العمل في خدمة المجتمع بدلا عن الحبس شهرا

استبدال عقوبة نائب سابق دعا لمقاطعة الانتخابات

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثالثة‭ ‬بمعاقبة‭ ‬نائب‭ ‬سابق‭ -‬تابع‭ ‬لجمعية‭ ‬الوفاق‭ ‬المنحلة‭- ‬نشر‭ ‬تغريدة‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ (‬تويتر‭)‬‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭ ‬قبل‭ ‬إجرائها،‭ ‬مما‭ ‬يشوش‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬استعمال‭ ‬الناخبين‭ ‬لهذا‭ ‬الحق؛‭ ‬بحبسه‭ ‬لمدة‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬عما‭ ‬أسند‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام،‭ ‬وأمرت‭ ‬بالوقت‭ ‬ذاته‭ ‬باستبدال‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬بإلزامه‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬بموافقته،‭ ‬كما‭ ‬أمرت‭ ‬بتغريمه‭ ‬مبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬تهمة‭ ‬إساءة‭ ‬استعمال‭ ‬الهاتف‭.‬

وأفادت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬واقعة‭ ‬القضية‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬كانت‭ ‬تلقت‭ ‬بلاغا‭ ‬مفاده‭ ‬رصد‭ ‬حساب‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ (‬تويتر‭) ‬باسم‭ ‬النائب‭ ‬الوفاقي‭ ‬السابق،‭ ‬والذي‭ ‬عمد‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬تغريدات‭ ‬يدعو‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭.‬

وتأكدت‭ ‬التحريات‭ ‬المكثفة‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭ ‬الإدارة‭ ‬المذكورة‭ ‬بالاستعانة‭ ‬بالمصادر‭ ‬السرية‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬المتهم‭ ‬فتم‭ ‬ضبطه‭.‬

وبسؤاله‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬“التغريدة”‭ ‬اعترف‭ ‬بأنه‭ ‬بالفعل‭ ‬نشر‭ ‬التغريدة‭ ‬محل‭ ‬الواقعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حسابه‭ ‬الشخصي‭ ‬بواسطة‭ ‬هاتفه‭ ‬النقال،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المتابعين‭ ‬لحسابه‭ ‬يقدر‭ ‬بحوالي‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وكانت‭ ‬أحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬18‭ ‬نوفمبر‭ ‬2018،‭ ‬أولا‭: ‬أخل‭ ‬بحرية‭ ‬الاستفتاء‭ ‬والانتخاب‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بالتشويش‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬تغريده‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تتضمن‭ ‬عبارات‭ ‬تخل‭ ‬بتلك‭ ‬الحرية‭.‬

ثانيا‭: ‬تسبب‭ ‬عمدا‭ ‬في‭ ‬إزعاج‭ ‬الغير‭ ‬بإساءة‭ ‬استعمال‭ ‬أجهزة‭ ‬الاتصالات‭ ‬اللاسلكية‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬الحريات‭ ‬والحقوق‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬كفلها‭ ‬الدستور‭ ‬ليست‭ ‬حريات‭ ‬وحقوق‭ ‬مطلقة،‭ ‬وإنما‭ ‬يجوز‭ ‬تنظيمها‭ ‬تشريعيا،‭ ‬وأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دستورها‭ ‬وقوانينها‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬والتي‭ ‬تتماشى‭ ‬والعهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬للحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬قد‭ ‬كفل‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬جعلت‭ ‬مناط‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬القانون؛‭ ‬لأن‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬وحرية‭ ‬الإعراب‭ ‬عن‭ ‬الفكر‭ ‬شأنها‭ ‬كشأن‭ ‬ممارسة‭ ‬سائر‭ ‬الحريات،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬قيامها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الأفراد،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬احترام‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬لحريات‭ ‬غيره،‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬واجبه‭ ‬بمقتضى‭ ‬الدستور‭ ‬أن‭ ‬يعين‭ ‬تلك‭ ‬الحدود‭ ‬وكيفية‭ ‬استخدامها؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬استعمالها‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬حريات‭ ‬الغير‭.‬

وذكرت‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬حمى‭ ‬حق‭ ‬المواطنين‭ ‬السياسي‭ ‬بانتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بحرية‭ ‬وروية‭ ‬وبإرادة‭ ‬مختارة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تشويش‭ ‬يعكر‭ ‬صفوها،‭ ‬وجرم‭ ‬كل‭ ‬إخلال‭ ‬بحرية‭ ‬الانتخاب‭ ‬أو‭ ‬بنظام‭ ‬إجرائها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التشويش‭ ‬الذي‭ ‬يخل‭ ‬بحرية‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬عقيدتهم‭ ‬لاختيار‭ ‬ممثليهم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والتي‭ ‬تتوج‭ ‬بممارسة‭ ‬حقهم‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الاقتراع‭ ‬ويعتبر‭ ‬السلوك‭ ‬الإجرامي‭ ‬بالتشويش‭ ‬الذي‭ ‬يخل‭ ‬بحرية‭ ‬الانتخاب‭ ‬جريمة‭ ‬معاقب‭ ‬عليها‭ ‬وفق‭ ‬قانون‭ ‬مباشرة‭ ‬الحقوق‭ ‬السياسية‭.‬

وانتهت‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬ارتأت‭ ‬تمكين‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه،‭ ‬وتبقى‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬عودته‭ ‬ودمجه‭ ‬بالمجتمع‭ ‬واستبدال‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬العقوبات‭ ‬بالعمل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬لصالح‭ ‬جهات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬