البنوك البحرينية تتنافس لإغراء الزبائن بادخار أموالهم

الفائدة على الودائع تحلق لأعلى مستوى في 10 سنوات

| علي الفردان

ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬الودائع‭ ‬لأعلى‭ ‬مستوياتها‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬أعوام‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تواصل‭ ‬فيه‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬التقليدية‭ ‬والإسلامية‭ ‬في‭ ‬إسالة‭ ‬لعاب‭ ‬المستثمرين‭ ‬والمدخرين‭ ‬واستقطابهم‭ ‬لادخار‭ ‬أموالهم‭. ‬وبحسب‭ ‬بيانات‭ ‬جمعتها‭ ‬“البلاد”‭ ‬من‭ ‬إحصاءات‭ ‬رسمية،‭ ‬فإن‭ ‬متوسط‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬الودائع،‭ ‬والذي‭ ‬تقدمه‭ ‬البنوك‭ ‬البحرينية‭ ‬للمدخرين‭ ‬قفز‭ ‬بنسبة‭ ‬تفوق‭ ‬144‭ % ‬منذ‭ ‬2014‭ ‬وحتى‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬0‭.‬95‭ % ‬إلى‭ ‬2‭.‬32‭ % (‬الودائع‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬شهرا‭). ‬وحققت‭ ‬النسب‭ ‬الأخيرة‭ ‬الأعلى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2008‭.‬

ويرجع‭ ‬سبب‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬والودائع،‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬معدلات‭ ‬الفائدة‭ ‬الرسمية‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأميركي‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬معدل‭ ‬الفائدة‭ ‬للمرة‭ ‬الخامسة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عامين،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الدينار‭ ‬البحريني‭ ‬يرتبط‭ ‬بالدولار‭ ‬الأميركي،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬يقتدي‭ ‬بالخطوة‭ ‬الأميركية‭ ‬لتفادي‭ ‬المضاربة‭ ‬على‭ ‬العملة‭ ‬البحرينية‭.‬

ويقول‭ ‬الخبير‭ ‬العقاري،‭ ‬ناصر‭ ‬الأهلي،‭ ‬أن‭ ‬السندات‭ ‬الحكومية‭ ‬والودائع‭ ‬المصرفية‭ ‬باتت‭ ‬بديلا‭ ‬قويا‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العقاري‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬الهدوء‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬القطاع‭. ‬فمع‭ ‬الودائع‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬مستويات‭ ‬المخاطرة‭ ‬أقل‭ ‬ومستوى‭ ‬ضمان‭ ‬العائد‭ ‬أعلى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬فيه‭ ‬السوق‭ ‬العقارية‭ ‬ضبابية‭ ‬مع‭ ‬القرارات‭ ‬المتسارعة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالرسوم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭.‬

وتعطي‭ ‬البنوك‭ ‬تسهيلات‭ ‬كبيرة‭ ‬للمودعين‭ ‬مثل‭ ‬تقديم‭ ‬دفعة‭ ‬مقدمة‭ ‬أو‭ ‬توزيع‭ ‬شهري‭ ‬للأرباح،‭ ‬وتقديم‭ ‬فترات‭ ‬إيداع‭ ‬مرنة،‭ ‬أذ‭ ‬تعرض‭ ‬بعض‭ ‬البنوك‭ ‬نسب‭ ‬فائدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬75‭ % ‬لمدد‭ ‬إيداع‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.‬

وتعد‭ ‬شهادات‭ ‬الادخار‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬حلاً‭ ‬أفضل‭ ‬للبنوك‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الودائع،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬فوائد‭ ‬ثابتة‭ ‬بينما‭ ‬يغرى‭ ‬الزبائن‭ ‬بجوائز‭ ‬قيمة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬سيولة‭ ‬دائمة‭ ‬وكبيرة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬لاستخدامها‭ ‬للإقراض‭ ‬والتمويل‭.‬

ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬الفوائد‭ ‬الإيداعية‭ ‬على‭ ‬الودائع‭ ‬المصرفية‭ ‬الثابتة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬السندات‭ ‬الحكومية‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬أحد‭ ‬المنتجات‭ ‬المشابهة‭ ‬للودائع‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬أكثر‭ ‬ضماناً،‭ ‬ارتفعت‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬إتاحتها‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬الأفراد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬الاكتتاب‭ ‬فيها‭ ‬حكراً‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬إذ‭ ‬ارتفعت‭ ‬معدلات‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬سندات‭ ‬التنمية‭ ‬6‭.‬55‭ % ‬وهو‭ ‬الأعلى‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬البحرين‭ ‬للجمهور‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراء‭ ‬الديون‭ ‬الحكومية‭ ‬القابلة‭ ‬للتداول‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬البحرين‭. ‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬إصدار‭ ‬لسندات‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي‭ ‬بقيمة‭ ‬150‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬دفع‭ ‬الفوائد‭ ‬فيها‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬العام‭.‬

وقبل‭ ‬نهاية‭ ‬19‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭ ‬أعلن‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأميركي‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬قصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬ربع‭ ‬نقطة‭ ‬مئوية‭ ‬وهي‭ ‬المرة‭ ‬التاسعة‭ ‬منذ‭ ‬ديسمبر‭ ‬2015،‭ ‬وعلى‭ ‬إثره‭ ‬قرر‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬وبأثر‭ ‬فوري‭ ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬الأساسي‭ ‬على‭ ‬ودائع‭ ‬الأسبوع‭ ‬الواحد‭ ‬بواقع‭ (‬25‭) ‬نقطة‭ ‬أساس،‭ ‬من‭ ‬2‭.‬50‭ % ‬إلى‭ ‬2‭.‬75‭ %. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬ودائع‭ ‬الليلة‭ ‬الواحدة‭ ‬من‭ ‬2‭.‬25‭ % ‬إلى‭ ‬2‭.‬50‭ %‬،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬تغيير‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬لفترة‭ ‬استحقاق‭ ‬ودائع‭ ‬الشهر‭ ‬الواحد‭ ‬3‭.‬25‭ % ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬الذي‭ ‬يفرضه‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬على‭ ‬مصارف‭ ‬قطاع‭ ‬التجزئة‭ ‬مقابل‭ ‬تسهيلات‭ ‬الإقراض‭ ‬من‭ ‬4‭.‬25‭ % ‬إلى‭ ‬4‭.‬50‭ %.‬