ملاعب عالمية تؤهل الدولة لاستضافة أكبر الأحداث الكروية

تميز رائع للإمارات في استضافة كأس آسيا 2019

| حسن علي من أبوظبي

القرب‭ ‬بين‭ ‬الملاعب‭ ‬ميزة‭ ‬تفوقت‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬استراليا الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬حاضرة‭.. ‬والتنقل‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬له‭ ‬متعة‭ ‬خاصة

بعد‭ ‬23‭ ‬عاما‭ ‬تعود‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬استضافة‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬بعدما‭ ‬استضافت‭ ‬النسخة‭ ‬الأولى‭ ‬1996‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬بلوغ‭ ‬منتخبها‭ ‬إلى‭ ‬النهائي‭ ‬لولا‭ ‬خسارته‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬النهائي‭. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬حوالي‭ ‬اسبوعين‭ ‬على‭ ‬الحدث‭ ‬الآسيوي‭ ‬وقرب‭ ‬انتهاء‭ ‬الجولة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬التمهيدي‭ ‬فإن‭ ‬الإمارات‭ ‬وبشهادة‭ ‬الجميع‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تبهر‭ ‬العالم‭ ‬باستضافة‭ ‬رائعة‭ ‬ومتميزة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي،‭ ‬لتثبت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬أحداث‭ ‬رياضية‭ ‬وكروية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬أضخم‭ ‬وأكبر‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬2019‭ ‬الذي‭ ‬أطلقت‭ ‬عليه‭ ‬الدولة‭ ‬“عام‭ ‬التسامح”‭ ‬بعد‭ ‬“عام‭ ‬زايد”‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬الوفود‭ ‬الآسيوية‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬دولة‭ ‬آسيوية‭ ‬حظيت‭ ‬بالتقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬وكرم‭ ‬الضيافة‭ ‬وسط‭ ‬ارتياح‭ ‬وسعادة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجميع‭ ‬بالتواجد‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬زايد‭..‬

“البلاد‭ ‬سبورت”‭ ‬يستعرض‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬أبرز‭ ‬مقومات‭ ‬النجاح‭ ‬البارزة‭ ‬لاستضافة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لبطولة‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭.‬

جودة‭ ‬الملاعب

تم‭ ‬اختيار‭ ‬ثمانية‭ ‬ملاعب‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬مدن‭ ‬إماراتية‭ ‬وهي‭ ‬أبوظبي‭ ‬ودبي‭ ‬والشارقة‭ ‬والعين‭ ‬لاستضافة‭ ‬مباريات‭ ‬البطولة،‭ ‬والملاعب‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬هي‭ ‬ملاعب‭ ‬جميلة‭ ‬وجذابة‭ ‬وتستوعب‭ ‬أعداد‭ ‬جيدة‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭ ‬وتتوفر‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬وسائل‭ ‬الراحة‭ ‬وانسيابية‭ ‬الحركة،‭ ‬أكبرها‭ ‬ستاد‭ ‬مدينة‭ ‬زايد‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬أبوظبي‭ ‬والذي‭ ‬شهد‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬ويستوعب‭ ‬43‭ ‬ألف‭ ‬متفرج،‭ ‬واصغرها‭ ‬ستاد‭ ‬الشارقة‭ ‬الذي‭ ‬يتسع‭ ‬ل‭ ‬11‭ ‬ألف‭ ‬متفرج‭ ‬تقريبا،‭ ‬ومعظم‭ ‬الملاعب‭ ‬تتسم‭ ‬بالجمال‭ ‬وروعة‭ ‬التصميم‭ ‬وبعضها‭ ‬يضاهي‭ ‬في‭ ‬جمالها‭ ‬وإضائتها‭ ‬الملاعب‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬تشعرك‭ ‬بالمتعة‭ ‬والسعادة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرياضية‭ ‬المتميزة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬والتي‭ ‬تجعلها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬كبرى‭ ‬البطولات‭ ‬الكروية،‭ ‬وقد‭ ‬كسبت‭ ‬الإمارات‭ ‬الرهان‭ ‬باستضافة‭ ‬البطولة‭ ‬بمشاركة‭ ‬24‭ ‬منتخبا‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭.‬

القرب‭ ‬الجغرافي‭ ‬وسهولة‭ ‬التنقل

وأكثر‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬النسخة‭ ‬الحالية‭ ‬هو‭ ‬القرب‭ ‬الجغرافي‭ ‬بين‭ ‬ملاعب‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الأربع‭ ‬وعدم‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بمواصلات‭ ‬النقل‭ ‬البري،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬القرب‭ ‬بين‭ ‬الملاعب‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬سهولة‭ ‬تنقل‭ ‬الجماهير‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬المدن‭ ‬الإماراتية‭ ‬بكل‭ ‬سلاسة‭ ‬ويسر،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬تكلفة‭ ‬مالية‭ ‬باهظة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬استراليا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬التي‭ ‬احتضنت‭ ‬النسخة‭ ‬الماضية‭.‬

وكانت‭ ‬المسافة‭ ‬الأبعد‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬أبوظبي‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬العين‭ ‬التي‭ ‬تحتضن‭ ‬ستاد‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬الدولي‭ ‬وكانت‭ ‬الوقت‭ ‬المستغرق‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬إلى‭ ‬العين‭ ‬حوالي‭ ‬ساعة‭ ‬ونصف‭ ‬تقريبا‭ ‬فيما‭ ‬التنقل‭ ‬بين‭ ‬باقي‭ ‬المدن‭ ‬يستغرق‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ساعة‭ ‬إلى‭ ‬ساعة‭ ‬وربع‭ ‬بالسيارة‭ ‬لكنه‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بالباص‭ ‬وفي‭ ‬أوقات‭ ‬الذروة‭ ‬والازدحامات‭.‬

الكوادر‭ ‬البشرية‭ ‬الإماراتية

معظم‭ ‬المتطوعين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬اللجان‭ ‬المنظمة‭ ‬بمختلف‭ ‬مهامها‭ ‬وتخصصاتها‭ ‬هم‭  ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬فمن‭ ‬يستقبلك‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الجنسين‭ ‬والذين‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬استضافتك‭ ‬بكل‭ ‬مودة‭ ‬وترحاب‭ ‬وبسعادة‭ ‬بالغة،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الجاليات‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬بنسبة‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬مع‭ ‬تواجد‭ ‬لكادر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الآسيوي‭ ‬في‭ ‬النواحي‭ ‬التنظيمية‭ ‬واللوجستية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاتحاد‭ ‬ذاته‭.‬

تواجد‭ ‬المواطن‭ ‬الإماراتي‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الحدث‭ ‬ومساهمته‭ ‬الفاعلة‭ ‬تؤكد‭ ‬ما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬الإمارات‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬بشرية‭ ‬مؤهلة‭.‬

دولة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عدة‭ ‬

وأنت‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تتابع‭ ‬منافسات‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭ ‬تشعر‭ ‬بأنك‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬داخل‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعدد‭ ‬الثقافات‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬وحتى‭ ‬اللهجات‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬إمارة‭ ‬وإمارة،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬بطابعها‭ ‬العمراني‭ ‬الجذاب‭ ‬وشوارعها‭ ‬الواسعة‭ ‬وهدوئها‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بصخب‭ ‬السيارات‭ ‬والمباني‭ ‬والأبراج‭ ‬الشاهقة‭ ‬والمجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬الأرجاء،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬الشارقة‭ ‬بطابعها‭ ‬الإسلامي‭ ‬والتراثي‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬العين‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بحدائقها‭ ‬واسواقها‭ ‬الشعبية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬انطباع‭ ‬لدى‭ ‬المشجع‭ ‬بأنه‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬داخل‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تعيشه‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬اتحاد‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬إماراتها‭.‬