عنفوان

الرجل الدّفيع!

| جاسم اليوسف

حسنا،‭ ‬في‭ ‬العرف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمحلي‭ ‬يعرف‭ ‬“الرجل‭ ‬الدّفيع”‭ ‬بأنه‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬الاستعداد‭ ‬كليا‭ ‬لدفع‭ ‬أي‭ ‬مبلغ‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬مقابل‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬أو‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬أمواله‭ ‬مقابل‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بليلة‭ ‬حمراء‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬“نهار”‭ ‬أحمر،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تقتضيه‭ ‬ظروفه‭ ‬“التسترونية”‭ ‬وتوقيت‭ ‬جوعه‭ ‬العاطفي‭ ‬المداري‭.‬

لا‭ ‬يعنيني‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أحمّل‭ ‬مسؤولية‭ ‬انتشار‭ ‬رقعة‭ ‬التجارة‭ ‬بالجنس‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمعه‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬المرأة،‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬مفروغ‭ ‬منه،‭ ‬ولكن‭ ‬تعمير‭ ‬بروج‭ ‬الدعارة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لتزدهر‭ ‬لولا‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ - ‬لا‭ ‬سامحهم‭ ‬الله‭ - ‬في‭ ‬الأخذ‭ ‬بيد‭ ‬بائعات‭ ‬الهوى‭ ‬وتشجيعهن‭ ‬“لا‭ ‬شعوريا”‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬السلوكية‭ ‬الشائنة‭.‬

في‭ ‬علم‭ ‬النفس،‭ ‬كل‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬يلجأون‭ ‬لشراء‭ ‬بائعات‭ ‬الهوى‭ ‬مصابون‭ ‬بانعدام‭ ‬الأمن‭ (‬insecurity‭) ‬واختلال‭ ‬الثقة؛‭ ‬لأنهم‭ ‬عاجزون‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬فتاة‭ ‬توفر‭ ‬لهم‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العاطفة‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬سليم‭ ‬أو‭ ‬صحي،‭ ‬فيغرقون‭ ‬في‭ ‬يأس‭ ‬مرضي‭ ‬لتكون‭ ‬بيوتات‭ ‬الدعارة‭ ‬هي‭ ‬المحاولة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإنعاش‭ ‬“الأنا‭ ‬المنبوذة”‭.‬

المطلوب‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬وألا‭ ‬ينجروا‭ ‬وراء‭ ‬تلك‭ ‬البيئة‭ ‬الملوثة‭ ‬بالعفن،‭ ‬وأن‭ ‬يستمعوا‭ ‬لصوت‭ ‬عقولهم‭ ‬بحكمة،‭ ‬ففي‭ ‬نهاية‭ ‬الجولة‭ ‬“غير‭ ‬الحميمة”‭ ‬أصلا،‭ ‬يدرك‭ ‬الرجال‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬مع‭ ‬فتاة‭ ‬حقيقية‭ ‬وإنما‭ ‬تمثال‭ ‬محنط‭ ‬يلتقط‭ ‬صور‭ ‬السيلفي‭ ‬مع‭ ‬المفلسين‭ ‬عاطفيا‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬اصطلاحنا‭ ‬“الرجل‭ ‬الدّفيع”‭.‬