تبني سياسات تتسم بالتوازن وترتكز على المبادئ الحضارية

دبلوماسية الأمير خليفة بن سلمان... سجل حافل بالإنجازات رسّخ مواقف البحرين الخارجية

| المنامة - بنا

تنويع‭ ‬أطر‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الخليج‭ ‬ومختلف‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم مشاركة‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬للتصدي‭ ‬للإرهاب سموه‭ ‬اكتسب‭ ‬بفضل‭ ‬رؤيته‭ ‬احترام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي

 

سجلت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬الأولى‭ ‬قبل‭ ‬50‭ ‬عامًا،‭ ‬انطلاقة‭ ‬قوية،‭ ‬واستطاعت‭ ‬أن‭ ‬ترسم‭ ‬لنفسها‭ ‬خطًّا‭ ‬واضحًا‭ ‬ورؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬في‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬أصبحت‭ ‬فيه‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬أكثر‭ ‬تشابكًا‭ ‬وتعقيدًا،‭ ‬وبات‭ ‬للتكتلات‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬وصياغة‭ ‬مستقبل‭ ‬البشرية‭.‬

وخلال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬قامت‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬عزّزت‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دوليًّا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬تتسم‭ ‬بالتوازن‭ ‬والعقلانية،‭ ‬وارتكزت‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬تحث‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وبناء‭ ‬صروح‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمكانة‭ ‬المملكة‭ ‬وجعل‭ ‬منها‭ ‬عنصرًا‭ ‬فاعلاً‭ ‬ومؤثرًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدوائر‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

وجاءت‭ ‬مواقف‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬بدايتها‭ ‬الأولى‭ ‬لتؤكد‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬عروبة‭ ‬البحرين‭ ‬واستقلالها‭ ‬وسيادتها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأطماع‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ولترسخ‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬أي‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬عروبته،‭ ‬إذ‭ ‬سجل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬موقفا‭ ‬تاريخيا‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المطامع‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬شكلت‭ ‬أبرز‭ ‬وأخطر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬إذ‭ ‬تحلت‭ ‬قيادة‭ ‬سموه‭ ‬للأزمة‭ ‬بالصلابة‭ ‬والقدرة‭ ‬والحكمة،‭ ‬وانتهت‭ ‬باعتراف‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬بحقوق‭ ‬البحرين‭ ‬وسيادتها‭ ‬واستقلالها‭ ‬وعروبتها‭.‬

وخلدّ‭ ‬التاريخ‭ ‬لسموه‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬خلال‭ ‬مباحثات‭ ‬جنيف‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وإيران‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1968،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬رد‭ ‬سموه‭ ‬حازمًا‭ ‬على‭ ‬الوفد‭ ‬الإيراني‭ ‬بأن‭ ‬“البحرين‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬صغيرة‭ ‬المساحة،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬سوف‭ ‬ندافع‭ ‬عنها‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬نملك‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وإيمان‭ ‬وعزيمة،‭ ‬وحتى‭ ‬آخر‭ ‬قطرة‭ ‬من‭ ‬دمائنا،‭ ‬ولن‭ ‬ينزل‭ ‬جندي‭ ‬أجنبي‭ ‬إلا‭ ‬ليجدها‭ ‬نارًا‭ ‬مشتعلة”‭.‬

ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬اكتسبت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بمواقفها‭ ‬الحاسمة‭ ‬تقدير‭ ‬احترام‭ ‬وثقة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬بمواقفها‭ ‬المتوازنة،‭ ‬ويدها‭ ‬الممدودة‭ ‬بالسلام‭ ‬والتعاون،‭ ‬وفق‭ ‬مبادئ‭ ‬التعاون‭ ‬والدولي‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬واستطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ودعم‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ال‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أن‭ ‬ترسخ‭ ‬لنفسها‭ ‬مكانة‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬لتنطلق‭ ‬بعدها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬النجاح،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬مهمة‭ ‬هي‭ ‬الإيمان‭ ‬التام‭ ‬بأهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭.‬

وخلال‭ ‬مسيرة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الحافلة‭ ‬حرصت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬أطر‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬حيث‭ ‬اهتمت‭ ‬الحكومة‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬بتعزيز‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬إدراكًا‭ ‬بحتمية‭ ‬المصير‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وأن‭ ‬عنصر‭ ‬قوتها‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تقاربها‭.‬

وتعد‭ ‬زيارات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬الأخوية‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬من‭ ‬مباحثات‭ ‬ولقاءات‭ ‬خير‭ ‬برهان‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬ومكانة‭ ‬واسعة‭ ‬والتقدير‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تحمله‭ ‬لها‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬وقد‭ ‬لعبت‭ ‬زيارات‭ ‬ولقاءات‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخليجي‭ ‬دورًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬فإن‭ ‬الدائرة‭ ‬العربية‭ ‬احتلت‭ ‬أيضًا‭ ‬مكانة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تحركات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬إذ‭ ‬عملت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬تدعم‭ ‬التضامن‭ ‬والتكامل‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬وتوطيد‭ ‬عرى‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مساندة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬العادلة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وحظيت‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بمكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الحكومة،‭ ‬إيمانًا‭ ‬بالدور‭ ‬المحوري‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬وما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬مظلة‭ ‬جامعة‭ ‬للشعوب‭ ‬العربية‭ ‬ومصدرًا‭ ‬لقوتها‭ ‬ووحدتها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عالم‭ ‬بات‭ ‬لا‭ ‬يتعرف‭ ‬إلا‭ ‬بلغة‭ ‬التكتلات‭ ‬القوية،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يؤكد‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الجامعة‭ ‬“بيت‭ ‬العرب”‭ ‬وتقوية‭ ‬أركانها‭ ‬لتكون‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬منيع‭ ‬لحماية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المخططات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬النيل‭ ‬منها‭.‬

‭ ‬وتقديرًا‭ ‬لهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الحكيمة‭ ‬و‭ ‬جهود‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬منحت‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬سموه‭ ‬“درع‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التنموي”‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2017‭ ‬بمقر‭ ‬الجامعة‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬كأول‭ ‬قائد‭ ‬عربي‭ ‬ينال‭ ‬هذا‭ ‬التكريم،‭ ‬وهو‭ ‬الدرع‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬تكريمًا‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدورها‭ ‬الرائد‭ ‬وجهود‭ ‬قيادتها‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التنموي‭ ‬ودعم‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭.‬

وكان‭ ‬للعلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬نصيب‭ ‬وافر‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬داخل‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ودعم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬ومساندة‭ ‬القضايا‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭.‬

وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬حرصت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬توطيد‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومختلف‭ ‬الدول‭ ‬الآسيوية‭ ‬والأفريقية‭ ‬والأوروبية‭ ‬والأميركية‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬تنبثق‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتفاهم‭ ‬والسعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬لاسيما‭ ‬الاقتصادية‭ ‬منها،‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬يلتقي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بكبار‭ ‬المسئولين‭ ‬وسفراء‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬ويتباحث‭ ‬معهم‭ ‬عن‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭.‬

وتشكل‭ ‬زيارات‭ ‬سموه‭ ‬العديدة‭ ‬لدول‭ ‬القارة‭ ‬الآسيوية‭ ‬ومنها‭ ‬تايلند‭ ‬والفلبين‭ ‬وسريلانكا‭ ‬والهند‭ ‬وماليزيا‭ ‬والصين‭ ‬وسنغافورة‭ ‬وغيرها،‭ ‬آلية‭ ‬مهمة‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬سياسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية،‭ ‬والتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حرص‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تصب‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬المصالح‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وتوفر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للمواطنين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬ومجموعة‭ ‬رابطة‭ ‬“الآسيان”‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشكله‭ ‬“الآسيان”‭ ‬من‭ ‬كتلة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ولها‭ ‬مكانتها‭ ‬الدولية‭. ‬

واهتمت‭ ‬الحكومة‭ ‬أيضًا‭ ‬بتوطيد‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ووكالاتها‭ ‬المتخصصة،‭ ‬إيمانًا‭ ‬بأهمية‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وإرساء‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدوليين‭ ‬وتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬واستطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تحتل‭ ‬مكانتها‭ ‬كشريك‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬الحلول‭ ‬والمعالجات‭ ‬لمختلف‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬العالم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تحتضن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والمكاتب‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبرامجها‭.‬

وتبذل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬مساعي‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬ازدهارًا‭ ‬لشعوب‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬عبر‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬لضمان‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والتصدي‭ ‬بحزم‭ ‬للتحديات‭ ‬والمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬استقرار‭ ‬الدول‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتهديدات‭ ‬الأخرى‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والنزاعات‭ ‬والحروب‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وغيرها،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬التحالفات‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬فيها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقوة‭ ‬التحالف‭ ‬الإسلامي‭ ‬العسكري‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والتحالف‭ ‬الدولي‭ ‬ضد‭ ‬تنظيم‭ ‬“داعش”،‭ ‬والتحالف‭ ‬العربي‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬آخر،‭ ‬فقد‭ ‬اكتسب‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بفضل‭ ‬رؤيته‭ ‬وسعيه‭ ‬الدؤوب‭ ‬لتعزيز‭ ‬علاقات‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬السلام‭ ‬وتعزيز‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬سموه‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬والأوسمة‭ ‬العالمية‭ ‬تقديرًا‭ ‬للإنجازات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستويات‭ ‬النهضة‭ ‬الحضارية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬والتي‭ ‬عززت‭ ‬بدورها‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬العالمية،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬جائزة‭ ‬الشرف‭ ‬للإنجاز‭ ‬المتميز‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬والإسكان‭ ‬للعام‭ ‬2006‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمستوطنات‭ ‬البشرية،‭ ‬وميدالية‭ ‬ابن‭ ‬سينا‭ ‬الذهبية‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬2009،‭ ‬وجائزة‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنمائية‭ ‬للألفية‭ ‬لعام‭ ‬2010،‭ ‬والجائزة‭ ‬الدولية‭ ‬لتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة”‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للاتصالات‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬وجائزة‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للسلام‭ ‬وغيرها‭.‬

 

سموه‭ ‬حصد‭ ‬جوائز‭ ‬دولية‭ ‬تتويجًا‭ ‬لجهوده‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬لإحلال‭ ‬السلام‭ ‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬يحرص‭ ‬سموه‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬مشاركة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرسائل‭ ‬والكلمات‭ ‬التي‭ ‬يوجهها‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناسبات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مثل‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للسلام،‭ ‬ويوم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬واليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويوم‭ ‬الموئل‭ ‬العالمي”،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرة‭ ‬سموه‭ ‬لتدشين‭ ‬جائزة‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬سموه‭ ‬“للتنمية‭ ‬المستدامة”‭ ‬والتي‭ ‬وضعت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تولي‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًّا‭ ‬بتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬يدعو‭ ‬دائمًا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬تسوده‭ ‬المحبة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬لتنعم‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭.‬

ويشكّل‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمرور‭ ‬خمسين‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬مناسبة‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬ورجالاتها،‭ ‬وما‭ ‬قدموه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬جليلة‭ ‬لرفعة‭ ‬الوطن‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانته‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬مناسبة‭ ‬لاستذكار‭ ‬جهود‭ ‬الرواد‭ ‬الأوائل‭ ‬الذين‭ ‬وضعوا‭ ‬الأسس‭ ‬واللبنات‭ ‬لصرح‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬حققت‭ ‬خلال‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬إنجازات‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين‭. ‬

ويبقى‭ ‬القول،‭ ‬إن‭ ‬تاريخ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬المديد‭ ‬زاخر‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬المشرفة‭ ‬التي‭ ‬يسجلها‭ ‬التاريخ‭ ‬بأحرف‭ ‬من‭ ‬نور،‭ ‬وهي‭ ‬مواقف‭ ‬اتسمت‭ ‬بالعقلانية‭ ‬والشجاعة‭ ‬والإيمان‭ ‬بأهمية‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬البشرية،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬المواثيق‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تشدد‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شئون‭ ‬الدول،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬تدعم‭ ‬وح‭ ‬التسامح‭ ‬وقيم‭ ‬التعايش‭ ‬ومبادئ‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬فاستحقت‭ ‬البحرين‭ ‬بذلك‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬