تأخر‭ ‬تقرير‭ ‬طبي‭ ‬يعطّل‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬قاتل‭ ‬آسيويَين

ما‭ ‬زالت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬تنتظر‭ ‬التقرير‭ ‬النفسي‭ ‬النهائي‭ ‬بشأن‭ ‬شاب‭ ‬“24‭ ‬عامًا”‭ ‬تجرّد‭ ‬من‭ ‬إنسانيته‭ ‬لأجل‭ ‬بضعة‭ ‬دنانير‭ ‬يتحصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قتل‭ ‬العمال‭ ‬الآسيويين‭ ‬غدرًا،‭ ‬ممن‭ ‬يتصادف‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يتجول‭ ‬فيها‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬ضحيته،‭ ‬وراح‭ ‬ضحيته‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬اثنين‭ ‬لقيا‭ ‬حتفهما‭ ‬بواسطة‭ ‬8‭ ‬ضربات‭ ‬بمطرقة‭ ‬حديدية،‭ ‬هشمت‭ ‬رأسيهما‭.‬

واعترف‭ ‬المتهم‭ ‬بما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬مدعيًا‭ ‬بأنه‭ ‬لن‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬الآسيويين‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره،‭ ‬فيما‭ ‬قررت‭ ‬المحكمة‭ ‬إرجاء‭ ‬النظر‭ ‬بالقضية‭ ‬لحين‭ ‬ورود‭ ‬التقرير‭ ‬الطبي‭ ‬النفسي‭ ‬لبيان‭ ‬حالته‭ ‬النفسية‭ ‬ومدى‭ ‬مسؤوليته‭ ‬عن‭ ‬تصرفاته‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬حتى‭ ‬جلسة‭ ‬29‭ ‬يناير‭ ‬الجاري،‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬باستمرار‭ ‬حبسه‭ ‬لحين‭ ‬الجلسة‭ ‬القادمة‭.‬

وتشير‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعتين‭ ‬المنفصلتين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬قرّر‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬أنه‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬الآسيويين‭ ‬بهدف‭ ‬سرقة‭ ‬أموالهم،‭ ‬وبالفعل‭ ‬ترصد‭ ‬لعامل‭ ‬كان‭ ‬يجمع‭ ‬الكراتين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬توبلي،‭ ‬فأخرج‭ ‬مطرقة‭ ‬كانت‭ ‬بحوزته،‭ ‬وانهال‭ ‬عليه‭ ‬بالضرب‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬بكل‭ ‬قوة،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬لتهشم‭ ‬جمجمته‭ ‬ونزفه‭ ‬لكمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الدماء،‭ ‬حتى‭ ‬تيقن‭ ‬أنه‭ ‬فارق‭ ‬الحياة،‭ ‬فقام‭ ‬بتحريك‭ ‬الجثة‭ ‬وسرقة‭ ‬محفظته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحوي‭ ‬بداخلها‭ ‬مبلغ‭ ‬25‭ ‬دينارًا‭ ‬فقط‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬الواقعة‭ ‬الثانية،‭ ‬والتي‭ ‬أثبتت‭ ‬للمتحري‭ ‬ارتكابه‭ ‬للجريمتين،‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬المتهم‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬ارتكابه‭ ‬للجريمة‭ ‬الأولى‭ ‬بدأ‭ ‬يتلقى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬النعيم،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬يتعمّد‭ ‬عدم‭ ‬الرد‭ ‬ولمدة‭ ‬تجاوزت‭ ‬10‭ ‬أيام،‭ ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬أبصر‭ ‬آسيويًّا‭ ‬يقود‭ ‬دراجته‭ ‬الهوائية،‭ ‬فقرّر‭ ‬قتله،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أحضر‭ ‬مطرقته‭ ‬بسرعة‭ ‬وركب‭ ‬سيارته‭ ‬حتى‭ ‬تجاوز‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬وصل‭ ‬بجانبه‭ ‬انقض‭ ‬عليه‭ ‬وضربه‭ ‬بالمطرقة‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬على‭ ‬رأسه‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سمع‭ ‬حشرجة‭ ‬تخرج‭ ‬منه‭ ‬أثناء‭ ‬تلقيه‭ ‬الضربات‭ ‬القاتلة،‭ ‬ثم‭ ‬شاهد‭ ‬الدماء‭ ‬تنزف‭ ‬من‭ ‬جمجمته‭ ‬بغزارة،‭ ‬والتي‭ ‬لطخت‭ ‬ملابسه،‭ ‬وعندما‭ ‬بحث‭ ‬في‭ ‬محفظة‭ ‬نقوده‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬بحوزته‭ ‬أي‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي‭.‬

كما‭ ‬قرّر‭ ‬المتهم‭ ‬أثناء‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬بمعرفة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وظيفة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يفصل‭ ‬منهم‭ ‬جميعًا،‭ ‬لذا‭ ‬فإنه‭ ‬قرّر‭ ‬سرقة‭ ‬العمال‭ ‬الآسيويين؛‭ ‬معللاً‭ ‬سبب‭ ‬اختياره‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬سيسأل‭ ‬عنهم‭ ‬لو‭ ‬حصل‭ ‬لهم‭ ‬مكروه‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭.‬

ونجح‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬أولى‭ ‬جرائمه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬بحر‭ ‬كرباباد،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬العامل‭ ‬الآسيوي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تنظيف‭ ‬الساحل‭ ‬من‭ ‬القمامة‭ ‬أن‭ ‬يسلمه‭ ‬بطاقة‭ ‬هويته،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬أخرج‭ ‬الأخير‭ ‬محفظته‭ ‬حتى‭ ‬اختلسها‭ ‬منه‭ ‬ولاذ‭ ‬بالفرار‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬بواسطة‭ ‬سيارته،‭ ‬وعندما‭ ‬فتحها‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬فيها‭ ‬مبلغ‭ ‬16‭ ‬دينارًا‭ ‬فقط،‭ ‬كما‭ ‬قرّر‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬28‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬وأثناء‭ ‬تجوله‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القفول‭ ‬ترصد‭ ‬لأحد‭ ‬المارة‭ ‬من‭ ‬الآسيويين،‭ ‬وعندما‭ ‬تجاوز‭ ‬سيارته،‭ ‬قام‭ ‬بالتحرك‭ ‬بالسيارة‭ ‬واصطدم‭ ‬به‭ ‬وحشره‭ ‬بين‭ ‬سيارته‭ ‬وسيارة‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬متوقفة‭ ‬بالمكان‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬ترجّل‭ ‬من‭ ‬سيارته‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الآسيوي‭ ‬محفظته،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬ولأنه‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الآلام‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬له‭ ‬بها‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬سكنه،‭ ‬وبالفعل‭ ‬توجّه‭ ‬إليه‭ ‬وعثر‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬حقيبة‭ ‬قماشية‭ ‬فاستولى‭ ‬عليها‭ ‬وترك‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬يتألم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعثر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقيبة‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدية‭.‬

فأحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬شهري‭ ‬مارس‭ ‬وأبريل‭ ‬2018‭ ‬ليلاً،‭ ‬أولاً‭: ‬ارتكب‭ ‬جناية‭ ‬القتل‭ ‬عمدًا‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار،‭ ‬وذلك‭ ‬تسهيلاً‭ ‬لارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬أخرى‭ ‬بأن‭ ‬قتل‭ ‬عمدًا‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬بأن‭ ‬بيت‭ ‬النية‭ ‬على‭ ‬قتلهما‭ ‬وأعد‭ ‬لذلك‭ ‬أداة‭ ‬الجريمة‭ ‬“مطرقة”‭ ‬وتوجه‭ ‬إليهما‭ ‬وقام‭ ‬بضرب‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬ضربات‭ ‬بواسطة‭ ‬المطرقة‭ ‬تجاه‭ ‬رأس‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬قاصدا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إزهاق‭ ‬روحيهما،‭ ‬وبلغ‭ ‬مقصده‭ ‬بأن‭ ‬أحدث‭ ‬به‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالتقرير‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬والتي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬كل‭ ‬منهما،‭ ‬وقد‭ ‬ارتكبت‭ ‬هذه‭ ‬الجنايتين‭ ‬تسهيلاً‭ ‬لارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬سرقة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬وذلك‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭ ‬سرق‭ ‬المنقولات‭ ‬المبينة‭ ‬بالأوراق‭ ‬والمملوكة‭ ‬للمجني‭ ‬عليهما‭.‬

ثانيًا‭: ‬سرق‭ ‬المنقولات‭ ‬المبينة‭ ‬بالأوراق‭ ‬والمملوكة‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬الثالث‭ ‬بطريق‭ ‬الإكراه‭ ‬الواقع‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬اصطدم‭ ‬به‭ ‬بسيارته‭ ‬فاندفع‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬محاصرًا‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬السيارة‭ ‬وأخرى‭ ‬مشلول‭ ‬الحركة‭ ‬والمقاومة‭ ‬مما‭ ‬مكن‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ ‬المنقولات‭ ‬والفرار‭ ‬بها‭.‬

ثالثًا‭: ‬حاز‭ ‬وأحرز‭ ‬البلطة‭ ‬“فأس‭ ‬معدني”‭ ‬المبينة‭ ‬بالأوراق‭.‬