أكاديمية للدراسات الدبلوماسية باسم محمد بن مبارك

العاهل: استطعنا إطلاع العالم على الهوية الرصينة لسياسة البحرين الخارجية

| المنامة - بنا

استقبل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الصخير‭ ‬أمس،‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬ورؤساء‭ ‬بعثات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬ورؤساء‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المعتمدين‭ ‬لدى‭ ‬المملكة؛‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬واليوم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬14‭ ‬يناير‭ ‬2019‭. ‬وفي‭ ‬مستهل‭ ‬اللقاء،‭ ‬تشرف‭ ‬الجميع‭ ‬بالسلام‭ ‬على‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭. ‬وبهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬تفضل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬بإلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬سامية‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬نصها‭:‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

أصحاب‭ ‬السمو‭ ‬والمعالي‭.. ‬أصحاب‭ ‬السعادة‭ ‬السفراء‭.. ‬

نرحب‭ ‬بالجميع‭ ‬أجمل‭ ‬ترحيب،‭ ‬ويسعدنا‭ ‬أن‭ ‬نفتتح‭ ‬عامنا‭ ‬الجديد‭ ‬ببلوغ‭ ‬“الذكرى‭ ‬الخمسين”‭ ‬لبدء‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المنظم،‭ ‬الذي‭ ‬استطعنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬الثرية‭ ‬أن‭ ‬نُطلِع‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬“الهوية‭ ‬الرصينة”‭ ‬لسياسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية،‭ ‬الملتزمة‭ ‬بتعزيز‭ ‬التضامن‭ ‬العالمي‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالأمن‭ ‬الإنساني‭. ‬

ولقد‭ ‬أوضحت‭ ‬تجاربنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬قدرة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬التفهم‭ ‬والإدراك‭ ‬التام‭ ‬للمتطلبات‭ ‬وللمتغيرات‭ ‬الدولية‭ ‬بتحدياتها‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مكنّ‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬التعاطي‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المهني‭ ‬والموضوعي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف،‭ ‬وصياغة‭ ‬المواقف‭ ‬الخارجية‭ ‬الحريصة‭ ‬على‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬أولوياتها‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والتزاماتها‭ ‬الدولية،‭ ‬دون‭ ‬إغفال‭ ‬لأهمية‭ ‬النقل‭ ‬الدقيق‭ ‬لجهود‭ ‬تنميتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬المستمرين‭ ‬في‭ ‬تطويرها،‭ ‬والتي‭ ‬توثق‭ ‬نتائجها‭ ‬المتقدمة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭.‬

كما‭ ‬نجحت‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬عملها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬شبكة‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬والشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار،‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬التفاهم‭ ‬وتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬القضايا،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يؤكد‭ ‬بأن‭ ‬نهج‭ ‬علاقاتنا‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬النوايا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬اعتدنا‭ ‬عليه‭ ‬ولن‭ ‬نتخلى‭ ‬عنه،‭ ‬بكونه‭ ‬فطرة‭ ‬حضارية‭ ‬نشأت‭ ‬عليها‭ ‬الطبيعة‭ ‬البحرينية‭ ‬الودودة‭ ‬والمنفتحة‭ ‬على‭ ‬العالم‭. ‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الطيبة،‭ ‬يسرنا‭ ‬أن‭ ‬نتوجه‭ ‬بالشكر‭ ‬العميق‭ ‬والامتنان‭ ‬الكبير‭ ‬لمؤسسي‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الوطني‭ ‬ومن‭ ‬يواصل‭ ‬على‭ ‬دربهم،‭ ‬لجهودهم‭ ‬الحثيثة‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬صوت‭ ‬البحرين‭ ‬الواثق‭ ‬المجسّد‭ ‬لصورتها‭ ‬الإيجابية،‭ ‬والمرسخ‭ ‬لسياساتها‭ ‬الخارجية‭ ‬الداعمة‭ ‬لخير‭ ‬العالم‭ ‬واستقراره،‭ ‬مع‭ ‬تطلعنا‭ ‬لاستمرار‭ ‬جهود‭ ‬التطوير‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تنمية‭ ‬الكفاءات‭ ‬واستثمار‭ ‬الخبرات‭ ‬ورفع‭ ‬مستويات‭ ‬التخصصية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭.‬

ونوجه‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬تطوير‭ ‬المعهد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بتحويله‭ ‬إلى‭ ‬“أكاديمية‭ ‬خاصة‭ ‬للدراسات‭ ‬الدبلوماسية“،‭ ‬وأن‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رائد‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬وأحد‭ ‬مؤسسيها‭ ‬الأوائل‭ ‬الذي‭ ‬يسجل‭ ‬له‭ ‬تاريخها‭ ‬العريق‭ ‬الإخلاص‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬والتميز‭ ‬في‭ ‬العطاء‭... ‬وهي‭ ‬سمة‭ ‬بحرينية‭ ‬أصيلة‭ ‬نرفع‭ ‬شعارها‭ ‬ونفاخر‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافل‭.‬

وختامًا،‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬اعتزازنا‭ ‬بما‭ ‬تحققه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬وتقديرًا‭ ‬للجهود‭ ‬البارزة‭ ‬لكوادرها،‭ ‬برجالها‭ ‬ونسائها،‭ ‬نعلن‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬عن‭ ‬تخصيص‭ ‬“الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يناير”‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ليكون‭ ‬يومًا‭ ‬خاصًا‭ ‬للسلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬ولنحتفي‭ ‬فيه‭ ‬بإنجازاتهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البحرين‭ ‬ورفعة‭ ‬شأنها‭. ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭: ‬فخور‭ ‬بتسمية‭ ‬المعهد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬باسمي‭ ‬

ثم‭ ‬ألقى‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬كلمة،‭ ‬هذا‭ ‬نصها‭:‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم‭ ‬

صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬

يشرفني‭ ‬بداية‭ ‬أن‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬اعتزازي‭ ‬الكبير‭ ‬وامتناني‭ ‬البالغ‭ ‬للأمر‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالتكم‭ ‬بتسمية‭ ‬المعهد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬باسمي‭ ‬وذلك‭ ‬مبعث‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬لي‭.‬

أصحاب‭ ‬السمو‭ ‬والمعالي‭ ‬والسعادة،‭ ‬الحضور‭ ‬الكريم‭.. ‬

السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭..‬

برعاية‭ ‬سامية‭ ‬ومباركة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬جلالتكم،‭ ‬نحتفل‭ ‬اليوم‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬وإنها‭ ‬لمناسبة‭ ‬وطنية‭ ‬يحظى‭ ‬فيها‭ ‬منتسبي‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بلقاء‭ ‬جلالتكم‭ ‬والاستماع‭ ‬لتوجيهاتكم‭ ‬السديدة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬عملهم‭ ‬وخدمة‭ ‬وطنهم‭ ‬ورعاية‭ ‬مصالحه‭ ‬ومواطنيه‭ ‬وبأن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬مناسبة‭ ‬سنوية‭ ‬يحتفى‭ ‬فيها‭ ‬برعاية‭ ‬كريمة‭ ‬وتشريف‭ ‬من‭ ‬جلالتكم‭ ‬حفظكم‭ ‬الله‭.‬

كما‭ ‬يشرفني‭ ‬أن‭ ‬استعرض‭ ‬أمام‭ ‬جلالتكم‭ ‬مسيرة‭ ‬دبلوماسيتنا‭ ‬الفتية‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ (‬1‭) ‬لسنة‭ ‬1969‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬القاضي‭ ‬بإنشاء‭ ‬دائرة‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬والأساس‭ ‬لصرح‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬التي‭ ‬شرفني‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل،‭ ‬بتولي‭ ‬أمر‭ ‬إدارتها‭ ‬بمقتضى‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ (‬2‭) ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام‭.‬

وإذ‭ ‬أستذكر‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬يغمرني‭ ‬الامتنان‭ ‬مجددا‭ ‬لسموه،‭ ‬فقد‭ ‬أتاح‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أعيش‭ ‬تجربة‭ ‬إنسانية‭ ‬وإدارية‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬ولا‭ ‬تفارقني‭ ‬صور‭ ‬لحظات‭ ‬التأسيس‭ ‬والبناء‭.‬

صاحب‭ ‬الجلالة‭.. ‬

يرمز‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬المشهود،‭ ‬إلى‭ ‬استكمال‭ ‬بناء‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬عندما‭ ‬قررت‭ ‬البحرين‭ ‬إنهاء‭ ‬اتفاقية‭ ‬الحماية‭ ‬القائمة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬بريطانيا‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬تزامنًا‭ ‬مع‭ ‬قرار‭ ‬انسحابها‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬شرق‭ ‬السويس‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬سينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬أمني‭ ‬وسياسي‭ ‬تساؤلات‭ ‬مقلقة‭ ‬طالت‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬برمتها‭. ‬

لا‭ ‬يقاس‭ ‬عمر‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بالسنوات‭ ‬التي‭ ‬قطعتها،‭ ‬وإنما‭ ‬بالإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬سياقات‭ ‬وأوضاع‭ ‬دولية‭ ‬وإقليمية‭ ‬كانت‭ ‬سريعة‭ ‬التقلب‭. ‬وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬فإن‭ ‬عمل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفتية‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬قيادتكم‭ ‬الحكيمة‭ ‬وتوجيهات‭ ‬جلالتكم‭ ‬السامية‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬مفخرة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عهدكم‭ ‬الزاهر‭ ‬بتلك‭ ‬الإنجازات،‭ ‬وحيازتها‭ ‬موقعا‭ ‬جديرا‭ ‬بها‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬ويحق‭ ‬لي‭ ‬الإشادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬بتوجيهات‭ ‬وإدارة‭ ‬جلالتكم‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الخلاف‭ ‬الحدودي‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وقطر‭ ‬وإصدار‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬حكمها‭ ‬التاريخي‭ ‬القاضي‭ ‬بتأكيد‭ ‬تبعية‭ ‬جزر‭ ‬حوار‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬دائمًا‭ ‬للبحرين‭ ‬وبسيادتها‭ ‬التامة‭ ‬على‭ ‬الجزر‭ ‬طبقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

يعيد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬ذاكرتنا،‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الادعاءات‭ ‬والأطماع‭ ‬التوسعية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وفي‭ ‬البحرين‭ ‬تحديدًا،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬وقتها،‭ ‬بفضل‭ ‬حكمة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬التي‭ ‬أدارت‭ ‬المفاوضات،‭ ‬بموازاة‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬توجت‭ ‬بتأكيد‭ ‬على‭ ‬عروبة‭ ‬البحرين‭ ‬وسيادتها‭ ‬واستقلالها‭ ‬الناجز‭.‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬استوحت‭ ‬مبادئها‭ ‬ومرجعياتها‭ ‬المؤسسة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية‭ ‬ومن‭ ‬حضارة‭ ‬وتقاليد‭ ‬شعب‭ ‬البحرين،‭ ‬قد‭ ‬منحتها‭ ‬تلك‭ ‬العناصر‭ ‬المكانة‭ ‬المميزة‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخارجي،‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬المديد‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭.‬

لقد‭ ‬استطاع‭ ‬جهازنا‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الحديث‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬مواكبة‭ ‬التحولات‭ ‬والتقلبات‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مسهما‭ ‬وفاعلا‭ ‬إيجابيا‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬الثنائية‭ ‬والمتعددة،‭ ‬عارضا‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬ومبادرات‭ ‬تاريخية‭ ‬هامة‭ ‬لقيت‭ ‬الترحيب‭ ‬والإشادة،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬وهو‭ ‬الصرح‭ ‬الصامد‭ ‬أمام‭ ‬الصعوبات‭ ‬الظرفية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬

صاحب‭ ‬الجلالة‭..‬

الحضور‭ ‬الكرام‭..‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬عملها‭ ‬ونشاطها‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬فقد‭ ‬تكلل‭ ‬ذلك‭ ‬باختيار‭ ‬البحرين‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬عام‭ ‬1998‭ - ‬1999،‭ ‬وبترؤسها‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2007‭ - ‬2008،‭ ‬عندما‭ ‬تبوأت‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬عربية‭ ‬بحرينية‭ ‬ذلك‭ ‬المنصب‭ ‬الدولي‭ ‬الهام‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬الهامة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬عمل‭ ‬الوزارة‭ ‬وما‭ ‬وجهته‭ ‬خلالها‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬عبر‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

لقد‭ ‬بذل‭ ‬جنود‭ ‬أوفياء،‭ ‬من‭ ‬بناتنا‭ ‬ورجالنا،‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬الجهد‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والملتقيات،‭ ‬العربية‭ ‬والدولية،‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ارتياحنا‭ ‬لأداء‭ ‬المنتسبين‭ ‬للخارجية‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬وفي‭ ‬الخارج،‭ ‬لا‭ ‬يمنعنا‭ ‬من‭ ‬تحفيزهم‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬لمضاعفة‭ ‬الجهد‭ ‬والتضحية؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬تعقيدات‭ ‬وتحولات‭ ‬عميقة‭ ‬ومباغتة‭ ‬وما‭ ‬تفرزه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬وتوترات‭ ‬يصعب‭ ‬التنبؤ‭ ‬دائما‭ ‬بمداها‭. ‬إن‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬البلدان،‭ ‬ليست‭ ‬مكاتب‭ ‬مريحة‭ ‬وامتيازات‭ ‬كما‭ ‬يتوهم‭ ‬البعض،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حقيقتها‭ ‬مثل‭ ‬الثكنة‭ ‬التي‭ ‬يرابط‭ ‬فيها‭ ‬جنود‭ ‬في‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حمى‭ ‬الوطن‭ ‬بكافة‭ ‬الوسائل‭.‬

صاحب‭ ‬الجلالة‭..‬

أصحاب‭ ‬السمو‭ ‬والسعادة‭ ‬والمعالي‭..‬

الحضور‭ ‬الكريم‭..‬

والمملكة‭ ‬تحتفل‭ ‬اليوم،‭ ‬بانطلاق‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬يخامرنا‭ ‬اليقين‭ ‬أن‭ ‬علاقاتنا‭ ‬مع‭ ‬الخارج‭ ‬الأقرب‭ ‬والأبعد،‭ ‬اتسمت‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬بالاعتدال‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭ ‬والجنوح‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬بالوسائل‭ ‬السلمية‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬الحوار‭ ‬المتكافئ‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬بعض‭ ‬المقومات‭ ‬الثابتة‭ ‬لسياستنا‭ ‬الخارجية،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬غريبة‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المضياف،‭ ‬والمنفتح‭ ‬برحابة‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭ ‬قاطبة‭ ‬دون‭ ‬تفريط‭ ‬في‭ ‬المبادئ‭. ‬

وإذ‭ ‬تدخل‭ ‬وزارة‭ ‬خارجيتنا،‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬فإننا‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬بتفاؤل‭ ‬وأمل‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬الحيطة‭ ‬واليقظة،‭ ‬وستظل‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالتكم،‭ ‬وفية‭ ‬للقيم‭ ‬الرفيعة‭ ‬والتقاليد‭ ‬العريقة‭ ‬والتجارب‭ ‬المضيئة‭ ‬التي‭ ‬أفرزها‭ ‬التراث‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬العالمي‭ ‬باعتباره‭ ‬وسيلة‭ ‬للتقارب‭ ‬وفض‭ ‬النزاعات‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭ ‬والتعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

قد‭ ‬يبدو‭ ‬عمر‭ ‬دبلوماسيتنا‭ ‬قصيرا،‭ ‬وهذا‭ ‬صحيح،‭ ‬لكنه‭ ‬عمر‭ ‬حافل‭ ‬بمواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬فرضها‭ ‬علينا‭ ‬طموحنا‭ ‬لنصبح‭ ‬دولة‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬وجزءا‭ ‬فاعلًا‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬فإنه‭ ‬ليسعدني‭ ‬أن‭ ‬أعبر‭ ‬عن‭ ‬اعتزازي‭ ‬البالغ‭ ‬بإدارة‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬ونصف،‭ ‬وأن‭ ‬أشيد‭ ‬بما‭ ‬بذله‭ ‬معالي‭ ‬الأخ‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬وما‭ ‬قام‭ ‬ويقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬مشهود‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬كفة‭ ‬الوزارة‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭ ‬ونجاح‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وطننا‭ ‬العزيز‭ ‬الذي‭ ‬نعمل‭ ‬لعزته‭ ‬ورفعة‭ ‬شأنه،‭ ‬مع‭ ‬تمنياتي‭ ‬لمعاليه‭ ‬بدوام‭ ‬التوفيق‭.‬

إن‭ ‬تاريخ‭ ‬دبلوماسيتنا،‭ ‬لجدير‭ ‬بالتدوين‭ ‬لتسترجع‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬صفحات‭ ‬مجيدة‭ ‬من‭ ‬معركة‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬السيادة‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬وتفاؤل‭ ‬وأمل‭.‬

والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

وزير‭ ‬الخارجية‭: ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬حققت‭ ‬قفزات‭ ‬هائلة

ثم‭ ‬ألقى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬كلمة،‭ ‬هذا‭ ‬نصها‭:‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬

حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭..‬

صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭..‬

أصحاب‭ ‬السمو‭..‬

أصحاب‭ ‬المعالي‭ ‬والسعادة‭..‬

الحضور‭ ‬الكرام‭..‬

السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭..‬

أتشرف‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬باسمي‭ ‬وباسم‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬أن‭ ‬أرفع‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬جلالتكم‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬على‭ ‬تفضل‭ ‬جلالتكم‭ ‬باستقبال‭ ‬منتسبي‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬وأعضاء‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬للاحتفال‭ ‬باليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭.‬

فالدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬ثم‭ ‬بفضل‭ ‬التوجيهات‭ ‬السديدة‭ ‬والدعم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالتكم‭ ‬حفظكم‭ ‬الله،‭ ‬والمساندة‭ ‬المتواصلة‭ ‬والمستمرة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬أصبحت‭ ‬نموذجًا‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬المتفاعلة‭ ‬النشطة‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬وجهها‭ ‬الحضاري،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وتقوم‭ ‬بدور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬القضايا‭ ‬والمصالح‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لصياغة‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬أمنًا‭ ‬واستقرارا‭ ‬للإنسانية‭.‬

ولقد‭ ‬تمكنت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالتكم‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬قفزات‭ ‬هائلة‭ ‬وخطوات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬التقدم‭ ‬والريادة،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬إرثها‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬التعايش‭ ‬الوطني‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬المشترك‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتوثيق‭ ‬أواصر‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات،‭ ‬والالتزام‭ ‬بميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والقوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية،‭ ‬والوقوف‭ ‬بصلابة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحق،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬السلام،‭ ‬كمنهاج‭ ‬عمل‭ ‬تلتزم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مواقفها‭ ‬وخطواتها،‭ ‬وتتمسك‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أدوارها‭ ‬وتحركاتها‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬جاء‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬توفر‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬تاريخها‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬النجاح‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬يضعون‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬أولوياتهم‭ ‬ويسعون‭ ‬بكل‭ ‬جهدهم‭ ‬لتعزيز‭ ‬النهضة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار،‭ ‬ومن‭ ‬شعب‭ ‬واع‭ ‬ومتحضر‭ ‬يؤمن‭ ‬بالتعايش‭ ‬والانفتاح‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الشعوب‭ ‬والثقافات،‭ ‬ورجال‭ ‬ونساء‭ ‬مخلصين‭ ‬مدركين‭ ‬لعظم‭ ‬المسؤولية،‭ ‬ودبلوماسيين‭ ‬أكفاء‭ ‬استطاعوا‭ ‬وبكل‭ ‬اقتدار‭ ‬حمل‭ ‬الرسالة‭ ‬وأداء‭ ‬الأمانة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬لسانا‭ ‬ناطقًا‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومنجزاتها‭.‬

سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭..‬

أعرب‭ ‬لجلالتكم‭ ‬حفظكم‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬شكري‭ ‬وامتناني‭ ‬لتفضلكم‭ ‬بإطلاق‭ ‬اسم‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬المعهد‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬تقديرًا‭ ‬لمكانة‭ ‬سموه‭ ‬العالية‭ ‬وإنجازاته‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬وإلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬ومباركتكم‭ ‬السامية‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬يوم‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يومًا‭ ‬للسلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬لجلالتكم‭ ‬بأننا‭ ‬سنواصل‭ ‬دورنا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬كوادر‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأدوات‭ ‬بما‭ ‬يتواكب‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬الراهنة،‭ ‬وإمدادهم‭ ‬بالخبرة‭ ‬والمعرفة‭ ‬لضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات،‭ ‬ولتواصل‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬مسيرتها‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وتؤكد‭ ‬نجاحها‭ ‬وتفوقها‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مهامها‭ ‬والعمل‭ ‬وفق‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬والأسس‭ ‬الراسخة‭ ‬لسياسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أهدافها‭.‬

حفظ‭ ‬المولى‭ ‬جلالتكم،‭ ‬وسدد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الخير‭ ‬خطاكم،‭ ‬إنه‭ ‬سميع‭ ‬مجيب‭.‬

والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭..‬

ثم‭ ‬تشرف‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بتقديم‭ ‬هدية‭ ‬تذكارية‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭.‬