تعزيز السيولة بالعملات الأجنبية عقب المساعدات الخليجية

توقع تراجع إصدارت الدين الدولارية

| علي الفردان

توقع‭ ‬مصرفيون‭ ‬بحرينيون‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬إصدارات‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬الدولارية‭ ‬لحكومة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬تسلمها‭ ‬مساعدات‭ ‬خليجية‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار؛‭ ‬لدعم‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭.‬

وأبلغ‭ ‬أحد‭ ‬المصرفيين‭ ‬المتعاملين‭ ‬في‭ ‬السندات‭ ‬وسوق‭ ‬الدين‭ ‬“البلاد”‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬سيكون‭ ‬لديها‭ ‬ضخ‭ ‬سيولة‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تعهدت‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬دعم‭ ‬احتياطي‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وسداد‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الاستحقاقات‭.‬

واستدرك‭ ‬المصرفي‭ ‬قائلًا‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬قد‭ ‬تحتاج‭ ‬لبعض‭ ‬الإصدارات‭ ‬الدولارية،‭ ‬لكنها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭. ‬وتوقع‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬السيولة‭ ‬التي‭ ‬ستحصل‭ ‬عليها‭ ‬البحرين،‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬صوخفض‭ ‬هامش‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬الفائدة‭ ‬بالدولار‭ ‬والفائدة‭ ‬بالدينار‭ ‬البحريني،‭ ‬إذ‭ ‬يلجأ‭ ‬المصرف‭ ‬إلى‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬أكبر‭ ‬بغية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬العملة‭ ‬الوطنية‭. ‬لكنه‭ ‬توقع‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬إصدارين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لسندات‭ ‬التنمية‭ ‬الحكومية‭ ‬المحلية‭ ‬بالدينار‭ ‬البحريني‭.‬

وتسبب‭ ‬نقص‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬عجز‭ ‬الحساب‭ ‬الجاري‭ ‬والذي‭ ‬يضغط‭ ‬على‭ ‬الاحتياطات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الدولة‭ ‬للاقتراض‭ ‬لسد‭ ‬هذا‭ ‬العجز‭.‬

وأكد‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬ستحافظ‭ ‬على‭ ‬سياستها‭ ‬المتعلقة‭ ‬باستقرار‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الدينار‭ ‬مقابل‭ ‬الدولار،‭ ‬لافتًا‭ ‬أن‭ ‬الخطوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ومنها‭ ‬الاكتشاف‭ ‬النفطي‭ ‬الكبير‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تلقي‭ ‬المساعدات‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مساعدة‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬تصنيفها‭ ‬السيادي‭ ‬لدى‭ ‬وكالات‭ ‬التصنيف‭ ‬الذي‭ ‬تدهور‭ ‬بشدة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تراجعت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬هبوطي‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2014،‭ ‬لكنه‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تحسن‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬ليعطي‭ ‬متنفسًا‭ ‬للبحرين‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭. ‬

وكانت‭ ‬المملكة‭ ‬قد‭ ‬لاقت‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬خطة‭ ‬للاستدانة‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طلب‭ ‬مقرضون‭ ‬دوليون‭ ‬أسعار‭ ‬فائدة‭ ‬أعلى‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬مخططًا،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬إلى‭ ‬استدانة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المبلغ‭ ‬المرصود‭ ‬في‭ ‬الخطة‭. ‬وتعهدت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬“التوازن‭ ‬المالي”‭ ‬بمنح‭ ‬البحرين‭ ‬قرابة‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أعلنت‭ ‬فيه‭ ‬الحكومة‭ ‬برنامجا‭ ‬لخفض‭ ‬التكاليف‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬المتفاقم‭ ‬بغية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬التوازن‭ ‬المالي،‭ ‬إذ‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬البحرين‭ ‬خفض‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬الموازنة‭ ‬المقبلة‭ ‬التي‭ ‬ستقر‭ ‬قريبا‭ ‬للعامين‭ ‬المقبلين‭. ‬ورفعت‭ ‬البحرين‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬وأقرت‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬لهيكلة‭ ‬الوظائف‭ ‬الحكومية‭ ‬والنفقات‭ ‬العامة‭.‬