ذاكرة قصيرة” يمثل تونس في المهرجان

قال‭ ‬وحيد‭ ‬العجمي،‭ ‬مخرج‭ ‬العرض‭ ‬التونسي‭ ‬“ذاكرة‭ ‬قصيرة”‭ ‬الذي‭ ‬يعرض‭ ‬ضمن‭ ‬عروض‭ ‬المهرجان‭ ‬العربي‭ ‬للمسرح،‭ ‬إن‭ ‬تجميع‭ ‬فريق‭ ‬العرض‭ ‬لم‭ ‬يخضع‭ ‬للعشوائية‭ ‬أو‭ ‬الارتجالية،‭ ‬بل‭ ‬تم‭ ‬وفقا‭ ‬لمحدد‭ ‬أساسي‭ ‬مهم‭ ‬وهو‭ ‬وحدة‭ ‬الثقافة‭ ‬والتلاقي‭ ‬في‭ ‬الأفكار‭ ‬والهموم‭ ‬والتوجهات،‭ ‬والتلاقي‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجال،‭ ‬وعليه‭ ‬تم‭ ‬التأليف‭ ‬والإعداد‭ ‬والإنتاج؛‭ ‬حتى‭ ‬تقديم‭ ‬العرض‭ ‬في‭ ‬نسق‭ ‬جماعي‭ ‬متكامل‭.‬

وأضاف‭ ‬العجمي‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحافي‭ ‬للعرض،‭ ‬والذي‭ ‬حضره‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬العرض‭ ‬الممثلة‭ ‬لبنى‭ ‬نعمان،‭ ‬والممثل‭ ‬ربيع‭ ‬إبراهيم،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يفصل‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬بين‭ ‬أدوار‭ ‬المؤلف‭ ‬والمعد‭ ‬والدراماتورج،‭ ‬وأنه‭ ‬وفقا‭ ‬للصيغة‭ ‬غير‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للفصل‭.‬

وشدد‭ ‬المخرج‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التأليف‭ ‬عملية‭ ‬مستمرة،‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬الطريقة‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬الفصل‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬التأليف‭ ‬والعناصر‭ ‬المسرحية‭ ‬الأخرى،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يقوم‭ ‬بتوزيع‭ ‬النص‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬تخليق‭ ‬النص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الممثلين‭ ‬وما‭ ‬يتوصلون‭ ‬إليه‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬والمناقشة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الممثل‭ ‬هو‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬الحي‭ ‬للعملية‭ ‬المسرحية،‭ ‬وحين‭ ‬يعطى‭ ‬الفرصة‭ ‬ليعبر‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬فإنه‭ ‬يجعل‭ ‬المسرح‭ ‬عملية‭ ‬حية‭. ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الممثل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلغاؤه؛‭ ‬لأنه‭ ‬حامل‭ ‬نبرة‭ ‬العرض،‭ ‬وأن‭ ‬المسرح‭ - ‬لذلك‭ - ‬يختلف‭ ‬عنه،‭ ‬فهو‭ ‬وسيط‭ ‬إبداعي‭ ‬آخر،‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬الرواية،‭ ‬ولا‭ ‬الشعر‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬آخر‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التأليف‭ ‬الفردي،‭ ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬المسرح‭ ‬هو‭ ‬جماعيته‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الكتابة‭ ‬الجماعية‭ ‬بديهية‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬وليست‭ ‬قرارا،‭ ‬منوها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الممثل‭ ‬لديه‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬ورؤية‭ ‬وحياة‭ ‬شخصية‭ ‬وقابلية‭ ‬لأشياء‭ ‬مختلفة‭ ‬وقدرات‭ ‬متعددة،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬يتيح‭ ‬العرض‭ ‬الفرصة‭ ‬لكي‭ ‬يحضر‭ ‬الممثل‭ ‬بشكل‭ ‬متكامل‭.‬وقالت‭ ‬الممثلة‭ ‬لبنى‭ ‬نعمان،‭ ‬إحدى‭ ‬بطلات‭ ‬العرض،‭ ‬إن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬بها‭ ‬هو‭ ‬المتعة،‭ ‬التي‭ ‬تتحقق‭ ‬لديها‭ ‬عبر‭ ‬استثارة‭ ‬الروح‭ ‬الطفولية‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬اكتشاف‭ ‬ذاتها‭ ‬بمنطق‭ ‬اللعب،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬اشتراكها‭ ‬في‭ ‬العرض،‭ ‬وما‭ ‬أتاحه‭ ‬مخرجه‭ ‬لجميع‭ ‬المشاركين‭ ‬فيه‭.‬