المحكمة تأخذهم بالرأفة لصغر أعمارهم

تأييد الحبس لمُدانين بتفجير “سلندر” بموقع أثري

أيدت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬معاقبة‭ ‬4‭ ‬مدانين‭ ‬بإحداث‭ ‬تفجير‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بوري‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬التلال‭ ‬الأثرية‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬لغرض‭ ‬إرهابي،‭ ‬بعدما‭ ‬أشعلوا‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬إطارات‭ ‬وضعوا‭ ‬بداخلها‭ ‬اسطوانة‭ ‬غاز،‭ ‬وذلك‭ ‬بحبس‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬بعد‭ ‬أخذهم‭ ‬بالرأفة‭ ‬نظرا‭ ‬لصغر‭ ‬سنهم،‭ ‬وأمرت‭ ‬بمصادرة‭ ‬المضبوطات‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬الجرائم‭ ‬المسندة‭ ‬لكلا‭ ‬من‭ ‬المدانين‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة‭ ‬قد‭ ‬وقعت‭ ‬منهم‭ ‬نتيجة‭ ‬نشاط‭ ‬وغرض‭ ‬إجرامي‭ ‬واحد‭ ‬وكانت‭ ‬مرتبطة‭ ‬ببعضها‭ ‬ارتباطا‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬التجزئة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتعين‭ ‬اعتبارهما‭ ‬جريمة‭ ‬واحدة‭ ‬والحكم‭ ‬بعقوبة‭ ‬الجريمة‭ ‬الأشد‭ ‬منهما‭ ‬عملا‭ ‬بالمادة‭ ‬66‭/‬‏1‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬المدانين‭ ‬جميعا‭ ‬وإن‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬بلغوا‭ ‬الخامسة‭ ‬عشر‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يتجاوزوا‭ ‬الثامنة‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬عمرهم‭ ‬بتاريخ‭ ‬ارتكاب‭ ‬الواقعة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬إعمال‭ ‬العذر‭ ‬المخفف‭ ‬المبين‭ ‬بنص‭ ‬المادتين‭ ‬70‭ ‬و71‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭.‬

وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المستأنفين‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬اتفقوا‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬واقعة‭ ‬تفجير‭ ‬لاسطوانة‭ ‬غاز‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬التلال‭ ‬الأثرية‭ ‬بمنطقة‭ ‬بوري،‭ ‬وأعدوا‭ ‬لذلك‭ ‬إطارين‭ ‬وعبوة‭ ‬من‭ ‬البنزين‭ ‬واسطوانة‭ ‬غاز،‭ ‬وتوجهوا‭ ‬جميعا‭ ‬عصر‭ ‬يوم‭ ‬8‭/‬‏9‭/‬‏2017‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬التلال‭ ‬الأثرية‭ ‬الواقعة‭ ‬بمنطقة‭ ‬بوري،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬الإطارين‭ ‬وبداخلهما‭ ‬اسطوانة‭ ‬الغاز‭ ‬وتم‭ ‬إشعال‭ ‬النيران‭ ‬بها‭ ‬ثم‭ ‬لاذوا‭ ‬بالفرار‭ ‬هاربين‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بقصد‭ ‬إثارة‭ ‬الفوضى‭.‬

وتوصلت‭ ‬التحريات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬ضابط‭ ‬البحث‭ ‬والتحري‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬المستأنفين‭ ‬وآخرين‭ ‬مجهولين‭ ‬بارتكاب‭ ‬الواقعة،‭ ‬وتم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬الثاني،‭ ‬والذي‭ ‬أرشد‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬إخفائه‭ ‬لقناع‭ ‬أسود‭ ‬اللون‭ ‬ومنشورات‭ ‬سياسية‭ ‬وهاتف‭ ‬نقال‭ ‬وكانت‭ ‬داخل‭ ‬أحد‭ ‬المساجد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بوري‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬قضية‭ ‬أخرى،‭ ‬وتم‭ ‬استدعاءه‭ ‬واعترف‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬الثاني‭ ‬أخبره‭ ‬بوجود‭ ‬اسطوانة‭ ‬غاز‭ ‬بمنزل‭ ‬جده،‭ ‬وأنهم‭ ‬يريدون‭ ‬تفجيرها‭ ‬فتوجها‭ ‬معا‭ ‬وبصحبتهما‭ ‬المستأنف‭ ‬الثالث‭ ‬لإحضارها‭ ‬بسيارة‭ ‬المستأنف‭ ‬الثاني،‭ ‬ووضعها‭ ‬بأرض‭ ‬فضاء‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬جده،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬توجهوا‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬الواقعة‭ ‬بسيارة‭ ‬المستأنف‭ ‬الرابع،‭ ‬وكان‭ ‬بها‭ ‬عبوة‭ ‬بنزين‭ ‬ثم‭ ‬تلثموا‭ ‬وتوجهوا‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬الواقعة‭ ‬‭(‬السيل‭) ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬التلال‭ ‬الأثرية‭ ‬بمنطقة‭ ‬بوري،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬الإطارين‭ ‬وبداخلهما‭ ‬اسطوانة‭ ‬الغاز‭ ‬وتم‭ ‬إشعال‭ ‬النيران‭ ‬بها،‭ ‬ثم‭ ‬فروا‭ ‬هاربين‭.‬

وبالقبض‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬المدانين‭ ‬المذكورين‭ ‬اعترفوا‭ ‬جميعا‭ ‬بما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬اتهامات،‭ ‬وقرروا‭ ‬أن‭ ‬قصدهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬إثارة‭ ‬الفوضى‭.‬

هذا‭ ‬وثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬المستأنفين‭ ‬بتاريخ‭ ‬8‭ ‬سبتمبر‭ ‬2017،‭ ‬أولا‭: ‬أحدثوا‭ ‬تفجيرا‭ ‬بقصد‭ ‬ترويع‭ ‬الآمنين‭ ‬وتنفيذا‭ ‬لغرض‭ ‬إرهابي،‭ ‬ثانيا‭: ‬أشعلوا‭ ‬حريقا‭ ‬في‭ ‬المنقولات‭ ‬المبين‭ ‬وصفها‭ ‬ونوعها‭ ‬بالأوراق‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعريض‭ ‬حياه‭ ‬الناس‭ ‬والأموال‭ ‬للخطر‭ ‬تنفيذا‭ ‬لغرض‭ ‬إرهابي‭.‬