬احتجاجية‭ ‬جديدة‭.‬

وأغلق‭ ‬المحتجون‭ ‬شارع‭ ‬الأربعين،‭ ‬أحد‭ ‬الشوارع‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬وكان‭ ‬البعض‭ ‬يشير‭ ‬بعلامة‭ ‬النصر‭ ‬وسط‭ ‬إطلاق‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬عليهم‭.‬

ووصل‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬شاحنة‭ ‬تقل‭ ‬أفراد‭ ‬أمن‭ ‬بعضهم‭ ‬يرتدي‭ ‬الزي‭ ‬الرسمي‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬ملابس‭ ‬مدنية،‭ ‬وتم‭ ‬نشرهم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وكانت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬نشرت‭ ‬أعدادا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬رجالها‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬وجارتها‭ ‬أم‭ ‬درمان،‭ ‬استعدادا‭ ‬لاحتجاجات‭ ‬جديدة‭ ‬تطالب‭ ‬بتغييرات‭ ‬إصلاحية‭. ‬وانتشرت‭ ‬تسجيلات‭ ‬مصورة‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬الإنترنت‭ ‬تظهر‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الخرطوم،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬المحتجين‭ ‬يتجهون‭ ‬لأم‭ ‬درمان‭ ‬القريبة،‭ ‬أحد‭ ‬معاقل‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬المواجهات‭ ‬بين‭ ‬الشرطة‭ ‬والمحتجين‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭. ‬والاحتجاجات‭ ‬المرتقبة‭ ‬تأتي‭ ‬وسط‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الاضرابات‭ ‬التي‭ ‬أعلنتها‭ ‬النقابات‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬منها‭ ‬الأطباء‭ ‬والمعلمين‭ ‬والمحامين‭ ‬والصيادلة،‭ ‬فيما‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬تظاهرات‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬أخرى‭.‬

ويشهد‭ ‬السودان‭ ‬منذ‭ ‬19‭ ‬ديسمبر‭ ‬مظاهرات‭ ‬يومية‭ ‬تقريبا‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭. ‬ويطالب‭ ‬المحتجون‭ ‬بإنهاء‭ ‬حكم‭ ‬الرئيس‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬ويحملونه‭ ‬مسؤولية‭ ‬جميع‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬البلاد‭.‬